ماذا لو لم يكن هناك أسلاميين في العراق

علي فاهم
ظهرت في الاونة الاخيرة (موظة ) أو مودة  أنتشرت بشكل غريب بين العراقيين
وهي أنهم يحملوا الاسلاميين كل ما يحصل في العراق من مشاكل ومصائب وتدهور
في الاوضاع ،كل شيء وأي شيء يحصل تجد العبارة جاهزة ( صوج الاسلاميين )
أي هم السبب حتى الازمة الاخيرة بين قطر وبعض الدول رموها براس
الاسلاميين في العراق وحتى زيادة الملوحة في شط العرب وزيادة نسبة الطلاق
وارتفاع سعر صرف الين الياباني وغيرها أما غير الاسلاميين فهم ملائكة ذوي
أجنحة يطيرون في السماء واذا هبطوا على الارض حلت علينا البركة وحُلت كل
مشاكلنا ومشاكل العالم ، أنا لا أنفي أن لبعض الاسلاميين دور سلبي وشنيع
في تدهور الاوضاع في العراق بعد التغيير ولكن من الظلم أن نرمي كل ما
يحصل في جعبة الاسلاميين ونبقي الاخرين بعيدين عن تحمل المسؤولية فلا
يذكرهم ذاكر ( والله بخت …) حسب احصائية دقيقة باحتساب نسبة الاسلاميين
الى العلمانيين او ( المدنيين ) في الحكومات المتعاقبة على حكم العراق
منذ 2003 الى الحكومة الحالية كانت نسبة العلمانيين 57% أي اكبر من نسبة
الاسلاميين فلماذا لايحملون نسبتهم من المسؤولية إن الاهداف من وراء هذا
التسقيط للاسلام والاسلاميين معروفة ومدروسة ونعم مع الاسف هناك من اعطى
ذريعة لهؤلاء ممن يحسبون على الاسلام وجريمتهم هذه عظيمة لا تغتفر ، انا
قلت سابقا البعض ممن لم يدخل الامتحان لايدعي النجاح لا بل هو فاشل بنسبة
50% حتى يثبت نجاحه لقد جربنا الحكم العلماني منذ قيام الدولة العراقية
والى اليوم نعم الى اليوم فلا يمكن ان نقول اننا اليوم تحت حكم اسلامي
فلم يقدم اي قانون اسلامي ولم يقدم اي مشروع اسلامي بأستثناء القانون
الجعفري المقدم من حزب الفضيلة الاسلامي لايوجد مشروع أسلامي محقق ولكن
لو لم يكن الاسلاميين موجودون في العراق اليوم فكيف سيكون حال العراق ؟
ببساطة ستكون الصورة قاتمة دموية اكثر مما هي دموية اليوم فلو لم يكن
الاسلاميين موجودين لكانت داعش اليوم تستبيح العراق تقتل ابنائه وتسبي
نسائه وتدمر كل جميل فيه فلم يقف بوجه الدواعش الا الاسلاميين ولم يوقف
تمدد دولتهم وقضى على خرافتهم الا الفتوى الشرعية والمرجعية وملبي نداء
الاسلام والوطن ولم نرى غيرهم في ساحات الوغى والجهاد حتى بذلوا دمائهم
سخية بحب الوطن وما زالوا صائمين عن الاكل والشرب لا عن حصد ارواح
الدواعش ويطهرون ارض العراق من دناسة داعش فتخيلوا معي للحظة كيف سيكون
شكل العراق لولا هؤلاء الاسلاميين ؟
فاذا اردت ان تضع اصبعك على الاسلاميين فاتجه صوب جبهات القتال الفارغة
من التيارات المدنية والممتلئة بالمتدينين والاسلاميين الذابين عن حياض
الوطن في الحشد الشعبي ويجب على الجميع ان يحمدوا الله ليل نهار ان هناك
متدينين واسلاميين ويرفعوا ايديهم بالدعاء لوجودهم وبقائهم فلولا وجودهم
لكان العراق بيد الدواعش يعيثون فيه الفساد ولما بقي تيار مدني ولا تيار
من اي لون سوى تيار الدم وهؤلاء هم فقط من يحق له الكلام عن الشجاعة
والرجولة ودمتم بسلام وامان

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here