رَجُلٌ دونه خرط القتاد..!

بقلم: وليد كريم الناصري

(( ما رأيت قائداً صُبَت عليه الشتائم كالمُزَنِ، وعَصَفت به رياح الإفك والبُهتان، كبحرٍ يغشاهُ الموجِ من تحتهِ ومن فوقهِ، ثُلم الدين بأهلهِ، وفُجعَ بأبائهِ مُضرجين بدمائِهم، وهو ماضٍ لم يَهُن، جبلٌ صلد، من أمضى منه جنانا؟ وأربطُ جأشاً؟ وأصلبُ عوداً، وأقوى في الله قلباً، وأبلغُ في فصلِ الخطابِ لساناً؟ يتبّعُ أبائهِ كإتباعِ الفصيلِ لأمهِ، وسيأتي اليوم الذي تستقم فيهِ الأمور، فتُثنى لهُ الوسادة، إن البقاء للأقوى، والسيادةِ للأفضل، والزعامة لكليهما، فضلُ الله يؤتيه مَنْ يشاء، والرِهان على الزمنِ قريب.))

.وأما بعد …

عجباً؛ أيشتمُ فيكم؟! فلا قرَّت عيونُ رِجالِكُم، ولا هدأَ روعَ ذكوركم، يتشدقُ بحضرتهِ أراذلكم! ويسبهُ ويلعنهُ جهالكم، أتحيون سُنّةِ معاوية بالصالحين؟! فأن لم تكونوا أهلَ عقلٍ، فأرجعوا الى آبائكم وأنسبوه، لا أبقاني الله لباقية أن لم يكن أفضلكم وأحسَنكم، مَنْ فيكم قُتلَ مِن أهلهِ بعدد ما قُتل للحسين بكربلاء؟! من فيكم أُنتهِكت حرمة نساءهِ، وشُرِّدَ أطفالهِ لطلبِ الإصلاح بعراقكم! ولكنها الخديعة والمكر فيكم والحسد والجهل قد أكل عقولكم وأعمى بصائرِكُم.

وما آمنَ الحديد جنسهُ، فللمبرد حكاية حسدٍ للحديد، هي الدنيا التي جعلتهُ وفيه عِزة “علي” أن يُقاس بغيرهِ وفيهم شُرور وخُبث “إبن العاص” لهُ إرثٌ تعرفهُ رجال الحق والسياسة والدين، فما إرث أصحابكم؟ إليسَ فيكم من فرَّقَها بين الصمت والصراخ؟ وأتهم الأخرين بما ليسَ فيهم؟ فجعلها بِدعة، تُهان وتسب المقدسات فيها! أليس فيكم من أعان الطاغية وسيطا في إيران! أليسَ فيكم دناءة الشيخان؟ ومُتقمصيّ الأدوار والمُتمرجعين؟ أليسَ تُراثكُم إن تفرقتم وبان في باطلكُم الشتات؟

 

أين حاضركم وما ورثتموه؟ مِن قتلِ المراجع وأبنائهم؟! ومثلتم بجثث الصالحين! فأحييتم سنة “عمر أبن سعد” بجسد “مسلم أبن عقيل” أليس فيكم من إبتدعَ بدعة سيئة؟ راح ضحيتها أبناء جلدتكم، بعد إن أقمتم عليهِم الحد، فقتلتموهم بمحاكم وتهم فاسدة! ألاف مِنَ الشبابِ تيتمت أطفالهم, وأثكلت نساءِهم، وزعمائكم على عرش الطاعة يعربدون, أترفهم الفساد حد التخمة, من الطعام ما أطيبه, والثياب ما أثمنها, والسيارات ما أحدثها.

ومتى صار الجهاد تجارة؟، أليسَ فيكم من إمتهن السياسة خلسة وصدفة؟، فكان يحلم مجاراة القادة مجلسهم وحديثهم، فلطختم أصابعكم بمداد بنفسجي، عَن جهلٍ وغدرٍ، حتى صار قارون في تجبرهِ ومُلكهِ، فمن غير الفساد أو البعث يصنع رجالكم؟ أليس فيكم من يعطيكم حلاوة بحديثة ويتستر قلبه على قبيح عملهِ؟، (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ))، ما أنت والسياسة؟ ولطالما كنت تستجدي، مِن عيون الناس دمعتهم على الحسين! ليسدوا رمقك وعيشك، بدراهمٍ معدودات.

 

وأخيراً؛ كفاكم جهلاً وأفيقوا، وإنتزعوا السذاجة مِن رؤوسِكم، لتميزوا الرجال بالحق، وليس الحق بالرجال، وما بقية العلم والجهاد، إلا نعمة مِن نِعمِ الله، وطيبٌ مِن كرمهِ، فلا يغرنَّكم متسيدٌ جاهِل، ولا شيخ متمرجع، ولا فاسد مُفسِد مُتجبِر، وأعرفوا أن “علي” إمام، ظُلمَ ولُعنَ على المنابر ثمانين سنة.. ولم يمُت..! و “الحكيم” قائد، تسبونهُ وتظلمونه وتلعنونهُ ألف عام ولكنه لن يموت ..

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here