كان لابد من كبش فداء

كان لابد من كبش فداء
لم يكن عرضيآ او اعتباطآ ان تتجنب دول الخليج العربية هجمات المنظمات الأرهابية القاعدة سابقآ و داعش لاحقآ و ذلك ليس للمهارة ( العالية ) التي عليها الأجهزة الأمنية و الأستخباراتية الخليجية و قدرتها ( الفائقة ) في رصد تحركات المجموعات الأرهابية و من ثم مباغتتها و الأنقضاض عليها في هجمات استباقية قبل تنفيذ عملياتها التخريبية و قد ظلت تلك الدول آمنة و مستقرة و مزدهرة و هي قبلة لرجال الأعمال و الزوار و على الرغم من انها تشكل الخزين البشري الهائل الذي يرفد و بلا انقطاع تلك الحركات الأجرامية بالالاف من الجنود المتطوعين و الذين يشكلون العمود الفقري لتلك الجماعات الأرهابية فأغلب قادتها من الصف الأول و حتى الأخير من مواطني الدول الخليجية المتشبعين بالفكر الأقصائي المتشدد و الذين هم ليسوا في حاجة الى اعادة تشكيل ( ادمغة ) او غسيلها .
من المعروف تمامآ ان ذلك الأمن و الأمان الذي تنعم به البلدان الخليجية كان ( يباع ) كأي سلعة او بضاعة رائجة و كانت تلك الدول على اتم الأستعداد للدفع ( خاوة ) لقادة الحركات الأرهابية الذين امتنعوا عن التعرض لتلك الدول او مهاجمتها رغم انها تملك من الأمكانات الكبيرة للقيام بالكثير من العمليات التي تزعزع امن تلك البلدان و تجعل منها دول غير آمنة و لا مستقرة و بالتالي تفقد سمعتها و بريقها في انها البيئة المناسبة للأستثمار و الأزدهار الأقتصادي و هكذا كان الأثنان ( الحكومات الخليجية و المنظمات الأجرامية ) في توافق و تفاهم تام فالأول يدفع الأموال و الثاني يتعهد بعدم التعرض او الهجوم .
لقد توهم ملوك و شيوخ دول الخليج ان اسقاط ( النظام السوري ) سوف يكون بتلك السهولة التي انتهى بها حكم ( بن علي ) في تونس او على الأصعب في نهاية نظام ( معمر القذافي ) في ليبيا فأنغمسوا بكل اموالهم و اسلحتهم و رجالهم في الحرب السورية و صار للعديد من تلك الدول فصيل مسلح او اكثر يتمول و يتسلح منها اي انه تابع لتلك الدولة في الأرادة و القرار و هكذا كان عليه الوضع في ( سوريا ) و ما ان طالت هذه الحرب و اتسعت و اشتركت اغلب دول العالم في ذلك الصراع المرير الدائر في الأرض السورية حتى بانت بوادر حرب ان لم تكن عالمية فأنها حتمآ ستكون اقليمية و اسعة و مدمرة تهدد ليس دول هذه المنطقة وحدها انما ابعد من ذلك بوصول شظايا تلك الحرب الى الدول الأوربية من خلال موجات من اللأجئين و المهاجرين و الذين قد يندس بينهم بعض من الأرهابيين الخطرين على الأمن الأوربي فكان لابد من ايقاف الحرب السورية و وضع حد لها و هي التي كانت الأكثر عنفآ و همجية من كل الحروب الأهلية التي سبقتها في بلدان العالم المختلفة فكان الضحايا بمئات الالاف و المشردين بالملايين فكان على هذه الحرب المجنونة ان تتوقف .
كان العثور على ذلك الذي سوف يتحمل كل الأوزار و الخطايا عن الجميع و الذي سوف يكون ( وحده ) هو الممول للأرهاب و الأرهابيين بالمدد و الأسناد بالسلاح و الأموال و الأفراد فأن الأمر ليس عسيرآ او صعبآ خاصة و ان احدى الدول الخليجية الصغيرة و التي كانت تغطس اكثر فأكثر من أي دولة أخرى في المستنقع السوري حتى باتت الجهة الوحيدة التي ان اراد البعض التفاوض مع الأرهابيين لجأ اليها فيما يتعلق بمختطفين او اسرى فذاع صيتها و انتشرت سمعتها في العالم و انتشى قادتها فخرآ و زهوآ و صاروا يهددون و يتوعدون و هم لا يعلمون ان في هذا ربما مقتلهم و نهاية ملكهم و ان لم يكن فيه زوال ( دولتهم ) فأنهم سائرين الى الحفرة التي اعدت لهم بعناية بخطى ثابتة و غباء مطبق.
سيل من الأتهامات المتبادلة بدعم المنظمات الأرهابية و التي ربما لا تنجو دولة من هذه الأتهامات في البداية كانت ( الولايات المتحدة الأمركية ) تعلنها بصراحة و وضوح كامل عن انها من صنعت ( القاعدة ) و مولتها و سلحتها لمواجهة القوات السوفيتية في ( أفغانستان ) قبل ان تنقلب عليها و بعد ذلك وجهت تهمة دعم الأرهاب الى ( الحكم الأيراني ) و حليفه ( النظام السوري ) من خلال تدريب الأرهابيين من القاعدة و تأهيلهم و ارسالهم الى ( العراق ) لتنفيذ اعمال تخريبية اجرامية تطال ابناء الشعب العراقي و بناه العمرانية و هو ما اعترف به كل الأرهابيين الذين تم القبض عليهم و عندما دارت الدوائر فكانت اصابع الأتهام توجه هذه المرة الى ( حكومة الأخوان المسلمين في تركيا ) من خلال الحدود المفتوحة امام الأرهابيين القادمين من كل اصقاع الأرض للدخول الى الأراضي السورية في هدف معلن هو اسقاط نظام الحكم السوري و قلع انياب ( حزب الله اللبناني ) و اشتركت دول الخليج العربي في تمويل تلك المجموعات الأرهابية العابرة للحدود و شراء السلاح و العتاد و عقد الصفقات العسكرية لصالح افرادها و كانت ( السعودية ) على رأس تلك الدول المساندة للأرهابيين فأذا لم تكن احدى دولكم تدعم ألأرهاب فليرمها بحجر .
حيدر الصراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here