المرحوم ضياء الدين الخاقاني
1933 المحمرة– 2008 النجف الأشرف
…………………………………………
دعاؤكَ وحيُ الليل ما الليل ساهرُ … ولكنّ قلبَ الفجر بالحبِّ عامرُ
سكبتَ على جفنيكَ من روحكِ الهدى … فعادَ وفي جنبيهِ روحٌ وخاطرُ
تعلمَ مُنهنَّ اليتيمُ الذي رعتْ … لكَ الحقَ في البُقيا عليه الدفاترُ
ليسكبُها في مسمع الفجر نغمة … يصولُ بها حتى على الصبح ساهرُ
تطوفُ فللأعمى طريقٌ معبّدُ … لديها و للظمآن منها مصادرُ
أعيذكَ أن تنمى اليكَ، ألم يكنْ … حديثك أسنى ما حكته المنابرُ
أباحسن ما عاش بالوهم رائدٌ … ولا نالَ ممّا يبتغيهِ مكابرُ
ومهما تناهى في الصعود مسخَّرٌ … يطيرُ على غير الهدى فهو قاصرُ
وها نحن والأفقُ الذي كنتَ نورَه … تردّى ظلاماً فهو عريانُ حاسرُ
فلملمَ باسم الدين أشلاءَ واحةٍ … مشى الغيُّ في أطرافِها والتناحرُ
نُقوِّضُ ما نبني واِنْ كان راسِخاً … ونزرعُ ما لا يرتجى ونغامرُ
ونجرحُ ما كنا وعيناه عن هدىً … تغذي رياحَ الشكِّ فيه مَحابرُ
فكان المصلى وهو بيتكَ مورداً … لخير دم بلَّ الثرى وهو طاهرُ
سجدتَ شهيداً لم يخنه اتقادُه … لدى الحربِ لكنَّ المقدَّرَ صائرُ
أبا حسن يا زهرة لم يكن لها … على كفِّ خير المرسلين نظائرُ
رفعت يداً طالتْ لتبني على الثرى … سماءً عليها من نجوم زواهرُ
وألهمتَ فجراً كنتَ تحياهُ أنهُ … شهيدٌ وأنّ الحقَ للموت قاهرُ
أبا حسنٍ في الجسم داءٌ وفي الرؤى … دواءٌ ولكنّ المطبِّبَ حائرُ
حنانيكَ إنّا قد نسينا وأنها … تروحُ وتغدو من هوانا الشعائرُ
نعيشُ عليها فهي زادٌ على الطوى … ونأمَنُها فهي التي لا نحاذرُ
أيصلحُ أن نبني من الوهم حاجزاً… لنوقفَ سيرَ الركبِ والركبُ سائرُ
فما لشراع جامح لا يخوضُها … كما خاضها في هدأة البحر آخرُ
دعوناك أنقذنا بما أنت منقذٌ … به العقل ممّا ارتدّ فيه وناصرُ
ليهلك فينا أشعريٌ يسوقهُ … على كفِّ أمثال اْبن عاصٍ تآمرُ
…………………………………………………………
قصيدة: أبا حسنٍ في الجسم داءٌ و في الرؤى/
ديوان:مسيرة الى حوض الكوثر
الشاعر: المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
تقديم العلامة الدكتور حسين علي محفوظ
1933 المحمرة – 2008 النجف الأشرف
…………………………………………………………………
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط