انفصال الاقليم اصبح وشيكا

صادق غانم الاسدي

دعوهم يحددوا مصير اقليمهم ويخططوا لمستقبل بلدهم فهم اعرف من غيرهم  بوضع ستراتيجية وأهداف لرفاهية شعبهم ,فمنذ عام 2003 ونحن نسمع بالانفصال والاستقلال بعد ان خاضوا حروب ودمار انهكت الشعب الكردي لعدة عقود من زمن ولايخلوا الامر من انتهاك الحقوق الانسانية وتجريد شعبنا الكردي من ابسط مقومات العيش حتى وصل الامر الى تجريف وقلع الاف القرى الأمنة في الاقليم  من قبل الحكومات السابقة والتي تعاقبت على حكم العراق دون ان تسمح لهم بممارسة سلطاتهم وادارة مدنهم كونهم قومية لها تأثير واضح في الحياة الاقتصادية والسياسية في المجتمع العراقي المتعدد الاطياف والاقليات , لازالت بعض القرى في الاقليم تحمل صبغة الآلم والحزن المخيم على أغلب الآسر في القرى المنكوبة بين   الجبال والوديان  وهنالك مأساة تدمع العينين تسمعها من البسطاء والمسنين وهم يصارعوا الحياة دون معيل , وتلك المأساة لاتختلف في العنوان وحجم الظلم وفقدان ابسط مقومات العيش في المناطق الجنوبية فكلاهما عاش الحياة بألم وفاجعة من تغيب وتهميش واتباع سياسة حرق الارض ولازالت الاثار باقية  , بتاريخ 7/6/2017  المصادف الاربعاء , اجتمعت الاحزاب الكردية في اربيل وقررت  تحديد موعد نهائي لاجراء الاستفتاء حول مصير اقليم كردستان هو يوم هو 25/9 /2017 ,كما تم الاتفاق على اجراء انتخابات برلمانية وكذلك انتخابات رئاسة الاقليم بتاريخ 6/11/2017, وجاء هذا الاجتماع على خلفية تكرار الضغط على حكومة المركز بين فترة واخرى حال تعثر اي مفاوضات ,فيما اعتبره بعض المحللين ان تاريخ الاستفتاء جاء للضغط على حكومة المركز بتنفيذ مطالب القيادة الكردية وانتزاع بعض المميزات لها , في الوقت الذي لم يشارك في الاجتماع كل من حركة التغير والجماعات الاسلامية واعتبرت ذلك الاجتماع ومايصدر من قرارات فاقدة للشرعية كون ان رئيس الاقليم انتهت ولايته منذ زمن , وعلى الرغم من مقاطعة بعض الشخصيات والاحزاب  فهذا لايعني ان قواعدهم  لاتذهب للتصويت او الاعتراض على المبادىء العامة للاستقلال ولربما ان هنالك امور تنظيمية في طريقها الى الذوبان خلال الاشهر القادمة , فالمصلحة العامة تتطلب المحافظة على القومية الكردية والمنجزات كما ان اقليم كردستان يسعى باستمرار على طرح هذا الاستفتاء وان اكثر من النصف يؤيد ذلك المشروع  لما تنعم به المحافظات الشمالية بالاستقرار والحكم الذاتي ولها استقلالية واضحة من خلال وزاراتها وبرلمانها وجيشها , اما موقف الدول المحيطة بجوار العراق كان رافضا  وما اعلنته وزارة الخارجية التركية في بيان لها أن اعلان اقليم كردستان العراق بتنظيم الاستفتاء حول أستقلال الاقليم سيشكل خطأ فادحا ,واضاف انها غير مسؤولة وأن المنطقة بيها مايكفي من المشاكل ,مع ان هذا التصريح هو تدخل واضحا بالشأن العراقي ولايجب على تركيا ان تدلي بتلك التصريحات , فالشعوب هي من  تقرر مصيرها دون وصايا من احد ولاحاجة حتى لابداء اي رأي خارج مفاهيم العلاقات الرسمية  , وكان واضحا موقف الامم المتحدة من الاستفتاء بانها لم تشارك بأي شكل او طريقة في العملية المتعلقة باجراء الاستفتاء في اقليم كردستان , وقد صرح رئيس الوزراء بأن الاستفتاء الكردي غير موفق , مع ان احد المسؤولين والمقربين من مسعود البرزاني قال بان الاستفتاء لايعني الانفصال عن العراق بل يعزز موقف الاقليم في المفاوضات ونحن مع وحدة العراق واراضيه ,اصبح الاستفتاء حول الانفصال وشيكا وستشهد المنطقة احداث داخلية وخارجية , فهل تقبل الحكومة التنازل على محافظة كركوك الغنية بالنفط وهذا مايعتمد وتعول عليه القيادة الكردية في سبيل ادامة ومعالجة الاوضاع الاقتصادية وتحسين المستوى المعاشي للشعب الكردي وهل يقبل النواب من الاحزاب الكردستانية  التنازل عن الامتيازات والرواتب الضخمة والرفاهية في بغداد دون مقابل  ليأخذوا دورهم كمواطنين ومسؤولين  في دولتهم المستقلة دون تحديد مستوى مناصبهم  والتمتع بما فقدوه من الامتيازات الضخمة في حكومة المركز , وهنالك عدة تجارب فاشلة عن تقرير المصير والانفصال لدول قررت الانفصال وشهدت  مشاكل  سياسية ومعارك داخلية ادى الى ضعف الاقتصاد ومنذ عام 2011 ولحد الان لم تستقر الحياة في جنوب السودان ولازالت البلاد تمر باشد الازمات الاقتصادية والمجاعة تعم مناطقهم , كل العراقيين يتمنون ان ياخذ اقليم كردستان الجد في تطبيق هذا الاستفتاء بعد أن سئموا الصيحات المتكررة بين فترة واخرى وتهديد حكومة المركز بالانفصال , وهذا ماستظهر لنا نية القيادة الكردستانية وماتحمل في طياتها ونواياها  وكل عيون شعبنا في بغداد والمحافظات الاخرى تستنظر تاريخ الاستفتاء وماتفرز منه من نتائج وهل سينجح الاقليم في اجتياز اصعب امتحان له من تحديات لربما ستواجه من داخل القومية الكردية والبلدان المحيطة به هذا ماستفرزه المفاجئات في الاشهر القليلة القادمة ,

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here