تيم حسن ونادين نسيب نجيم …… الثنائي الفني الفريد والنادر

تيم حسن ونادين نسيب نجيم …… الثنائي الفني الفريد والنادر

لم ينجح ثنائي مكون منذ ذكر وانثى في تقديم اعمال فنية متميزة على الشاشة الصغيرة بقديمها وحديثها مثلما نجح النجمان تيم حسن ونادين نسيب نجيم فلقد احدثا تغيرا في الصورة النمطية لواقع العملية الفنية بأسرها فالمشهد السابق الذي كان تقدمه الشاشة لم تخرج من منظومة المخرج والمنتج وكاتب السيناريو فهؤلاء الثلاثة كانوا يتحكمون في كل شيء من الالف الى الياء حتى الشخص الواقف امام العدسة والذي كان يتركز عمله على تأدية شخصية معينة لم يفلح في الخروج من هذه القوقعة لهذا فأن معظم المسلسلات التي عرضت على شاشات التلفزة في الماضي كانت تحمل ذات الابعاد والرؤى فتسلسل الحكايات واحادية مشاهدها لم تتخطى الاختلاف بل بقيت جامدة وثابتة دون حراك الى ان تغير المفهوم شكلا ومضمونا بقدوم هاتين الظاهرتين الفنيتين تيم ونادين …..
فهذا الثنائي قدم اعمال رائعة سحرت العقول والقلوب حيث قدم الاثنان في بداية مشوارهما تشيللو وهذه كانت الانطلاقة الحقيقة لعملية التغيير في العمل الفني على الشاشة الصغيرة رغم ان الاثنان قدما اعمالا جميلة منفردين لكن التقاء الاثنين معا ضمن دائرة حكاية ورؤية واحدة احدث اختلافا مهولا في التركيبة القديمة التي كان المخرج والمنتج وكاتب السيناريو يصنعونها بنظرتهم الاحادية الجانب وهذا الاختلاف ظهر جليا في نص يوم حيث حملت حكايتهما كثافة في الاداء الواقعي وتوسعا في استقطاب مشاعر واحاسيس المشاهد الذي كان يتابع احداث المسلسل وفي العمل الثالث الهيبة والذي يعرض حاليا على بعض الفضائيات اتضحت الصورة بوضوح اكثر فالاثنان لم يقفا على عتبة التغيير فحسب بل خرجا من السرب الفني بكامله وصنعا اسلوبا جديدا في الدراما العربية يمكن القول انها بوادر غيث فني لظهور مناهج ابداعية جديدة في عالم صناعة الاعمال الدرامية ……
فالكثير من الفنانين والفنانات يحملن مواصفات تيم حسن ونادين نجيم نسيب المتعلقة بالوسامة والجمال والاناقة لكن لا يحملون ذات الابداع الفردي في تقمص الشخصية وبالتالي تداخلها بصورة مباشرة مع شخصية اخرى في عمل ثنائي هنا بالتحديد يجب وضع خط احمر تحت هاتين العبارتين فمن النادر جدا ان ينجح الفنان في عمل فردي وان يكلل هذا النجاح في خوض تجربة ثنائية ويواصل النجاح هذه عملية في شدة التعقيد من الصعب جدا ان يقوم بها اي فنان رغم ان لكل قاعدة شواذ فعادل امام نجح بمفرده ونجح مجددا مع لبلبة وصنعا ادوارا ستبقى خالدة في ذاكرة الدراما لكن هنا يتوقف السرد ويتصدر المجهول اي عمل فني قادم لأن عملية اندماج شخصيتين ضمن واحدة تعتبر ظاهرة فنية نادرة فما يميز تيم ونادين ان اعمالهما ذات نكهة وطعم مختلف فالواقعية هي اساس اولى مشاهدهما ومن ثم تتخذ منحى انسيابي مرن لا يبقى حاجز بين العدسة والمشاهد وتتوالى احداث الحكاية نحو المزيد من التشويق والاثارة والحركة في اطار دسم ذو كثافة عالية من المشاعر والاحاسيس ……
فتشيللو ونص يوم والهيبة ثلاث حكايات مليئة بالوجع والالم والعنف والعشق زلزلت عرش الدراما العربية والسبب يكمن وراء اتخاذ تيم ونادين مسارا مختلفا الهدف منه خوض غمار تجربة ثنائية فريدة من نوعها وفي الوقت نفسه هي مجازفة ومغامرة لتأريخهما الفني لصناعة اعمال درامية فاخرة .

ايفان زيباري
شاعر وكاتب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here