السيستاني.. تاج على رأس أم رأس يبحث عن تاج!

قيس النجم

(صناع النصر كثيرون، ولكن رجال الوحدة قليلون)، ست كلمات خالدة، تنطبق مفاهيمها على ما يتحقق اليوم، في أرض الموصل الحدباء، لأنه لا يوجد أعظم من أن تكون قوياً، لدرجة يتكلم عنك القاصي والداني ويقول: العراقيون لا يستطيعون النهوض بعد هذه الكبوة الطويلة، وسيحتاجون لوقت أطول ليتخلصوا من الدواعش، وأنهم بمجموعهم يحتاجون للمساعدة، وهذه اللوحة أراد الأعداء إبقاءها في أرض العراق.

العمامة السوداء فعلت فعلتها، تلك العمامة التي لبسها رسول الرحمة والإنسانية (صل الله عليه وآله)، ومن بعده السائرون على نهج نبيهم، صادقون ورعون لا يخافون في الحق لومة لائم، ومنها عمامة السيد السيستاني (دام ظله) الخالدة، حين نفضت الهموم، وحملت هماً واحداً لصنع التأريخ العراقي الجديد بكل إقتدار، والتي تناسبت ومرحلة الإرهاب القادم إلينا، مع فكره المتطرف والمنحرف، فكانت الفتوى سيدة الموقف.

المرجعية هي صاحبة القيادة دون شك، والقائد الذي وحد العراقيين، ورص صفوفهم هو سماحة السيد علي السيستاني (دامت بركاته)، وهي التي أنقذت العراق من شفا جرف هارٍ، فإنهار هذا الجرف بالدواعش، وألحقت فتوى الجهاد الكفائي هزيمة نكراء بهم، وبمَنْ أرسلهم إلينا ألا تبَّ ما صنعت أيديهم.

دروس على طريق الوحدة، والعطاء، والتسامح، تعلمناها من مرجعية النجف الأشرف، فكانت صدمة كبيرة للفاسدين والمتآمرين، حيث أرادوا النيل من العراق وتقسيم ثرواته، وما خاضه الشعب البطل من مسيرة عملاقة، كُتبت بالدماء والدموع، لهي الدليل القاطع على أننا تعلمنا اليوم الدروس، وستفيدنا في الغد القريب، وهذه المحنة ستجعل منا شعباً عظيماً، بعظمة فتواكَ يا صمام الأمان، أنتَ وحشدكَ المبارك.

العراقيون مهما اختلفت عناوينهم لكن المرجعية الرشيدة، وعلى يد شخصية متواضعة، فذة، هادئة تماماً، إستطاعت أن تؤلف قلوبهم، والوصول الى قناعات كبيرة بأن العراق يحتضن الجميع، فحسينيات كربلاء ملأها التكريتيون، والأنباريون، والموصليون، ولأنك تاج على الرأس، وليس رأس يبحث عن تاج، لهذا مثلت شخصيتكَ قمة الإخلاص والشجاعة، حيث أسست لعراق جديد واحد، دون إقصاء أو تهميش.

ختاماً: ما أروع اللوحة التي رسمها رجال الحشد المقدس، والجيش العراقي البطل، وغيارى الحشد العشائري، وكل مَنْ ساهم في تحقيق الإنتصار التأريخي وسط ميادين الوغى، فها هو جامع النوري الذي أُعلنت منه دولة الخرافة، قد صدح بندائه ولأول مرة بعد ثلاثة أعوام: (تاج تاج على الرأس سيد علي السيستاني)، وكأنه يقول: بفتواكَ إنتصرنا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here