التحالف الدولي: 300 مقاتل فـي الموصل القديمة يعرقلون حسم المعركة

حبس مسلحو داعش سكان المدينة التاريخية القديمة غربي الموصل في منازلهم لمنعهم من الهرب في الوقت الذي يقاتل آخر 300 من مسلحي المجموعة حتى الموت دفاعاً عما كان يوماً ما أكبر معاقلهم.
قال الفريق عبد الغني الأسدي قائد قوات مكافحة الإرهاب في الموصل إن “هذا هو الفصل الأخير”، لكنه أضاف ان القتال من منزل لآخر في الشوارع الضيقة ليس مهمة سهلة.
وبدأت القوات العراقية الأحد عملية اقتحام المدينة القديمة في غربي الموصل، وهي آخر حصن تبقى للمسلحين في ثاني أكبر مدن العراق، بعد عملية عسكرية دخلت شهرها الثامن.
ويعتبر الحي التاريخي من الأزقة الضيقة هو آخر الجيوب التي يسيطر عليها عناصر تنظيم داعش الارهابي، لكن المعركة من أجل تحرير المدينة – التي كانت جوهرة تاج ما يسمى بالخلافة – طويلة ودامية.
وتمثل عملية اقتحام المدينة القديمة في غربي الموصل حيث الأزقة الضيقة والمباني المتلاصقة، تقدما كبيرا للحملة العسكرية التي بدأتها القوات العراقية قبل أشهر لاستعادة كامل مدينة الموصل، آخر أكبر معاقل تنظيم داعش في العراق.
وكانت القوات العراقية قد بدأت في تشرين الأول الماضي أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق منذ سنوات، لاستعادة السيطرة على الموصل. فاستعادت الجزء الشرقي من المدينة في كانون الثاني، وأطلقت عملية الجزء الغربي في شباط.
وأعربت منظمات إنسانية عدة؛ حينها عن قلقها حيال المدنيين الذين يواجهون خطر الحصار بين المعارك العنيفة.
وقال صباح النعمان، المتحدث عن قوات النخبة في مكافحة الإرهاب، إن “العملية الآن هي قتال شوارع. وستكون الضربات الجوية والمدفعية محدودة بسبب إكتظاظ المنطقة بالسكان والمباني الواهية”.
وفي البداية كانت القوات العراقية والأميركية تأمل إنتهاء العملية نهاية العام الماضي، الّا ان القتال الشرس من جانب المسلحين – حيث قتل المئات منهم في تفجيرات إنتحارية أو انهم إستقتلوا في الدفاع عن مواقعهم – تسبب في بطء العملية.
وخلال أشهر القتال التسعة هرب نحو 850 ألف مدنياً من منازلهم وقتل آلاف غيرهم نتيجة القصف الجوي للتحالف وبأيدي مسلحي داعش. ويعتقد التحالف الآن بوجود أقل من 300 مسلّح محاصرين في المدينة القديمة، لكن في قبضتهم مئات الآلاف من المدنيين الذين يستخدمونهم كدروع بشرية في وقت يعانون فيه من نقص خطير من الطعام والماء والإمدادات الطبية.
وطلبت القوات العراقية من المدنيين الهرب، الّا ان قناصي داعش والعبوات والضربات الجوية تجعل الرحلة الى برّ الأمان خطيرة جداً.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، إرتفع عدد الخسائر بسبب عدم إستطاعة القوات العراقية تأمين ممرات خروج آمنة تماماً، حيث قتل قناصو داعش نحو 230 مدنياً أثناء محاولتهم عبور نهر دجلة في قوارب صغيرة، حسب الأمم المتحدة.
ويروي الذين نجحوا في الوصول الى المناطق المحررة أو الى مخيمات النازحين عن عائلات حوصرت في منازلها حيث أغلق المسلحون الأبواب و النوافذ لمنعهم من الهرب.
وذكرت مجموعة (أنقذوا الأطفال) في تصريح لها الأحد ان “نحو 50 ألف طفل في خطر شديد مع دخول معركة الموصل أكثر مراحلها الدامية حتى الآن”. ويرتبط تحرير مدينة الموصل مع عملية إستعادة مدينة الرقّة السورية.
مع إستقتال المسلحين حتى الموت ولا ينون الإستسلام، فمن المحتمل ان يستخدموا 220 ألفاً من أهالي الرقّة كدروع بشرية.
ويقول كريس وودز من منظمة (الحروب الجوية) التي تراقب ضربات التحالف في سوريا والعراق “شاهدنا التحالف يستخدم تركيزات عالية جداً من القوة النارية على المناطق المكتظة بالسكان في الموصل، وان قلقنا على الرقّة كبير جداً”.
عن: إندبندنت
ترجمة/ المدى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here