مقرات ومكاتب سياسيين تتبضع أصوات الناخبين

فؤاد المازني

تعتبر البصرة المرتكز الإقتصادي الرئيسي الذي إعتمدت عليه الحكومات المتعاقبة في العراق ولا زالت هي الواجهة الإقتصادية للبلد بما حباها الخالق من خيرات وبما تتمتع به من موقع جغرافي مهم وحساس في العراق والمنطقة إضافة الى وجود الطاقات البشرية فيها والمبدعة في مجالات عدة ، ما بعد 2003 أصبحت البصرة إضافة الى مركزها الإقتصادي الحيوي تشكل العمق الستراتيجي والقاعدة الجماهيرية التي تعتمد عليها الاحزاب السياسية الشيعية بالدرجة الاولى لذا تعمد هذه الأحزاب كل منها على إستمالة المواطنين لها عاطفيآ في أغلب الأحيان وكسب تأييدهم وبالتالي تسويق أفكارهم ليكسبوا أكبر قدر ممكن من المؤيدين ليستعينوا بهم في وقت الإنتخابات ويحصدون منهم أعلى الأصوات للفوز في الإنتخابات والحصول على مقاعد أكثر على مستوى مجلس المحافظة أو مجلس النواب . وخلال السنين المنصرمة تمكنت بعض الكتل السياسية من تثبيت موطأ قدم لها في المحافظة كمقرات تزاول فيها بعض النشاطات وحين يقترب موعد الإنتخابات تنشط هذه المقرات ومكاتبها وروادها ومؤيديها وتتسابق مع مقرات الكتل السياسية الأخرى لإستمالة المواطن بغية كسب صوته . الملفت للنظر هذه الأيام هو زيادة مضطردة في فتح مقرات لكتل سياسية جديدة وبأسماء جديدة قادمة من محافظات عديدة وتختار أماكن حساسة وحيوية كمقرات لها وكأنها مكاتب للتسوق ووضع اليد على أكبر قدر ومساحة ممكنة للتحرك والتهيئة لشراء الأصوات ولو قبل أن يحين وقت الإنتخابات وتتسابق الأسماء وتزدحم اللافتات وتتقاطع الشعارات وتتنوع البوسترات وتتعدد أرقام الهواتف وكأنها بضاعة مزجاة تستميل النفوس ، الغريب في الأمر أن جميع هذه المسميات قادمة من خارج المحافظة وليس فيها أسم لكيان سياسي ولد من رحم البصرة أو رئيس كيان سياسي يحمل هوية بصرية فتذكرت مقولة أحدهم قبل سنين حين صرح بأن البصرة لا تمتلك مؤهلات وليس فيها طاقات وتفتقد للخبرات السياسية  وفي ذلك الوقت هاجت البصرة وعجت  شوارعها بالمظاهرات والتنديد والإستنكار والسخط من هذه الأقوال ومن قائلها ، والآن وبعد كل هذه السنين يافطات السياسيين من خارج المحافظة  المتسوقين أصوات الناخبين تؤكد وتشهد بأن البصرة كما قال فلان !!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here