إن كان في حكومة الطوارئ فكاك رقبتنا فمرحباً بها

توفيق الدبوس
تعالى صراخ القابضين على السلطة الحقيقية في العراق محذرين ومتوعدين من يطالب بحكومة طوارئ أو حكومة إنقاذ وطني. متهمين البعض بالسعي لفراغٍ دستوري لأقامة هذه الحكومة .داعين بالويل والثبور وعواقب الأمور لمن يلمح بها مجرد تلميح واصفينه بالخيانة ومحاولة إعادة أمريكا للعراق. وكأنما أمريكا قد خرجت فعلاً. ولم يعد لها وجود في العراق .والله لأنها نكتة سمجة. أما حجة الفراغ الدستور.فنحن مع إلغاء هذا الدستور المبهم سهل التحريف, لا فراغه فهو فارغ تلقاء نفسه.
أمريكا موجودة في كل مفاصل الدولة .وكل يوم يمر وأنتم تأكدون هذا والمسؤولون الأمريكيون يزورون العراق سرّاً وعلانية  بجسرٍ جوي منتظم. والعسكريون الأمريكان مع قواتنا المسلحة كخبراء ومستشارين وبمسمياتٍ متعددة.فعن أي محاولة لأعادة الأمريكان تتحدثون؟ والأمريكان هم من جاء بكم وسلمكم رقاب الشعب.ولولا أمريكا لم يتمكن أي منكم  الحصول على وظيفة فراش .فكفاكم دجلاً وبهتاناً
الحقيقة الواضحة وضوح الشمس إن الزمر السياسية التي تطوق رقاب الشعب وتلف حبل المشنقة حوله ,  هيَ منْ أدخل داعش وسهل لها تدمير العراق.هذه الكتل هي من يسَّرت للكورد التعالي على العراقيين والأستهزاء بهم بصلافةٍ ووقاحة وسلمتهم السفارات والسلاح العراقي المهان في الموصل. وهي من غضت الطرف عن حكومة الأقليم فتصرفت كدولة مستقلة تعاملها الدول معاملة الدولة المستقلة دون الرجوع للدولة العراقية. وتطور الأمر لتسليح الأقليم بالأسلحة الثقيلة و الطائرات المروحية ذات الصفة الهجومية.هذه الأحزاب هي من فرط بالأرض والمياه والأجواء العراقية فنهشتها دول الجوار السيئة. هذه الكتل لم تنجح بأي شيء بل دمرت كل شيء . روجت للفساد ولنهب ثروات الشعب. فأجاعت الناس وشردتهم لاجئين ونازحين في الخيام  بعد أن كانوا أعزةً كرام . كتلٌ حرمت الشباب من خيرات بلادهم وشردتهم في البطالة والجهل وحرمتهم من حقوقهم بالعيش الكريم . كتل لا يروق لها أن يتبنى الشعب شؤونه ويمسك بزمام حياته ومتطلباته المشروعة .فهي تمنع إقامة مفوضية إنتخابات مستقلة فعلاً  فتراوغ وتماطل. والنتيجة مفوضية تابعة لها تأتمر بأمرها فتزور وتتلاعب بصناديق الأنتخابات .لم تعمل هذه الكتل جادةً  لأي تعديل لقانون الأنتخابات ليفرز مجلس نواب جديد قادر على تصحيح المسار. وتصحيح هذه العملية السياسية البائسة.فكيف يروق لهذه الأحزاب البائسة أن ترخي الحبل وتضيع الفرصة ؟وهي تعلم إن الحساب سيطالها إن كان الشعب مقتدراً وماسكاً بمقدراته. و سيلعب القانون دوره ويأخذ العدل مجراه. وعندها ستطير رقاب وسينكشف المستور, وينفضح المزورون , وسيكون مأواهم السجون  وبئس المصير.
إن هذا الهراء السمج الخائب بخطورة حكومة الطوارئ باطل وكذب على الله والشعب .و لن ينطلي على كل حصيف فطِن . فإن كان في حكومة الطوارئ  إنقاذ للشعب من الهلكة وخلاص من اللصوص ومنتحلي صفة تمثيل الشعب .فلتكن حكومة الطوارئ أوحكومة إنقاذ وإن كانت عسكرية.  بإشراف دولي ,فيا مرحباً بها. ولكي لا نعطي هؤلاء البغاة فرصة و ذريعة وحجة وإدعاء باطل , لتكن حكومة الطوارئ بإشرافٍ غير أمريكي. فالدول المنصفة عديدة ولتكن الهند وأندنوسيا وماليزيا والجزائر وجنوب أفريقيا  وإحدى الدول الأوربية  هي من تشرف على هذه الحكومة. وليكن للمرجعية الرشيدة رأي في هذا .وممكن أن تطرح الثقة بهذه الحكومة بالتصويت المباشر من الشعب .أنتم لم تتزوجوا الشعب زواجاً كاثوليكياً. فالشعب يريد الخلاص منكم فلا تلجئوه للطرق غير السلمية.لتكن عندكم ذرة مخافة من الله وبقية باقية من ضمير وإعتقوا رقاب الشعب .وغادروا البلاد بما نهبتموه سالمين غير غانمين. ولا تجعلوها فتنة لا تبقي ولا تذر . فيومها أين المفر؟
كانت هناك مظاهرات مليونية لأسباب عديدة منها محق ومنها غير محق. واليوم العراق يتعرض للتقسيم ولضياع دولته وإنهياره. والطامعون من دول الجوار وأذنابهم من المتسولين بنذالة يسرحون ويمرحون, ويعقدون المؤتمرات .ويروجون لتدمير العراق بحلوى مغلفة بالسم .والعجيب إن الصمت سيد الموقف.والمليونات غائبة عن الساحة .أهذه هي الوطنية؟؟؟؟؟؟؟؟
فإن كان ولا بد ولإستحالة الحل عندكم .فالحل هو في حكومة طوارئ أنتماؤها عراقي حسب. تحافظ على إنتصارات قواتنا المسلحة البطلة ولا تضيع جهودها وثمن دماء الشهداء. حكومة  تجمد الدستور وتعطله وتحكم بالمراسيم .وتمهد لأنتخابات جديدة بقانون جديد.ومفوضية مستقلة بإشرافٍ دولي وتحت مظلة المرجعية الرشيدة.
حكومة تحل هذه الأحزاب, وتجيز أحزاب تؤمن بالمفاهيم الوطنية بعيدة عن العرقية والطائفية وكل صفة دينية . و تضرب بيد من حديد على رؤوس من خان الشعب, ومن سلب ومن نهب, ومن زور ومن باع الوطن.وتُجرِّد السارقين من أموالهم وتفضحهم مهما كانت مسمياتهم. وتلقي بهم في السجون .حكومة تمهد لتأسيس دولة جديدة على أسس مؤسسات المجتمع المدني .فيا مرحباً بحكومة الطوارئ.ونقولها بلا خجل .فهيَ الحل

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here