كي ﻻ تتحول الثورة الى ..عورة !!

 

احمد الحاج

قبل الثورة كانت الكلاب تنبح ليلا فقط ، بعدها اصبحت تنبح ليلا ونهارا ، و” كل ثورة ناجحة ترتدى فيما بعد نفس ثوب الطاغية الذى أطاحت به” هكذا وصفوا الثورات الفاشلة من خلال تجارب شتى مرت بها شعوب الارض حول العالم ، وبناء عليه ﻻبد من الافادة من هذه التجارب لتفادي السقوط المدوي في شراك مماثلة تهلك حرث الامة ونسلها مستقبلا .

واضيف عندما تقاد ثورة ﻷسقاط ظالم – اي ظالم وفي اي مكان – يجب ان تكون البدائل النموذجية حاضرة وبقوة ومعدة سلفا تتفاعل وتطبخ في قدور الثورة ذاتها بحيث تضمن : اولا الحفاظ على الدولة وهيبتها ، ثانيا الحفاظ على مؤسساتها وصروحها الثقافية والصحية والخدمية والعسكرية بأستثناء القمعية منها ، ثالثا : الحفاظ على ثرواتها ومقدراتها واحتياطيها النقدي في الداخل والخارج ، رابعا الحفاظ على مصانعها ومزارعها واثارها وخططها التنموية والاستثمارية واعادة النظر او الاستمرار في عقودها ومواثيقها الدولية السابقة او تعديلها ﻻ الغاءها بشخطة قلم ﻷن الشخطة هنا تعني تجييش الجيوش وغزو البلاد وسبي العباد ممن تضررت مصالحهم وهدد امنهم ، خامسا : القضاء على الدولة العميقة( الكيان الموازي ) او تحييدها او التصالح معها ، بمعنى عفا الله عما سلف ، كما في جنوب افريقيا وعلى اساس التبعية السابقة والايدولوجيا وليس على اساس الولاء الطائفي او القومي الحالي فيعفى عن بعض رموز الماضي ويقربوا فيما يعدم بعضهم الاخر ويبعدوا كما حدث في عموم الوطن العربي بعد مايسمى زورا – بثورات الربيع العربي – التي قادها الصحفي الصهيوني برنارد هنري ليفي ، سادسا ، الحيلولة من دون سيطرة الشعب بتاتا على السلاح واقتحام مخازنه ومستودعاته والتي عادة ماتعقب – فتح ابواب السجون على مصاريعها ، اذ من المفترض ان فتحها يقتصر على سجناء الفكر والكلمة والصحافة والثقافة والمعارضة السياسية فحسب ،ﻻ ان تفتح السجون العامة بما تضمه بين جدرانها من قتلة وسفاحين ومغتصبين وتجار مخدرات وبلطجية وشقاوات وهتلية ومختلسين ومزورين ومرتشين ولصوص فهذه كارثة عظمى سيصبح حز الرقاب بعدها – ﻷبي موزة – واعلم ان اية ثورة يسمح فيها للشعب بالسيطرة على مستودعات السلاح والذخيرة انما غايتها تدمير هذا البلد كليا ونهائيا وبروز – ابو تفخيخ البنغالي ، وابو عبوة الطلياني ، وابو كاتيوشا الباذنجاني – عاجلا غير آجل وبغير ماذكرت انفا ، ﻻثورة سلمية ووطنية غايتها تحقيق العدالة الاجتماعية مطلقا وانما – هجمان بيوت ﻻ اكثر- فأن قيل ” ان الثائرين لم يكونوا على علم ودراية بما ستؤول اليه الامور من خراب مطلق أحرق اخضر الامة ويابسها ، اقول ” اذن انتم لم تكونوا سوى مطايا للثورة وحطب لها ﻻ قادتها الحقيقيين وﻻ المنظرين الفعليين لها من خلف الكواليس وعلى الثائرين في هذه الحالة ان يبحثوا جديا لماذا – تم استغفالهم وتحويلهم الى امعات ﻻيعلمون لماذا قاموا بالثورة ولماذا اقصوا عنها ﻻحقا ليعيشوا كعوائلهم ، كعشائرهم، كعلمائهم، كقادتهم ،كمدنهم ، كمحافظاتهم أسوأ مماكانوا عليه قبل الثورة بعشرين ضعفا او يزيد !
ماقلته يأتي تعقيبا على ماكتبه فيصل القاسم ، في صحيفة القدس العربي عن – ثورات ربيع عربي – دمرت الامة واهلكتها وهو وفي كل سطر من مقالته يتأسف لقيامها اصلا وعلى تحول بوصلتها عن المسار الصحيح وكأنه يعترف ضمنا وان لم يفصح عنه بأن ” من قاموا بالثورة هم غير من قادوها ومولوها وخططوا لها ولمآلاتها ابتداءا من وراء البحار ومن امامها ايضا “وصدق القائل ” ﻻتثق بتمساح يذرف الدموع ، وﻻبضبع يضحك ، وﻻ بأفعى تبتسم ، وﻻ بأسد نائم ، عار عليك اذا فعلت عظيم ” وصدق من قال ” الهدف الرئيس للثورة هو تحرير الإنسان، وليس تفسير أو تطبيق بعض الأيدلوجيات المتطرفة”. اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here