حروب العراق تركت وراء كل فقيد أيتاما وأرملة يواجهون قسوة العيش

أربعة عقود من الحروب والصراعات الخارجية والداخلية، عاشها المواطن العراقي في ظل الحكومات المتعاقبة، وكان ختامها سنوات عجاف من القتل والدمار والتفجيرات، حصدت آلاف الأرواح وخلفت بقدر ذلك من الجرحى، تاركة وراء كل فقيد أيتاما وإمرأة أرملة.

وتقدر بعض الإحصائيات بوجود أربعة مليون أرملة في العراق، ويرافق هذا العدد رقم مضاعف من الأطفال اليتامى يعيشون ظروفا صعبة بعد فقدهم لآبائهم، ما دفع بالكثير منهم إلى العمل في أرصفة الشوارع بحثا عن لقمة العيش.

وتقول “أم حيدر” عن معاناتها في العمل “أنا أجلس تحت أشعة الشمس من الصباح حتى الظهيرة من أجل توفير المال لابني حيدر في الصف الثاني المتوسط لكي يكمل ويحقق المستقبل المرجو، ليس لديه معيل غيره ولا أسمح له بالعمل خوفا عليه”.

أما “أم عباس”، وهي أم لسبعة أيتام حيث أقدم تنظيم داعش على قتل زوجها وابنها في مدينة الموصل وتعيل 4 آخرين، تذكر أنها تعمل في ساعات الليل الطويلة لصنع الكبة الموصلية وبعض الأكلات الأخرى، وفي الصباح تقوم بتدريس الأطفال ومن ثم توصلهم إلى المدارس حيث أغلبهم طلاب الدراسة المتوسط.

في حين تروي “أم محمد”، وهي شابة لديها 5 أطفال، أنها “مرت بظروف صعبة لكنها لم تكسر إصرارها وعزيمتها على فتح مشروع صغير لإعانة أهلها وأطفالها من خلال مشروع صالون حلاقة للسيدات .

ويقول الطفل اليتيم “علي”، إن “التنظيم أقدم على قتل والدي أمامي، جئت إلى كربلاء مع أمي هاربا، وقامت أمي بالعمل من أجل أن أكمل دراستي وأصبح ضابط أقضي على الإرهاب”.
تمسي المرأة معدمة بوفاة زوجها، إذ إن الحكومة العراقية لم تخصص أموال وبرامج لدعم شريحة الأرامل، لتدفع بالكثير منهن إلى البحث عن فرص عمل بأجور قليلة جدا لا تترتقي إلى سد احتياجات الأسرة اليومية.

ويذكر مواطن من أهالي المدينة، أنه “يجب الالتفات والانتباه لهذه الشريحة الكادحة.. ما ذنب هذه النساء اللاتي يجلسن في الشمس المحرقة لساعات طويلة، علما إنهن في رمضان وصائمات”.

ويضيف “سامر فاضل”، ناشط مدني “من الواجب إننا كمجتمع أن لا نهمل هذه الشريحة من المجتمع ولا ننساها لأنها قدمت كل شي للمجتمع هي الأم والزوجة والأخت، وعلى الحكومة والجهات المعنية الاهتمام بشكل أفضل بهن”.

من جهة أخرى، قالت عضو مجلس محافظة كربلاء، ليلى فليح، إن “المرأة العراقية معروفة في كل العالم بقوتها وصبرها وإصرارها، كونها أم وأخت وقيادية في الأسرة.. نجد أغلب العراقيات وإن كن يعانين من الفقر، إلا إنهن يبحثن عن أي مشروع يسد رمق عوائلهن” .

ويمثل الثالث والعشرون من شهر حزيران اليوم العالمي للنساء الأرامل، وهو فرصةَ عمل حقيقة لتسليط الضوء على هذه الشريحة بعد بقائها مهمشة لعهد طويل، والتي هي بأمس الحاجة إلى وقفة جادة من قبل منظمات المجتمع المدني والمؤسسات غير الحكومية.

من حيدر هادي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here