هل سنترحم على صدام حسين أم لا ؟

محمود الوندي

لا ينبغي للقاريء ان يتوقع مني اجابة شافية على السؤال الاعلاه: ربما يكون سؤال بصيغة اخرى ايهما افضل عهد صدام حسين أم عهد الاحتلال الامريكي وحكومة المحاصصة ؟ باعتبارهما الفترتان الاكثر تأثيراً في تاريخ العراق. واتسمت المرحلتان بسيطرة الاحزاب الأيديولوجية.
فبالرغم من  تغير فلسفة الحكم في البلد  من القومية الى الدينية،  إلا ان المفارقة التي يراها المشاهد والمتابع لهذا المشهد هي الثقافة الشعاراتية الفضفاضة ، وضياع البوصلة الوطنية،  بكلا المرحلتين. في كلا الحالتين دفعت ابناء الشعب العراقي بكل مكوناته ارواح ابنائهم وضياع ممتلكاتهم.
ومن الطبيعي ان يدافع المنتفعون من النظام السابق او المقربون منه عن ذلك العهد الدموي المباد, وبالمقابل، سيدافع المنتفعون من العهد الجديد من الذين فتحت امامهم  بوابات الثراء الفاحش وفرص تهريب اموال الشعب العراقي المسكين تحت مسميات النضال المزيف ضد نظام حكم  السابق.
العراق الديني اليوم، لم يكن بأحسن حال من العراق القومي السابق،  لم يستطع ان يؤسس النظام الجديد حكومة قانونية ومؤسساتية  تدير شؤون الدولة العراقية التي تراعي فيها حقوق المواطنة وترسيخ دولة القانون وتوفير الامن للجميع ..
لقد عانى الشعب العراقي كثيرا في عهد نظام البعث، تعرضت العراقيين باقذر حملة اجرامية بعد ان سيطر حزب البعث على زمام السلطة في العراق سنة 1968 لملاحقة أبنائها البررة وزج كثير من شبابها في السجون دون وجهة الحق وهناك الكثير من الجرائم سبق ان نشرنها في الجرائد والمواقع الالكترونية الى جانب الفضائيات من خلال الحوار والمقابلات التلفزيونية.
أن “الوضع في العراق يسير منذ 14 عاما من سيء إلى أسوأ هنا اقصد في”عهد جديد”. بدأت تشعر العراقيين باليأس وفاقدي الأمل والمستقبل، فلم تلبي طموحاتهم من قبل النظام الجديد التي كانت تحلم بها، واصبحوا مرة اخرى شبة منعدمين، مع ارتفاع معدلات الفساد الاداري والمالي والسياسي المنتشر أكثر في عهد النظام السابق، الكثير من المواطنين يعيشون كوابيس التهديدات اليومية لحياتهم، والكثيىر من العوائل فقدوا أعزاء لهم في دورات العنف. هنا سؤال ما فرق بين العهدين؟؟؟!!!
وعندما أغتيلت الثورة الكوردية التحررية، بدأت سياسة ترحيل الكورد من مدنها وقراها الى جنوب العراق وغربه بسبب انتمائهم القومي وبمنتهى القسوة والوحشية، ومن ثم قام نظام البعث بتعريب اكثر المدن الكوردية وتغيير ديمغرافية المناطق الكوردية، فاستباحوا امام انظارمنظمات  المجتمع الدولي محرماتهم نهبوا اموالهم، وثم الاستيلاء على ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة من قبل الاجهزة الامنية والحزبية القمعية التابعة لاعتى نظام  دموي شهده تاريخ الدولة العراقية، فكانت المماراسات اللاانسانية ادمت عيون وقلوب جميع المتعاطفين مع قضية الامة الكوردية في الداخل والخارج  ممارسات وحشية اندت لها جبين الانسانية، ولكن لم يستطع أي مسؤول حكومي او حزبي في عهد صدام حسين ان يتصرف بهوائيه ان يستولي على الممتلكات أي شخص كان يحاسب حسابا عسيرا مثلما يحدث اليوم في عهد الحكومة الجديدة حكومة المحاصصة الطائفية والإثنية لسرقة المال العام والخاص، وبعد سقوط النظام الدكتاتوري في نيسان 2003 من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، وانهيار الدولة العراقية، حيث تم إجراء بناء عملية سياسية قائمة على أساس المحاصصة الطائفية والإثنية، وطمس الهوية الوطنية الجامعة لصالح الهويات الفرعية. هذه المحاصصة وفّرت البيئة والمناخ الملائم لمسؤولي الدولة لسرقة المال العام والخاص، الذي انتشر بشكل مُرعب خلال السنوات وحيث ابتُليت به مؤسسات الدولة العراقية منذ التغيير ولحد الان, وبعض المسؤولين امدت أيدهم لسرقة المال الخاص واستولوا على ممتلكات الاشخاص باستغلال نفوسه الحزبي والمنصبي كما حدث معي في مدينة كركوك.
سبق ان استولى العميد اورهان خليل جمعة (مدير استخبارات كركوك سابقا وينتمي الى حزب الدعوة) على داري في منطقة رحيم آوه “دور معمل كولا” بعد طرد المؤجر بدون علمنا وسكن فيه زوجته الثالثة، لاستغلال منصبه لتخويف المؤجر ويجبره على أخلاء الدار وبصفته شقيق زوجتي وله حق لذلك واستغلال وجودنا خارج العراق، ورغم ذلك لم يبلغنا بتصرفاته واعتدائه على المؤجر، وبعد علمنا بالحادث لم نأخذ أي إجراءات بحقه بسبب هو شقيق زوجتي.
وبعد ذلك قام العميد أورهان ببيع قطعة الارض التي تقع امام دارنا ما يسمى (فضلة طريق) العائدة الى مديرية بلدية كركوك، في حالة بناء تلك القطعة سوف تؤثر على دارنا سلبا وتضايقنا في حالة الذهاب والاياب الى الدار، أليس هذا سرقة لممتلكات الدولة والاعتداء على حقوقنا وضرب القانون عرض الحائط وثم الخيانة الكبرى لشقيته.
عندما واجهته لحل هذه المعضلة ويتراجع عن البيع ولكن ألتجأ الى تهديد بصفته مدير استخبارات يستطيع يعمل أي شيء واذا لم اسكت عن حقي، وقلت له سوف يكون القانون بيننا فضحك وقال القانون بيدنا وفعلا كلامه صحيح .. عندما حاولت ان ألتقي بأي مسؤول في المدينة وكان الجدار البشري والكونكريتي يمنعني من أتصال بأي المسؤول .. واخيرا لم استطيع بأخذ أي إجراءات بحقه سوى أن ألتجأ الى وسائل الاعلام لكشف حقيقة الفساد المنتشرة في مؤسسات الدولة وهياكلها .ولعلم ترفع السارق الى درجة أعلى ونقل الى مقر وزارة الداخلية أكراماً لسرقته, كما كان يفعل حزب البعث بترفيع الشخص المنافق عندما يكتب التقارير عن المقربين له.
والان نرجع الى مصدر العنوان هل نترحم على صدام حسين عندما نكون نحن من المظلومين في العهد الجديد مثل ما كنا مظلومين ايام نظام البعث. هنا يكمل القول بان المعارضي صدام حسين اليوم هم من المنكوبين والاعتداء عليهم من قبل اشخاص نظام البعث الذين استغلوا الطائفية اللقيطة واستلموا المناصب العليا في العهد الجديد، والسطو على ممتلكاتهم، وثم تهديهم بالخطف والقتل، هنا السؤال من الفرق بين العهدين، اقول ان العهد الجديد أسوء من العهد السابق، واكرر سؤالي هل يعقل العاقل ان نترحم على الانسان المجرم بعد ما ذاقنا الحكم الحالي من الويلات.

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here