الأزمة الخليجية فضحت علاقة القادة بقطر والسعودية والامارات

الأزمة الخليجية فضحت علاقة القادة بقطر والسعودية والامارات

سليم الحسني

سنوات طويلة من القتل والتخريب والمآسي تأتينا من قطر والسعودية، ولم يصدر عن قادة العملية السياسية موقف يدينهما، بل كان معظمهم على علاقة وطيدة بهما من سنة وشيعة واكراد.

انفجرت الأزمة الخليجية على أشدها من حيث الحرب الإعلامية والفضائح والاتهامات والوثائق والتسريبات بتورط قطر والسعودية والامارات في الإرهاب، وقد كان الدم العراقي هو الأكثر نزفاً على الشوارع والأرصفة، وكان الجوع العراقي هو الأكثر انتشاراً في البيوت الفقيرة بسبب هذه الدول. ومع ذلك صمت قادة الكتل وتمسك المسؤولون بالسكوت المخجل، لأن في كلامهم إدانة، إنهم سيفضحون أنفسهم لو تحدثوا في ادانة محور قطر او محور السعودية، ستنكشف الملفات فيما لو صدرت منهم كلمة واحدة ضد أحد الطرفين، فإذا ما دانوا قطر فستنشر الدوحة الملايين والملايين التي أغدقتها عليهم بالأرقام والتواريخ والأسماء. واذا ما دانوا السعودية فستفعل الرياض مثل ذلك.

ولأنهم يعرفون هذه الحقيقة، فقد تمسكوا بالصمت، دخلوا في جوفه، احتموا بالسكوت، ترتجف قلوبهم من وثيقة قد تتسرب فتفضحهم في هذه المعركة الإعلامية المفتوحة بين المحورين الخلجيين.

لكن السكوت ليس ضامناً لأمنهم من الفضيحة، فقد تتطور الأمور الى مطالبة كل من محور قطر ومن محور السعودية، الى أن يؤدوا واجب الوفاء على ما استلموه من أموال، بتصريح وموقف رسمي، فكيف سيكون موقف مقتدى الصدر وعمار الحكيم وإبراهيم الجعفري وسليم الجبوري وأسامة النجيفي ومسعود البرزاني والكربولي وعشرات الأسماء غيرهم؟

لقد كان يعرف هؤلاء الذين صاروا قادة على الشعب العراقي المسكين، حقيقة الإرهاب ومنابعه ومصادره، لكنهم سكتوا، ملأت أفواههم الشيكات الثقيلة بالأرقام، فعميت قلوبهم عن النبض لمصلحة المواطن والوطن.

في هذه الأزمة انكشفت الأوراق والملفات، وذاع المستور والمخفي، وصار الاتهام بالإرهاب ودعم الجماعات الإرهابية، على أوسع نطاق، فما الذي يمنع المسؤولين والقادة العراقيين من جعل الأزمة الخليجية في قائمة الاهتمام، ورفعها الى أعلى المستويات الدولية، لكي يأخذوا على أقل تقدير حقوق الذين تشظت جثثهم، وضاع مستقبلهم، وانتهكت اعراضهم؟

جواب واحد لهذا السؤال، ذلك هو أنهم كانوا يعرفون الحقيقة، كانوا يعرفون بدقة تامة أن القتل وسفك دم العراقيين يجري بأموال وأدوات قطر والسعودية والأمارات، لكنهم سكتوا لأن المكافأة كانت عالية، فاحتضنوا أكوام الدولارات، وتركوا أكوام الجثث في العراق وتحت دموع المفجوعين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here