حول الإستفتاء القادم لإقليم كردستان

مير عقراوي / كاتب بالشؤون الاسلامية والكردستانية

وفق متابعتي لشؤون إقليم جنوب كردستان والقضية الكردية عموما في الأجزاء الأخرى من كردستان كان منشودا ، أو من المفترض والضروري جدا في نفس الوقت أن يسبق الإستفتاء القادم والمزمع إجراءه في اليوم الخامس والعشرين من شهر أيلول القادم من هذا العام عدة خطوات أساسية على صعيد إقليم جنوب كردستان بشكل خاص ، وعلى صعيد الأجزاء – الأقاليم الأخرى من كردستان بشكل عام .
فعلى صعيد الإقليم كان ضروريا ومُلِحَّاً التوافق على ترتيب البيت الداخلي الكردستاني ووحدته وتلاحمه والاتفاق التام بين مختلف القادة والأحزاب السياسية الكردية ، مضافا الى تفعيل البرلمان الكردي المعطَّل في الاقليم منذ عام ونصف ، ثم التوافق التام على موضوع الرئاسة للاقليم الذي أضحى معضلة معقدة فيه . هذا بالاضافة الى التوافق على موضوع المدن الكردستانية المقتطعة من إقليم كردستان ، في مقدمتها مدينة كركوك الكردستانية وغيرها من المدن . صرح أمس السيد مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيس الاقليم الحالي ، حيث المنتهية ولايته الثالثة وفق مشروع مسودة إقليم كردستان بأنه تم إرجاء الاستفتاء على كركوك الى الاستفتاء القادم  ، أو موضوع الاقتصاد للاقليم وميزانيته العامة .
أما على صعيد عموم كردستان كان من المفترض الاجتماع مع قادة الحركة الكردية في مختلف أجزاء كردستان وإطلاعهم على مشروع الاستفتاء ، في المقدمة حزب العمال الكردستاني والمؤتمر الوطني – القومي الكردستاني ، وذلك كي يدلوا بآرائهم ومواقفهم منه ، بخاصة في هذه المرحلة العصيبة والحساسة والتاريخية التي تمر بها القضية الكردية والمنطقة بصورة عامة .
أما على الصعيد الاقليمي والدولي فتلك قصة وقضية هامة ومحورية  أخرى ، بالتحديد مواقف الدول الكبرى بالعالم من الاستفتاء القادم للاقليم وآستقلاله ، ثم مواقف الدول المتقاسمة لأجزاء كردستان ، بخاصة تركيا وايران ، مع إنهما قد أعلنتا مواقفهما نحو الاستفتاء من الاقليم ، وهو المخالفة الكاملة والصريحة والعلنية له ، لكن هنا تبرز التساؤلات الأهم ، وهي كيف يمكن الاستدراك أو المقابلة للمواقف السلبية التركية – الايرانية نحو إستفتاء إقليم جنوب كردستان ، أو إستقلاله فيما بعد ، فهل تم الأخذ بعين الاعتبار والجدية لكل تلكم القضايا والمخاطر ودراستها دراسة دقيقة وشاملة ، أو هل سيكون بالإمكان تحقيق الاستقلال السياسي الكردستاني ، وهو إعلان تأسيس دولة كردستانية في جنوب كردستان فقط ، وذلك بمعزل عن الأقاليم الكردستانية الأخرى التي تتقاسمها الدول الجارة للكرد وكردستان ، في طليعتها تركيا وايران ، أم إنه سيكون إستقلال جنوب كردستان مرحلة تتبعها مراحل أخرى لاستفتاءات إستقلالية للأقاليم الكردستانية الأخرى لكردستان ، وذلك بعد تطورات ومتغيرات ستطرأ على الأوضاع في كل من تركيا وايران ، أم إن الدول العظمى سقف بالمرصاد لتركيا وايران كي يتحقق تأسيس الدولة الكردية المستقلة في إقليم جنوب كردستان ، ثم أليس في العديد من التساؤلات المطروحة المذكورة فيها الكم الكبير من التمني والمثالية والخيالية ..؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here