مشكلة الشيخ الصغير مع الكرد

محمدواني
رغم الانشقاقات السياسية الجارية في صفوف الاحزاب والحركات الشيعية الحاكمة والاختلافات في وجهات النظر التي تطفو الى السطح بين حين وآخر وهي ظاهرة قائمة في صفوف الاحزاب الكردية والسنية ايضا ولكن بفارق كبير ان الانشقاق في الحالة الشيعية يتم داخل البيت الشيعي ولن يخرج منه ، والمنشق الشيعي قد يخالف حزبه في بعض توجيهاته اويتمرد على سياسة زعيمه ولكن في حدود ضيقة لاتتعدى بعض الاجتهادات السياسية العابرة ولكن الهدف الاساسي الذي جمع الكل في اطار تحالف استراتيجي “طائفي” فانه لن يمس ولن يستهدف ابدا ، مهما كانت اختلافات مقتدى الصدر مع نوري المالكي كبيرة وشاسعة ولكنهما في النهاية يجمعهما هدف واحد في ظل مؤسسة واحدة وهي هيئة التحالف الوطني ، لم نر لحد الان منشقا شيعيا خرج عن الاجماع الشيعي وراح يوالي الكرد او السنة ويعمل لمصلحتهما ضد طائفته كما يفعل البعض من هذين المكونين ..
وعندما اعلن اربع زعامات مهمين انشقاقهم عن مجلس الاعلى الاسلامي الذي يرأسه عمار الحكيم مؤخرا وهم عادل عبدالمهدي وباقر جبر صولاغ والشيخ جلاالدين الصغير والشيخ محمدتقي المولى ، اكتفوا باتهام الحكيم بتهميشهم والتفرد بالقرارات دون الرجوع اليهم ، وبهدوء وسلاسة ودون الخوض في التفاصيل عن ماهية القرارات “الفردية” التي اتخذها الحكيم ؟! ودون اشراك وسائل الاعلام في فضح بعضهم البعض والتراشق الكلامي وتبادل التهم والتشهير كما يفعل بعض الجهات السياسية الكردية ، انسحبوا وانتهى كل شيء!، وهكذا فعل قيس الخزعلي عندما انشق عن التيار الصدري وشكل حركته الميليشياوية الخاصة به ، فلم يهاجم سيده مقتدى الصدر ولم ينشر عيوبه واخطائه وهفواته في وسائل الاعلام ، بل وجهه للكرد وتوعدهم بالويل والثبور ومواجهة عسكرية حامية بعد طرد داعش من الموصل ، وكذلك فعل الشيخ جلاالدين الصغير الامين العام لميليشيا سرايا انصار العقيدة المنضوية تحت هيئة الحشد الشعبي ، وكان بحق في منتهى الادب والاحترام مع سيده عمار الحكيم وهو يتمرد عليه وينسحب من حزبه ، وبدل ان ينال من سيده وجه سهام غضبه الى الاكراد وفش غله فيهم ، وانتقد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في آخر لقاء صحفي معه بانه “السبب الرئيسي وراء مطاليب الكرد الكثيرة” ومنحهم امتيازات كبيرة من خلال”اعطائهم نسبة 17% من دون الرجوع الى الدستور.. من اجل ان يضمن الولاية الثانية” استغرب من شيخ المفترض ان يكون صادقا فيما يقوله ويصرح به لوسائل الاعلام ، يحركه ضميره واسلامه وحسه الانساني ، ولا يتحرك وفق هواه الطائفي وحقده الدفين على شعب لم ينل من الحكومات العراقية المتعاقبة غير الظلم والتعسف والمقابر الجماعية ، ماهي المطاليب الكثيرة التي حققها المالكي للكرد وهو يحسدهم عليها ؟ هل طبق المادة الدستورية الوحيدة (140) التي تنصفهم وتعيد اليهم مناطقهم التي سلبتها منهم الانظمة الشوفينية عبر عمليات التعريب والتهجير القسرية؟ واذا يقصد نسبة 17% المخصصة لهم من الموازنة العامة التي قطعها عنهم فنحن نستحق نسبة اكبر منها ربما 20% او 25 بالمئة مادام لم تقم الحكومة العراقية باجراء احصاء سكاني لحد الان! وقد قلناها مرارا وتكرارا قوموا بعملية تعداد سكاني ونحن نقبل بنتائجها ونرضى بنسبتنا وان كانت 10% ، ولكن لم تقم بها ولن تقوم ابدا بسبب خوف الاحزاب الشيعية الحاكمة من انكشاف كذبها وادعائها بان الشيعة هم الاكثرية السكانية في البلاد ولكي تبقى مقاليد السلطة بيدهم ! ..
ويستمر سماحة “الصغير” بانتقاد المالكي ويقول؛ان “تقوية الاكراد وتمايزهم عن غيرهم من ابناء الشعب العراقي فيها خروج عن الدستور” بودي اسأل الشيخ كيف ميز المالكي الكرد عن غيرهم من العراقيين؟! هل بقطع الميزانية عنهم وفرض الحصار عليهم بدون رحمة؟ وهل كان قيامه بهذا العمل دستوري ام قرار فردي جائر؟ ولماذا لم يندد سماحته يوما بهذا الاجراء القمعي غير الدستوري؟
وهذه ليست المرة الاولى التي يسيء فيها هذا الشيخ الى الشعب الكردي وقد سبق ان تهجم عليه ووصفه بـ “المارق” وتوعد بحرب ضروس يشنها عليه امامه المهدي المنتظر في اول ما يقوم من رقدته “إن أول حرب سيخوضها المهدي ستكون مع الأكراد، وانه لن يقاتل أكراد سوريا أو أكراد إيران وتركيا بل سيقاتل أكراد العراق حصراً”..
هذه هي العقلية التي يجبرنا المجتمع الدولي بالتعايش معها والقبول بها سواء رضينا ام نطحنا رؤوسنا بالجبال …حكم جائر وغير منصف بالمرة !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here