نحن العراقيين نريد التوازن والعدالة من اي حكومة تأتي الينا .

هاجر والدي الفتى الفلاح من لواء العمارة الى بغداد عام 1930 م وهو في عمر الستة عشر عاماً سكن في الكرخ / الفحامة دخل في سلك الشرطة / تزوج وكون أسرة كبيرة وانا واحد من هذه الأسرة ولدت في بغداد عمري اكثر من سبعن عاماً وما زلت اعيش في بغداد. لا املك بيتا رغم اني خدمت في الجيش أكثر من 10 سنوات وتقلبت في مهن كثيرة وعشت طفولتي في أحياء فقيرة أهملتها وحاصرتها كل الحكومات المتعاقبة منذ أربعينات القرن الماضي خلف السدة والشاكرية والوشاش والصرافية في بيوت الطين والقصب ومنذ كنت طالب ابتدائية في بغداد شاهدت اولئك الذين يعيشون في عشوائيات الطين والقصب في سكن ضيق و متهالك الى ان جاء ابو العراقيين رمز الوطنية الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم ( رحمه الله) وبنى على الفور بيوت لائقة في ذلك الوقت لهؤلاء المواطنين ثم تحسنت أحوال الفقراء ومنهم والدي رحمه الله ) الذي امتلك بيتا صغيرا في تل محمد (الألف دار )شأنه شأن مئات الألوف من هؤلاء المواطنين وقسم منهم انتقل الى مدينة الثورة ) والقسم الاخر الى مدينة الشعلة . الى ان تم إسقاطه وقتله من ذوي النزعة الطائفية وقوى الشر والارهاب .ثم أطلق عليهم (الشراكوة) ومنذ السبعينات والثمانينات فتح صدام بغداد للشراكوة السنة من أرياف الانبار وتكريت وديالى والموصل هؤلاء العراقيون الشراكوة السنة لم يسكنهم صدام في أكواخ الطين والقصب بل منحهم أكثر من نصف أراضي بغداد المجاورة لمركز المدينة أكثر من أربعين حياً سكنياً مساحة البيت تتراوح بين 400-600م وكلها محميات وثكنات متجانسة طائفيا ليس فيها اي تنوع يعزز مشاعر المواطنة والتوازن الديموغرافي .تقريبا منح بغداد كلها للشراكوة السنة أنهم مواطنون عراقيون مهاجرون مثلنا لهم الحق ان يتمتعوا بحياة كريمة ولا يلومهم احد ولكن نحن أيضاً مواطنون عراقيون ولدنا هنا وكبرنا وعملنا وساهمنا في بناء عاصمتنا لكن صدام حجزنا في جحورنا القديمة واصدر سيلا من القرارات الحكومية كلها تصب في توفير حياة كريمة للشراكوة السنة في بغداد . في زمن صدام راجعت وزير الحكم المحلي المدعو داود سلمان بتاريخ 23 / 2 / 1985لكوني مواطناً عراقياً ولدت في بغداد (منتصف الاربعينات) عندي عائلة من عشرة افراد وموظف في وزارة التجارة لا املك دار او قطعة ارض نظر الوزير الى اوراقي وقال تستحق وهمش على طلبي تخصص له قطعة ارض سكنية في بغداد (وفق الضوابط ) رقم القرار(4 / 89/في 23/ 2 / 1985) معنونة الى البلديات العامة وصلت القشلة ودخلت الى مدير البلديات وسلمته الكتاب ضحك قال انت بعد الاسرى والشهداء والمفقودين والبعثيين قلت هذا يحتاج وقتاً طويلاً قال ، امرالقائد. ذهبت الى استعلامات القصر الجمهوري مستشفى الأطفال سابقا تقدمت امام الحراس اخبرتهم عن موضوعي قال لي مسؤول الاستعلامات مزاحم التكريتي قدم طلباً وقدمت الطلب واعطاني رقم وتاريخ 3088 في 15/ 3/ 1985 اخبرني مسؤول مكتب القصر اذهب ونحن نتصل بك ذهبت الى بيتي انتظر المواعيد الكاذبة والفارغة ولم يصل شيء سوى الحصار والظلم والحرب من الطاغية ، بعد سقوط الصنم صعد معي في السيارة .شاب عمره دون الثلاثين عاماً من شارع فلسطين الى القادسية وأثناء الحوار قال لي هو يسكن في منطقة القادسية ووالده يسكن نفس شارع فلسطين متزوج من زوجة أخرى ووالدته تسكن في الانبار بيتهم القديم وقد جاء الى بغداد عام ( 1990 ) وانا ولدت في بغداد عام 1945 لا املك بيتا وشاب تكريتي جاء الى بغداد عام 1983 ) سكن في الأعظمية بالايجار بعد فترة من الزمن اصبح يملك بيتا في الأعظمية وعمارة في شارع المغرب وعمارة في سبع أبكار..هذا الخطاء والتفرقة بين المواطنيين ارتكب من قبل صدام ..

صنع صدام اكبر اختلال في التوازن السكاني انعكس على شكل انقسام طائفي وتنازع مسلح ولا تحل المشكلة إلا بتوفير حياة كريمة مماثلة لما يتمتع به إخواننا الشراكوة السنة الذين جاءوا الى بغداد في الثمانينات وانا ابن بغداد منذ الثلاثينات بلا سكن!! اين التوازن يا اخي ياشريكي في الوطن والثروة ما زالت الملايين منا حتى هذه الساعة تسكن مثل الجرذان في بيوت تشبه الجحور خاوية وقديمة ومساحتها من (100-150)م2 والأزقة مطبات ووحل واتربة وبرك من الماء القذر .. اما حاليا الحكومة محسوبة على البيت الشيعي صح لكن رؤساء الشيعة مخانيث جياع يقول امير المؤمنين . عليه السلام لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت فان الجوع فيها باقٍ ؟ اطلب الخير من بطون شبعت ثم جاعت فان الخير فيها باقٍ .

مثلا ابن طويرج عشر سنوات حكم العراق ، وزع الميزانية الى حزبه فقط من اجل انتخابة وصنع قرارات تقاعدية مجحفة بين المواطنيين واهمل البعض ولم يقدم سكناً مريحاً .وما تزال الكهرباء ( خربانة ) والبقية اسوأ من ابن اطويريج .حرامية وتم الاستيلاء على الاراض في بغداد بدون وجه حق من قبلهم لعنهم الله . نتمنى نحن العراقيين ان ياتي الينا رئيس قوي وشريف مثل عبد الكريم قاسم يحب كل العراقيين ويحترم القانون ،لا حزبي ، ولا ابن عمي ،،ان يبنى دوراً سكنية للعراقيين متساوية المساحة والحديقة وان يلغي التميز بين هذا وذاك ، ويعتبر  العراقيين كافة تحت خيمة الوطن ألواحد هو العراق بينما الاخ عضو البرلمان من الانبار المحمدي. يطالب بالتوازن السياسي على كيفك ويانه  يااخي ، مو انت مأكل الثور ورأسه ) ارحمنا نحن نريد التوازن في السكن وفي كل شيء..علي محمد الجيزاني .ناشط مدني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here