ما بعد الانتصارات

ما بعد الانتصارات
يعيش أبناء شعبنا فرحة الانتصار في الموصل، فرحة الانتصارات الكبيرة التي صنعتها سواعد الأبطال من قواتنا الأمنية، والحشد الشعبي، ، والعشائر المقاومة، والبيشمركة والتي تتوجت بتطهير مركز مدينة الموصل من دنس الدواعش الإرهابيين، وفي ظل أجواء الانتصارات التي تعكس التلاحم الشعبي الواسع، وتتجلى فيها وحدة العراقيين وشموخ إرادتهم يجب ان نتذكر من ان ليست البطولة أن تصل إلى القمة نعم هي الخطوة الاولى ، ولكن البطولة أن تستطيع التخطيط للثبات في القمة، وليست البطولة أن تصل قبل الاخرين ، ولكن البطولة أن تحافظ على المكتسبات الأولى، فليست البطولة أن نحرر المناطق والبلاد، ولكن البطولة أن نحافظ على هذا التحرير، والحفاظ على تحرير المناطق والبلاد له أسبابه، وهذه الأسباب كثيرة، ولكن من أهمها الاستقامة على حب الوطن ارضاً وشعباً والمحافظة على القيم . لا يتحقق النصر بلا إيمان راسخ و إلى أهمية الوصول الى الإيمان دون المبادئ الانسانية والقيم الإسلامية والتي كانت من اهم الاسباب التي تحركت القوات المنتصرة دون مجرد حملها كشعارات مجردة عن العمل، إذ إن الإيمان بالمبادئ هو مقدمة للعمل بها وعمل عليها هؤلاء الابطال. من القوات الباسلة بمختلف صنوفها الذين عانقوا بهاماتهم الشامخة قمم المجد، وسطروا في سفر التاريخ صفحات مشرقة تقود الأجيال إلى درب البطولة والتضحية والفداء ليسيروا عليها بخطى واثقة نحو تحقيق الأمن والاستقرار .‏‏‏ ومن أهم أسباب النصر، إقامة العدل بين الأنام الذي هو سبب من أسباب الحفاظ على النصر ، النصر قدّم له مئات الآلاف من الشهداء، فمن الخيانة أن تتوج بالظلم بين ابناء البلاد، لان ثمن الدماء غالية ، هو ثمن الأرواح التي أُزهقت والدماء التي سُفكت قربةً الى الله على أن لا نعود إلى ما كنا عليه من الظلم والفساد، يأكل القويُّ الضعيفَ، والغني الفقير، إن أخطر مراحل النصر هو الترجمة على الواقع والحفاظ عليه من ألانتكاسه ومنع خروج نتائجه وثماره السياسية عن الأهداف وهم يحملون أكفانهم على أكفهم قبل تحقيقه، أو محاولة لصوص السياسة إفراغ النصر من محتواه، الذين سرعان ما ينقضون عليه بمجرد تحقيقه لإجهاض أحلام النصر التي نمت وترعرعت في وجدانهم وكانت مصدر إلهاماً لاستمرار بقاءهم عن مقتضيات التضحيات التي قدمتها الامة اهدافهم بعيداً لتحقيق. الانتصارات الاخيرة للقوات الامنية العراقية في الموصل تكشف عن تغير في الاوضاع في العراق فعلى الدولة ان تتوجه لبناء المؤسسات العسكرية والأمنية بعد إعادة تأهيلها وتنظيمها مجددا وفق الإطار الوطني وتحت الهوية العراقية الجامعة لتحرس وحدتنا الوطنية بعيداً عن الاحزاب واراداتها وفوق الميول والاتجاهات ، وتحقق لنا عامل الأمن والأمان، وأن تلعب دوراً وطنياً مشرفاً في الدفاع عن سيادته ووحدة ترابه. ومحاربة كافة أشكال الإجرام والتخريب واللعب بالممتلكات العامة والخاصة.ونطالب وزارتي الدفاع والداخلية ومكافحة الإرهاب وبقية المؤسسات الأمنية الأخرى بالضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار وسيادة البلاد تحت أي عنوان أو مسمى بعد الان . والرمز المقدس هو حماية المواطن والقضاء على المتآمرين والظلاميين وأدوات المشاريع الطائفية ولامكان في العراق لاي متعاون مع الارهاب .نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمد قواتنا المسلحة وكل الذين شاركوا في تحرير المدن والقصبات العراقية من براثن داعش الإرهاب الأسود بالقدرة على أداء واجباتهم في الدفاع عن عزة العراق وشعبه.‏‏‏ تحية الإجلال والتقدير لشهداء البطولة والفداء الذين رووا بدمائهم تراب الوطن الغالي دفاعاً عن أمن واستقرار المواطن والوطن.كما ان للمواطن دورًا مهمًا في تحقيق الأمن، ومحاربة الفساد والجريمة، وهذا من أولوياته ومسؤولياته فقد قال الله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} و قال صلى الله عليه واله وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه،وذلك أضف الإيمان» وعليه يتضح أن محاربة الفساد من الأمور التي يجب أن يلتزم بها كل مسؤول في الدولة وتخليه عن هذا الأمر لان إلافراطه فيه يؤدي إلى الغلو والتطرف مما ينتج عنه مفاسد عظيمة لا تقل خطورتها عن نتائج الفساد والانحراف ، فقد تعددت أساليب ومظاهر الإرهاب في السنوات الأخيرة، ولجأ الإرهابيون إلى استخدام وسائل العلم الحديث وتطبيقاته في سبيل الوصول إلى أغراضهم وتحقيق أهدافهم …
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here