الغارديان: صفقة بين بغداد وواشنطن أنهت حظر ترامب

يتعرض العراقيون الى غارات للتهجير في أنحاء الولايات المتحدة من قبل إدارة ترامب، في حملة وصفها محامون وناشطون بأنها “حكم بالإعدام” لأفراد الأقلية المسيحية العراقية.

وإعتقلت منظمة الهجرة الأميركية نهاية الأسبوع أكثر من 200 مواطن عراقي مشمولين بالترحيل بعد إدانتهم بتهم جنائية. ففي ولاية ديترويت وحدها تم إعتقال 114 شخصاً معظمهم من الأقلية الكلدانية العراقية – التي عانت كغيرها من الطوائف المسيحية الأخرى من إضطهاد داعش والمجموعات المتطرّفة الأخرى. وهاجر نجاح كونجا – 55 سنة الذي إعتقل في ديترويت صباح الأحد – الى الولايات المتحدة مع عائلته في عام 1977. لم يبق أحد من أقربائه في العراق. يقول شقيقه شوقي “ماذا سيفعل هناك؟ إنهم يحكمون عليه بالإعدام”. ويضيف ان شقيقه لا يتحدث العربية وأن آخر فرد من عائلتهم غادر العراق بعدما تم إختطافه مرتين من أجل الفدية، ويقول “حكومة العراق لا تستطيع حماية مواطنيها، فكيف تحمي المسيحيين العائدين من الولايات المتحدة؟”. هذه المخاوف يرددها ناشطون بما فيهم المؤسسة الإنسانية للأقليات التي تقدم المعونات للأقليات العراقية، حيث تخطط لرفع دعوى قضائية الى الإتحاد الأميركي للحريات المدنية من أجل وقف ترحيل الكلدانيين الى العراق.
ويقول مارك عربو مؤسس ورئيس المؤسسة “دونالد ترامب يحكم على المسيحيين بالإعدام”.
وخلال العام الماضي قال جون كيري وزير الخارجية الأميركية حينها ان إبادة جماعية تقع ضد المسيحيين في العراق، رغم ان المحاكم الدولية لم تصف العنف بهذا التوصيف.
وقالت المتحدثة عن منظمة الهجرة الدولية جيليان كريستنسين ان غالبية المعتقلين مدانون بإرتكاب جرائم تشمل القتل والإغتصاب والإعتداء الشديد والإختطاف والسطو والإتجار بالمخدرات والإعتداء الجنسي وإستخدام السلاح وغيرها من الجرائم.
وفي ديترويت قالت كريستنسين ان عملية الإعتقال جرت لمعالجة تهديد السلامة العامة من المجرمين الأجانب الذين تم إعتقالهم. الّا ان ناشطين سخروا من هذا الإدعاء وزعموا ان التهم مرتّ عليها عقود وان المدانين سبق ان قضوا مدة حكمهم عن هذه الجرائم، حيث قضى نجاح 23 سنة في السجن بتهم مخدرات وأطلق سراحه في 2009.
ويقول شقيقه “خلال تواجده في السجن كان ملتزماً وساعد في تعليم النزلاء الآخرين، وانه على مدى السنوات الثماني الماضية عمل مديراً للعمليات في أحد المتاجر الكبيرة وكان يشرف على 400 موظف، لقد تغيرت حياته كثيراً”.
ويضيف شقيقه ان الإعتقال جعل ظنه يخيب بالبلد الذي يعتبره موطنه، “هذه ليست الولايات المتحدة.
أنا أعيش هنا منذ 40 سنة، أؤمن بالدستور وأحب هذا البلد حتى الموت ومستعد ان أضحي بنفسي في سبيله اذا تطلّب الأمر. لكن أن نقول لهؤلاء أنكم إرتكبتم جريمة منذ 30 سنة وعليكم الآن ان تدفعوا ثمن تلك الغلطة مرة أخرى، فهذا أمر غير منطقي”.
وفي السابق لم يكن العراق يتعاون مع جهود الترحيل الأميركية، لكن البلدين تفاوضا في آذار بشأن نهج جديد بعد ان أصدر ترامب حظر السفر على مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة بما فيها العراق. وتم تعديل الحظر بعد إلغائه من قبل المحكمة الإتحادية ولم يعد يشمل العراق وإستثنى الأقليات الدينية بما فيها المسيحية.
وجاء في الأمر التنفيذي ان القواعد تغيرت بالنسبة للعراق لأن “الحكومة العراقية إتخذت خطوات لتعزيز وثائق السفر وتبادل المعلومات وان إعادة المواطنين العراقيين مشمولين بأوامر الإلغاء النهائية”.
و قال الناشط أندرو فراي ان عملية إعتقال أخرى جرت في ناشفيل بولاية تينيسي، حيث جرى إعتقال 30 عراقياً على الأقل. لكن على عكس ديترويت فقد إستهدف الإعتقال مجموعة من أفراد الأقلية الكردية.
وتؤوي ناشفيل أكبر عدد من الكرد في الولايات المتحدة. وقال محامون وناشطون هناك ان غارات منظمة الهجرة بدأت بداية الأسبوع الماضي بإستهداف أشخاص لهم تاريخ إجرامي، حيث بدأت بإعتقالهم من منازلهم منذ ساعات الصباح الأولى.
ردّاً على ذلك، ساعدت دروست كوكوي – من القومية الكردية ومؤسسة المجلس الإستشاري الإسلامي الأميركي – بفتح خط ساخن من السادسة حتى التاسعة صباحاً للإتصال عندما تقرع منظمة الهجرة بابهم.
وتقول كوكوي ان العملية كان لها تأثير سلبي على المجتمع، حيث ان عدد الصائمين الذين يفطرون في مسجد ناشفيل الآن هبط الى ربع العدد الذي كان يفطر في بداية رمضان قبل غارات منظمة الهجرة،
واضافت أن “الناس يشعرون بالذعر والتشويش ولا يشعرون بالأمان في منازلهم”.
ترجمة/ المدى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here