العراق بعير صبور هوى فكثرت عليه السكاكين

سالم سمسم مهدي

أكثر من أربعة عشر عاماً مضت لا نسمع فيها غير الموت والقتل والتنافر الذي بدأ من قمة الهرم وأنحدر نحو المجتمع معززاً بالاستقطاب المناطقي والاستغلال السيئ للوزارات التي تحولت إلى إقطاعيات ومن يعترض نرجو منه تبرير تفشي الفساد …

في مقالنا السابق تحدثنا عن نكبات الموصل كنموذج عن مدن أخرى وما آلت أليه السياسات العقيمة للأحزاب والكتل التي هيمنت على العملية السياسية والتي أدت إلى تصاعد الأحقاد والاستعداد الكامل للانتقام من البرئ والمذنب على حد سواء وبما أن الأخير حصن نفسه في ظل قوانين مضطربة فأن البريء سيكون هو الضحية …

فالعراق الذي تلاقفت الدول المجاورة خيراته وخبراته وثرواته المادية والبشرية لم تكتفي هذه الدول بذلك بل مهدت وخططت ونفذت مسلسل جرائم القتل والاحتراب الداخلي وجعلت من هذا البلد الكبير الهيبة الوفير المعرفة فقير الإدارة هذه الإدارة التي تتحكم بالنتائج النهائية لكل عمل …

هذا العمل الذي فشلت الكتل والأحزاب الموجودة من إظهاره بالشكل الذي يقدم أبسط الخدمات للوطن وأبناءه بل أنها هيأت لكل ما من شأنه التضييق عليه وتحطيمه وكانت السبب باستمرار محنته …

المعروف أن القيادات الناجحة هي تلك التي تبدأ العمل في بلدانها وهي في درجات دنيا لترتقي بها على سلم التطور وتحظى بالاحترام أما أن يكون هناك بلد متكامل ويحتل درجات متقدمة بعد تاريخ طويل أمتد لفترة قرن من البناء لتأتي قيادات فتدفعه نحو الحضيض فهذا ما يجعلنا نتألم ونشقى …

عدت قبل قليل من سوق تبضع يقام بمناسبة شهر رمضان المبارك في مكان تحيط به المطاعم والمقاهي ومكتظ بالرواد لفت نظري فيه أن أحد الأشخاص يعرض أشياء تراثية ومن بينها سيف وضع في موقع متميز وعندما اقتربت منه وجدت انه يشبه سيف ذو الفقار وكتب عليه بالعربية ( لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار ) …

كان الكثير من رواد السوق لا يدركون ما يعني هذا ولكنني شخصت ببصري نحو العراق وقلت مع نفسي مثل يُضرب ولا يقاس ( حرامات ايها البلد النقي أنك أصبحت كالبعير الصبور الذي وقع وكثرت عليه السكاكين لأن أهلك ضيعوك ) وغادرت السوق وظل أكثر الموجودين بانتظار ساعة السحور كي يتناولوه في المطاعم القريبة ليغادروا إلى مساكنهم بعد ليلة رمضانيه هادئة .

سالم سمسم مهدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here