خوش نعل

حسن الخفاجي

كتبت في مقال سابق عن المعارض السياسي، الذي اصبح بائعا متجولا للنعل الجلدية . عاش وناضل في زمن الحكم الملكي . تتدلى حزمتي النعل المربوطة بجلد سميك على صدره وظهره. يعتلي دكة المقهى الذي يلتقي فيه اذناب العهد الملكي من إقطاع ومخبرين، يتفحص وجوههم الواحد بعد الاخر ويصيح بأعلى صوته (خوش نعل).

من سيحضرون للمشاركة بمؤتمر ساسة السنة، سيعملون كعادتهم على دفن داعش الميتة والتحضير لولادة أختها ماعش . لأغلب هؤلاء سوابق ارهابية، لقد كانوا يفتخرون لقيادتهم لحماس العراق وكتائب ثورة العشرين وتنظيمات ارهابية اخرى . هذه التنظيمات ذات السجلات الصفراء المكتوبة بدم العراقيين، منهم من هللوا لدخول داعش الى الموصل, خميس الخنجر احدهم، حينها وصف الخنجر في لقاء مع قناة “العربية الحدث” إحتلال داعش للموصل بالثورة ومن قاموا بها هم ثوار العشائر . (رابط المقابلة في أسفل المقال)

على ساسة السنة اذا بقي لديهم شيئا من الاحترام لناخبيهم، ان يذهبوا الى مخيمات النازحين ليعقدوا اجتماعاتهم قريبا من معاناة جلبوها الى ناخبيهم، بسبب خياناتهم وحماقاتهم وفسادهم وإجرامهم . توعدوا العراقيين بالدخول الى بغداد فاتحين، ولما عجزوا عن تنفيذ وعودهم بالتظاهرات والاعتصامات وإدخالهم لداعش، بعدما هزم داعش ها هم ينوون الدخول الى بغداد فاتحين بتواطيء من هتلية ساسة الشيعة. توضأ المصلون بدم الشهداء اما غير المصلين فهم مقامرون خسروا رصيدهم وشرفهم، وعلق الجميع رايات عهرهم السياسي على خرائب مدن مدمرة ومدن صفيح وفِي خيم النزوح .

هتلية الشيعة بحاجة الى بلشتية السنة لتكتمل أضلاع مثلث عصابة النصب والاحتيال والسرقة، في وطن كان خراجه دون نفط مكتشف يكفي لإشباع جيوش دولة (سلاتين) بني عثمان. وطننا المنهوب بضوء أخضر إقليمي ودولي. كل هم سماسرة الخارج ان يولوا اللصوص ويعطونهم الرقم السري ومفاتيح خزائن الوطن، ليبيعوا ما تبقى منه بثمن بخس ويتقاسموا الحصص، لذلك يصر هتلية ساسة الشيعة وقادة دول الإقليم وسماسرة الغرب على الإبقاء على بلشتية ساسة السنة، ليبعدوا الخيرين من ساسة السنة ، الذين قاتلوا الدواعش وأسهموا بفضح جرائم المجرمين والفاسدين، كي يبقى الوطن نهبا فيما بينهم .

من لم يعمل على افشال خلافة الامام علي ع، حرض ابن ملجم على قتله، ومن لم يفعل ذلك فرح باستشهاد الامام علي ع وانتهاء دولة الحق والعدل الالهي، بعضهم جمع كل هذه الصفات الرذيلة . اخرون ترحموا على ابن ملجم بعد مقتله، أولئك كانوا خوارج الامس، اما خوارج اليوم من لملوم الطبقة السياسية ، فهم أدهى وأَلْعَن. قتلوا وطنا بشعبه وأرضه طعنا بخناجر محاصصة صدئة، سرقوا خزائن الوطن وباعوا تراثه وتاريخه وخيراته الظاهر منها والباطن ، وداسوا على كرامة الوطن العملاق وقزموه.

دعا رئيس شلة منتدى أربعة ارهاب السياسي، بعض رفاقه القتلة الى مسرح العري، ليكون العرض القادم في بغداد بين أهالي الشهداء والجرحى بعيدا عن النازحين والمشردين، بعد ان اعتادوا على اجراء عروض التعري في عواصم دول أوربا وإستنبول وعمان .

قال السيد سليم الجبوري: (المؤتمر الذي سيعقد ليس مؤتمراً للمعارضة كما روج له البعض…الجميع مدعو للحضور وسيتم الشروع بتوجيه دعوات لكل الشخصيات التي لها حضور مؤثر في المشهد العراقي)

السؤال: من الذي يقرر ويحدد اسماء الشخصيات المؤثرة التي قصدها الجبوري؟.
هل هم الناخبون السنة، الذين توزعوا بين مهجر ومشرد ومقتول، ام الجبوري وحاشيته هم من يقررون ذلك واي ضغط سيمارس على القضاء من اجل حضور المدانين والمتهمين بتهم ارهابية ؟.

الساسة عموما وقادة الاحزاب الشيعة تحديدا مطالبون بموقف علني واضح من هذا المؤتمر، الذي سيؤهل القتلة ويفرضهم على ناخبي السنة كأمر واقع ويتبرع بدم الشهداء وخراب المدن اكراما لعيون قتلة محترفين .

سمعنا من الشيخ قيس الخزعلي دون غيره موقفاً واضحاً وشجاعاً بشأن المؤتمر، بودنا ان نعرف رأي الآخرين ، الذين سيسهمون بسكوتهم وموافقتهم الضمنية، في بيعنا بسوق نخاسة جديدة، مثلما بيعت الايزديات باسواق داعش.

لكل هتلية الشيعة وبلشتية السنة وكل المتحاصصين معهم، الذين اسهموا بجمع البلشتية وينوون عقد مؤتمر لهم، تآمروا ونسقوا واسرقوا، لقد غدت أوراقكم مكشوفهم، وورقة التوت المنخورة التي تلوذون بها لاتستر عوراتكم . عمركم قصير وعمر سماسرتكم وضامنيكم ربما يكون اقصر .
يتحقق العدل في العراق وتقوم له حكومة بسواعد من هزموا اولادكم واخوتكم الدواعش ولو بعد حين .

يتطلع اغلب العراقيين الى وجوهكم الكالحة ويصيحوا بصوت أقوى من صوت الرعد (خوش نعل)، مكانكم الطبيعي تحت اقدامنا، وليس قاعات وفنادق بغداد وقصور صدام .

صدق من قال: “الوطنية عقيدة والسياسة حرفة” وانتم امتهنتم السياسة دون عقيدة .

(ما هو الوطن؟ ليس سؤال تجيب عنه وتمضي، انه حياتك وقضيتك معا) محمود درويش

حسن الخفاجي
1/7/2017
[email protected]

رابط لقاء لخميس الخنجر بعد سقوط الموصل بيد داعش

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here