جلال الدين الصغير .. وشهد شاهد من اهلها

فؤاد المازني

عندما تتقاطع الرؤى والأفكار والتطلعات وتختلف المتبنيات وآلية العمل وفق المصالح المشتركة بين أقطاب الطبقة السياسية وداخل الحزب الواحد فحينئذ تحصل الإنشطارات وتتمحور تكتلات داخل الكتلة السياسية نفسها وتتولد منها أحزاب وكتل جديدة تطفو على الساحة السياسية وتحاول من خلال نقد الكتلة الأم وإستهجان عملها تبني طروحات جديدة تحاول أن تجذب جماهير مؤيدة تستطيع أن ترتكز عليهم في شق طريقها نحو الواجهة السياسية إن بقي طموحها في إعتلاء المناصب أو تضع من ينوب عنها بشرط العمل بتوجهاتها للإستفادة والإستحواذ على أكبر قدر ممكن من الإمتيازات . جلال الدين الصغير واحد من هذه الاسماء التي كانت في يوم ما أحد الاعمدة الرئيسية لحزب المجلس الأعلى (الإسلامي) العراقي خرج بتصريح في هذا الوقت معلنآ أنه إنفصل عن حزبه بعد أن تبين له الآن وليس بالأمس القريب بل بعد أربعة عشر عامآ من الإشتراك في الحكم أن حزبه غير مساره وحاد عن الطريق المرسوم له . أيآ كانت الخلافات الموجودة بين الفرقاء يجب أن توضع في ميزان البحث عن مصلحة البلاد لتفتح نافذة الإطلاع على مسببات دماره وهدر ثرواته وإنتشار الفساد فيه وتثبيت أسس المحاصصة الطائفية في الحكم وجدولة توزيع المناصب فحين كانوا متوافقين كانت أولويات عملهم الدفاع عن بعضهم البعض والإستماتة في إيجاد مختلف التبريرات لتغطية سلبياتهم والإنتكاسات التي حلت بالوطن وبالتأكيد الشعب وحده من كان يدفع الثمن ، ولكن الحقيقة تبرز حين يحدث الخصام وينفصل بعضهم عن الآخر فتطفو التصريحات من هنا وهناك ويشار الى مكامن الخلل الذي أودى بالعراق لهذا الوضع المزري . وكما هو متعارف بقاء الحال من المحال فاليوم يخرج هذا كما خرج بالأمس باقر الزبيدي ومن قبله عادل عبد المهدي ومن قبلهم في كتلة أخرى علي الدباغ وأعقبه عزت الشابندر وغدآ لابد من خروج آخرين حين تتقاطع المصالح والمثل الشائع (ماعرفوهم من باگو بس عرفوهم من تقاسموا) . يكفي للمتتبع أن يرى قلاع الجادرية وحصون الكرادة والجسر ذو الطابقين وعقارات النجف وربما في غيرها من المحافظات منذ سنين عديدة والمناصب والإمتيازات والأرصدة والشركات والهيئات الإقتصادية في كل الوزارات فلا تحتاج الى صحوة بعد غفلة ولا الى تأنيب الضمير مالم ترجع الحقوق الى الشعب المبتلى بهؤلاء فالمحصلة النهائية لايهم إن خرج هذا أو بقي ذاك المهم والواجب أن يكون الشعب على حذر شديد من التغافل والسقوط في مصيدة العودة لإنتخاب المنفصلين أو أولئك الذين حادوا عن الطريق فكلهم في المصلحة سوى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here