ايها الوطن ..ماأتعسهم

بقلم / رفعت الزبيدي

كثُر المدٌعون بباب النفاق وفاحت نتانة الأفعال منذ أن بدأت الصفحة الجديدة من تأريخ العراق الحديث. الاختيار لم يكن سهلا والقرار لم يكن عبثا فالحب ترنيمة القلب والتأمل سمة العقل كلاهما صدى للأنسان الحر. أما الذليل فلايفقه مماذكرت الا هزواً واستكباراً فالجهل أصمهم وعميت أبصارهم عن ادراك الحقائق. البضاعة الجديدة بعد العام 2014 هي بضاعة ( المشروع الوطني ) فماهي مؤهلاتكم أيها القرٌاء من معسكر الادٌعاء؟ ضاعت جهود المخلصين وراجت بضاعة الفاشلين سواء من المحسوبين على قيادات العراق الوهمية أو ممن يدعون المعارضة. هنا سأورد بعض الملفات المهمة وماتحقق منها او تمخض عنها.

الملف الأول / دولة الحكم الشمولي والقائد الفذ الذي لابديل عنه لقيادة العراق (صدام حسين) انتهى حكمه عام 2003 ، مستبشرين بالحكم ( الديمقراطي التعددي ) ونتاج الحكم الشمولي ضحايا العنف الدموي .

الملف الثاني / دولة الحكم ( الديمقراطي البرلماني التوافقي ) ومنذ العام 2003 والشعب نتاج العنف الدموي . بمعنى ذهب الحكم الشمولي وجاء الحكم التعددي لكن العنف الدموي زادت وتيرته . وكلا العنفين أنتجا لنا ضحايا ونتائج اجتماعية ( أخلاقية ، نفسية ) .

الملف الثالث / متطلبات الحياة . تحت هذا العنوان افتقر المواطن العراقي الى أبسط مفاهيم الحياة ( الكرامة ) هو مهان خلال الحكم الشمولي من ( الامن ، المخابرات ، الجيش الشعبي ، الجيش ) العنوان الثاني بعد الكرامة من المتطلبات تلك ( الخدمات ) ربما هي موجودة وبنسبة 5% خلال مدة الحكم الشمولي لكنها انعدمت وبنسبة 80% خلال مدة الحكم البرلماني التعددي وحكم الأغلبية ( الشيعية ) في الجنوب . النتيجة ارتفعت من 5 الى 80 بسبب زيادة سريعة وطفرة نوعية في ( الفسادين المالي والاداري ) هل انعكس ذلك على زيادة ما في السلوك الاخلاقي والنفسي لدى المواطن العراقي ؟ الجواب نعم . سنعود الى توضيح ( نعم ) لاحقاً.

الملف الثالث / الوطن والدولة والسؤال مالذي بقي منهما وفق ماأسلفت ؟ كلاهما الوطن والدولة علاقة تكاملية ومتواصلة بين الحاكم والمحكوم فهما الضحية والجلاد ، هما القاتل والمقتول ، هما الوضيع والدنيء وفق النسبة التي أشرت اليها 80% . هذه النسبة فيها الراشي والمرتشي ، القوٌاد والجلاد ، الارهابي واللص . المعمم المنافق الكذاب والسياسي الوضيع . فماذا عن نسبة 20% المتبقية ؟ هؤلاء هم الطبقة المسحوقة منذ عهدين ( الحكم الشمولي والحكم الديمقراطي كمايدعون ) أي أن هذه النسبة الضئيلة عليها المعول لاستعادة الوطن من لصوص المنطقة الخضراء ومن المؤسسة الدينية الفاسدة الضالٌة المُضلٌة ، لانعول خيرا على الراشي والمرتشي وعلى التابع الذليل للأحزاب الحاكمة . بل حتى حركة الاحتجاجات المدنية والتي كثيرا ماكتبتُ عنها مؤيدا داعماً لها فهي كذلك تحوم حولها الشبهات. أوجه ندائي المخلص الى المستضعفين من أبناء الوطن ، عودوا الى ضمائركم وزنوا الأمور بعقل بصير كلما توحدتم وعرفتم كيف تختارون الصوت المعبر عنكم وكانت اختياراتكم وفق المصلحة الوطنية بعيداً عن هوى طائفي او مزاج شخصي كلما اختصرتم الطريق وأنجزتم الأهداف . العراق بحاجة الى عمل دؤوب واختبار للنوايا .طرحت في كثير من المناسبات مقدمات المشروع الوطني واختبرت نوايا من وثقت بهم داخل وخارج الوطن فوجدت المتربص المدعي والسارق للأفكار والمشاريع وكأنها مرحلة جديدة لابد لنا من المرور بها لنميز الخبيث من الطيب. ما أتعس الانسان حين تهوي به نفسه الأمارة بالسوء وما أسعده حين يسموا فوق العناوين الشخصية. أحبتي المستضعفين في عددكم والأقوياء في مواقفكم انظروا الى المستقبل وراهنوا على وحدتكم وكرامتكم لنختصر الطريق ونقلل الخسائر. اللهم اشهد اني قد بلغت في هذا الشهر الكريم والليالي المباركة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here