جبريل نعى عليا لا دين علي

                                                                                                    راجي العوادي
قال النبي (صلى) لعلي(ع) ليلة اعطاه الراية في خيبر((انت العروة الوثقى)) الخوارزمي , وقال (صلى)(( من احب عليا فقد استمسك بالعروة الوثقى)) ابن عساكر – ابن كثيرفي فجر اليوم الذي هوى فيه سيف العين ابن ملجم عى هامة الامام علي (ع) هتف جبريل بصوته المدوي ((تهدمت والله اركان الهدى وانفصمت والله العروة الوثقى)) لم نسمع ان جبريل هتف لموت نبي من الانبياء او وصي الا لموت علي (ع)…اسئلة يطرحها الكثير سواء بحسن نية او بقصدها , منها لماذا تهدمت اركان الهدى وانفصمت العروة الوثقى بموت علي (ع) وليس بموت النبي (صلى) والنبي بالقطع اليقيني افضل من علي(ع) ؟! ولماذا لم تتهدم اركان الهدى وتنفصم العروة الوثقى بموت فاطمة (ع) بضعة النبي ؟! وهل هناك تعارض من قول جبريل (ع) تهدمت والله أركان الهدى، وانفصمت والله العروة الوثقى،بموت الامام علي (ع) والاية القراءنية الكريمة (﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  – البقرة – الآية – 256 ﴾)؟!باقتضاب سنجيب على كل هذه الاسئلة … تعتقد مدرسة اهل البيت ان هناك ثلاثة اركان للهدى لا غير الركن الأول محمد (صلى) والركن الثاني علي (ع) والركن الثالث فاطمة الزهراء (ع) (فالنبي محمد مدينة العلم وعلي وفاطمة بابها وهم الثلاثة (ع) أركان الحق والهدى , فمحمد تجلي الله في الخلق وبعلي تجلي الرحمن وبفاطمة تجلي الرحيم في الخلق , وبوفاة الرسول تهدم الركن الأول وبشهادة فاطمة تهدم الركن الثاني ولكنهما بقيا ببقاء الركن الثالث وهو علي (ع) فلما استشهد الامام علي (ع) تهدم الركن الثالث بل وتهدم الأول والثاني معه ولذا قال جبرائيل (ع) (( تهدمت والله أركان الهدى)) وقد يستبطن السؤال الى شيء اخر لماذا تهدمت اركان الهدى والحسن والحسين موجدان اليس هم ائمة معصومين؟! نقول الامامان الحسن والحسين (ع) مع انهم موجودين بعد الإمام علي (ع) ولكنهم لا يمثلون أركان للهدى بهذا المعنى فاركان الهدى ثلاثة لا غير والائمة (ع) كلهم أركان هدى ولكنهم أركان لهذه الأركان أي إن ألائمه أركان لمحمد وعلي وفاطمة (ع) وصيحة جبرئيل (عليه السلام) وندائه بانفصام العروة الوثقى ناظرة إلى واقعة قتله بجسده (ع) لا إلى حقيقة ذاته وليس الى ولايته ومنهجه , فهذه لا انفصام لها, فعلي (ع)هو الهادي للامة بعد النبي بمنهجه فاذا قتل (ع) انهدمت الهداية بقتله وليس معنى ذلك زوالها عن العالم فهي باقية فأنهدامها هي بلحاظ رحيل الامام المعصوم الذي هو امام في ذلك الزمان والتعبير بانفصام العروة الوثقى عند استشهاد علي (ع) إنما هو لغرض بيان حجم ما اقترفته هذه الأمة في حقِّه وانَّ قتلهم لعلي (ع) أشبه شيء بقطع الوصلة التي تربطهم بالله جلَّ وعلا ودينه القويم فنداء جبريل محمول على التشبيه أو بالاستعارة شأنها في ذلك شأن الحديث القائل ((إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء )) والحال ان دين الله تعالى لا يثلم وهو كامل تام لا يطرأ عليه النقص، فموت العالم القصد منه فوات انتفاع الأمة بعلمه كأنه خدش أصاب الدين نظراً لكونه من الأدلاء عليه والدعاة إلى هديه.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here