قوباد الطالباني بشأن استفتاء الاستقلال: رأي شعبنا أهم من آراء أصدقائنا وخصومنا

أكد نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان، قوباد الطالباني، أن رأي شعب كوردستان أهم من آراء أصدقائنا وخصومنا، مشيراً إلى أن “إجراء الاستفتاء ليس من أجل تحقيق مصلحة حزب سياسي معين أو الحكومة أو دولة أخرى وليس إيضاً ضد أي دولة، بل أنه قضية متعلقة بشعب كوردستان”.

وحول زيارته إلى هولندا وبلجيكا واجتماعه مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي، قال قوباد الطالباني في مقابلة أجرتها معه موفدة شبكة رووداو الإعلامية، آلا شالي، إن الزيارة كانت “فرصة استطعنا من خلالها الإجابة على كل التساؤلات المتعلقة بالاستفتاء”.

وفيما يلي نص المقابلة:

رووداو: إلم هدفت زيارتكم إلى هولندا؟ وبماذا طالبتم المسؤولين الهولنديين؟

قوباد الطالباني: زيارتنا إلى هولندا تأتي في إطار جولة شملت بلجيكا أيضاً، لقد اجتمعنا مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي ومسؤولي الحكومة البلجيكية، ونحن هنا لتلبية دعوة من الحكومة الهولندية، لقد تحدثنا عن الأوضاع السياسية في العراق وإقليم كوردستان، والأوضاع الاقتصادية والتحديات الراهنة في الإقليم، وجهود مكافحة الإرهاب.

لقد طرحنا البرنامج الإصلاحي لحكومة إقليم كوردستان أمام الحكومة الهولندية، وهولندا دولة مؤثرة وقوية وكان لها دور فعال في العراق وإقليم كوردستان، سواء عبر تقديم المساعدات لقوات البيشمركة أو المشاركة في عملية التنمية بإقليم كوردستان وتوفير المساعدات الإنسانية لسكان الإقليم والنازحين الذين توجهوا إليه، وحينما عرضنا برنامجنا استطعنا إطلاعهم على سبل تأمين المزيد من المساعدات في تنفيذ البرنامج الإصلاحي وتنمية بلادنا وتقوية البنى التحتية في إقليم كوردستان.

رووداو: هل حصلتم على تعهدات بالدعم خلال اجتماعكم مع وزراء الدفاع والخارجية والتنمية والاقتصاد؟

الطالباني: كانت لدينا عدة مطالب واضحة، من الناحية السياسية قلنا لهم إننا جميعاً حلفاء في الحرب ضد داعش، وإذا ما نظرنا إلى المعركة من الناحية العسكرية فقط فإننا لن ننجح، وإن القضاء على قوة كهذه يتطلب تنسيقاً سياسياً وتنمية اقتصادية وتعزيز قدرات القوات العراقية وإقليم كوردستان سواء قواتنا الأمنية أو العسكرية، لذا يجب النظر إلى الصورة الكاملة للحرب ضد داعش، وهذا كان طلبنا الأول.

ومن الناحية الاقتصادية طالبنا الحكومة الهولندية والبلجيكية ومسؤولي الاتحاد الأوروبي، بمساعدتنا في تنفيذ الإصلاحات في إقليم كوردستان التي اعتمدت ضمن إصلاحات أوسع بمساعدة فريق من خبراء البنك الدولي، والمؤلفة من عدة أقسام مختلفة، ومنها ما يتعلق بوزارة المالية والاقتصاد ووزارة الشؤون الاجتماعية وزارة البيشمركة وتجديد قواتنا واستمرار الشفافية في قطاع النفط والغاز والتدقيق في عملية بيع النفط والغاز بإقليم كوردستان، وكيفية إشراك النساء في التنمية الاقتصادية، لقد شرحنا ذلك بشكل واضح لهذه الدول وطلبنا المساهمة في تنفيذ هذه الإصلاحات، سواء من خلال المساعدات المالية أو الفنية عبر إرسال الخبراء في مجال الزراعة والطاقة، حيث تملك الحكومة الهولندية خبرة طويلة في هذه الناحية، وكذلك في مجال الاستثمار والتجارة، وأعتقد أنهم رأوا مدى جديتنا في العمل، وبات من السهل لهم التقدم لمساعدتنا.

رووداو: هل تلقيتم أي رد بهذا الصدد؟

الطالباني: نعم، لقد أنبهروا مما استطعنا انجازه في ظل هذه الأجواء التي تعصف بإقليم كوردستان، فكما تعلمون أننا نعيش في بيئة غير سليمة بسبب الحرب والنزوح والأزمة المالية والمشاكل السياسية، لذا فإن تطبيق هذه الإصلاحات كانت محل إعجاب لدى مسؤولي الحكومتين البلجيكية والهولندية ومسؤولي الاتحاد الأوروبي، وتمكننا من اتخاذ بعض الخطوات إلى الأمام يسهل عليهم مساعدتنا في تنفيذ ما تبقى من الحزمة الاصلاحية.

رووداو: هل تعهدت الحكومة الهولندية بحثّ الشركات على العمل في إقليم كوردستان؟

الطالباني: نعم، لقد وعدونا بتشجيع الشركات على المساعدة في تنمية إقليم كوردستان، وتنفيذ البرنامج الإصلاحي سواء في تحسين أوجه صرف الأموال المقدمة من هولندا للعراق أو إرسال خبراء في هذا المجال، لذا أرى أنها زيارة ناجحة وبإذن الله ستعود بالخير على شعب كوردستان والمساعدة في استمرار تطبيق البرنامج الإصلاحي.

رووداو: قبل بدء الزيارة، حدد إقليم كوردستان موعداً لإجراء الاستفتاء، ماذا كان موقف الدول التي قمتم بزيارتها من الاستفتاء؟

الطالباني: لست ناطقاً باسم هذه الدول لأتحدث بالنيابة عنها، لكن أقول حتى لو لم نتحدث عن الاستفتاء والاستقلال في جميع الاجتماعات لكننا تحدثنا عن الأمر في 90% من اللقاءات، لقد أوضحنا لهم ماهية الاستفتاء، وأنه خطوة مهمة في العملية الرامية لاستقلال كوردستان، وهي لا تعني إعلان استقلال كوردستان، ويهدف الاستفتاء إلى معرفة رأي الشعب حول المسألة، وأوضحنا أن إجراء هذا الاستفتاء يختلف عن الاستفتاء الذي أجرته بريطانيا والذي نجم عنه إعمال مادة دستورية، ولا تعني إنزال علم العراق ورفع علم كوردستان في اليوم التالي للاستفتاء، هذه عملية صحية وديمقراطية، ولا ينبغي إثارة كل هذا اللغط حول أخذ رأي الشعب عن قضية مصيرية، وحينما نشرح لهم ذلك هم يستوعبون الأمر.

رووداو: يثير الاستفتاء ردود فعل كثيرة حول العالم، فماذا كان رد هذه الدول؟

الطالباني: كانت لديهم بعض التساؤلات عن موعد تنظيم الاستفتاء وكيفيته ومكانه وصيغة السؤال المطروح، كانت فرصة جيدة لنتحدث كجانبين صديقين عن مصالحنا المشتركة مع العراق والعالم والمنطقة، وتم الرد على جميع أسئلتهم، وطرح هذا الموضوع مع وزير الخارجية الهولندي، الذي كانت لديه بعض الملاحظات، ولقد قمنا بالرد عليها بحسب الامكانات المتاحة.

رووداو: هل تعتقدون أنه يمكن لهذه الدول إبداء دعمها للاستفتاء في إقليم كوردستان خلال إجرائها؟

الطالباني: قبل أخذ آراء الدول حول المسألة، فإن رأي شعبنا أهم من أي شيء آخر، لأننا نجري الاستفتاء من أجل شعبنا، وليس من أجل حزب سياسي أو حكومة أو دولة أخرى وليس ضد أي دولة، بل هي قضية تتعلق بشعب كوردستان وجميع الأحزاب السياسية ومؤسسات إقليم كوردستان، لذا فإن استطلاع رأي شعبنا أهم من آراء أصدقائنا وخصومنا.

ترجمة وتحرير: شونم عبدالله خوشناو

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here