الفرق بين بوتين وأوباما وترامب

احمد كاظم
بوتين اتصف بالرصانة والهدوء وبعد النظر ما حقق لروسيا نفوذا متزايدا في الشرق الأوسط لان سياسة أمريكا كانت ولا زالت آنية وقصيرة النظر.

أوباما اتصف بالشعور بالنقص لأنه اول اسود دخل البيت الأبيض وسياسته اعتمدت على التدخل بواسطة داعش بدلا من التدخل العسكري المباشر والنتيجة اسوء من سياسة جورج بوش.
الفوضى التي تسود الشرق الأوسط سببها خضوع أوباما لملوك وامراء الخليج الوهابي على راسهم عبد الله ثم الخرف سلمان الذين اوهموه (لا خطر للإرهاب الوهابي على أمريكا والخطر إيران الشيعية).
أوباما ومن حوله لم يدرك ان الفوضى والقتل والدمار الذي سببه إرهاب داعش سينقلب عليه كما انقلبت القاعدة على آل بوش وفجر السعوديون من العائلة المالكة البرجين.

ترامب اثناء حملته الانتخابية سوّق نفسه على انه المنقذ لأنه سيقضي على الإرهاب الوهابي ولكنه انقلب على نفسه وعاد الى أحضان آل سعود بسبب (استثماراته) متهما إيران بالإرهاب بدلا من حاضنيه.
ترامب أحاط نفسه بعملاء للخليج الوهابي ما رسّخ عداءه لإيران وفقد حماسه لمحاربة داعش لان عملاء الخليج اوهموه (ان الخطر إيران) كما اوهموا بوش قبل تفجير البرجين.

ما لا يدركه ترامب وبعض قادة اوربا على راسهم تيريزا مي ان مردود بيع السلاح الى الخليج الوهابي اقل بكثير من تخريب الإرهاب وان أرواح مواطنيهم لا تقدر بثمن والدليل تفجير البرجين وتفجيرات اوربا.
اما حجة النفط فهي سخيفة لان البديل لملوك وامراء الخليج بعد ازاحتهم سيستمر في بيعه بدلا من ابقائه تحت الأرض.

بوتين أدرك خطر الإرهاب الوهابي وتدخل في سوريا واجبر الاحمق اردغان على فك ارتباطه بداعش التي انقلبت عليه واشركه بالحل السلمي في سوريا.
ترامب هدد الاتحاد الأوربي وحلف الناتو والمكسيك وإيران والصين والفليبين بالإضافة الى تهديده القضاء الأمريكي وعمّت التظاهرات العالم وأمريكا ضدّه.
ترامب تطاول على القضاء الأمريكي ووصفه (بالسخيف) وبعد ذلك القى باللوم عليه وليس على السعودية في حال حدوث تفجيرات في أمريكا.
العقل المغرور والمتغطرس يزداد غرورا وغطرسة كلما ازداد معارضوه ما يفسر ازدياد تخبط ترامب ووصفه القضاء الامريكي بالسخيف والقادم أعظم.

التصريحات العدائية ضد (العالم) لترامب و عملاء الخليج حوله ستعزّز علاقة (العالم) بروسيا و الصين و كوريا الشمالية و كل من (يكره) أمريكا سياسيا و اقتصاديا و الخاسر أمريكا و عندها لا ينفعها الخرف سلمان.
الخلاصة:
أولا: بوتين بحكمته صار منظّرا لحل المشاكل في المنطقة بينما أوباما نشر الدمار وترامب يسير على خطاه بسبب المال الخليجي الوهابي.
ثانيا: أمريكا نفوذها العسكري والسياسي والاقتصادي في انحدار بينما نفوذ روسيا والصين في ازدياد.
ثانيا: عداء الشعوب غير الوهابية لأمريكا في ازدياد بينما الولاء لروسيا و الصين في ازدياد.
ثالثا: المال وحده يؤدي الى الغرور والحماقة والمنصب يؤدي الى الغرور والحماقة فكيف إذا اجتمع غرور المال و غرور المنصب عند ترامب؟
رابعا: يا حكماء أمريكا أنقذوا أمريكا قبل حرب عالمية ثالثة وفوات الأوان.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here