قالها حكيم: مَنْ يجيد الكتابة فليختصر!

قيس النجم

لم ولن يتمكن أحد على الأرض من إعلان موت الكتاب، فكيف بمَنْ يكتب أبجديات الإعلام الرسالي، الذي يجب على الجميع قراءته والتمعن فيه، إنها سمات الإعلام الهادف، الموضحة في الخطاب الموجز لسماحة السيد عمار الحكيم، خلال الدورة السابعة لسوق الفيلم الإسلامي، برعاية إتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، كان خطاباً جاداً وصريح، ووضع النقاط على الحروف، بالنسبة للإعلام.

حاز هذا الخطاب على إهتمام الكثيرين، وخاصة المتابعين للشأن الإعلامي والثقافي، نظراً لما إحتواه من إشارات مهمة للغاية، حول ضرورة وجود إعلام إسلامي ملتزم، متبني لثقافة الدين الإسلامي ومعتقداته، وهذا بحد ذاته يتطلب حشداً إعلامياً لإقناع الطرف الآخر، الذي يسير بالإتجاه المعاكس من سفينة الإعلام الملتزم، الذي يعتمد الحقيقة دون تزييف، أو تسويف لها.

يقول الروائي تشيخوف: (إن تجيد الكتابة، فعليك أن تجيد الإختصار) وفي خطاب السيد الحكيم المهم، إختصر مبادئ الإعلام كلها، وأوصلها بطريقة جذابة مقنعة أعجبت الحاضرين والسامعين، لأنها تصب في مصلحة الإعلام المحترم، الذي يوسع من مساحات الإلتقاء، ويقف على الحياد تجاه التقاطعات التي قد تحدث هنا، أو هناك، إنها مؤشرات مختصرة ومضيئة، وكأنها خارطة طريق واضحة ومحنكة، لمَنْ أراد قيادة الواقع الإعلامي لأية قناة، أو محطة.

الإعلام المنتج للحدث، أو الخبر، والذي يتصف بالثبات والمصداقية والمهنية، إنما تستمد مادته من الواقع المحيط بنا، لذا على الإعلام صناعة المعلومة والخبر، ولا يصبح ناقلا له (كوبي بيست)، وهذا لا يخص الحدث السياسي والأمني والعسكري، بل يجب أن يتعداه الى الشؤون الثقافية، والسياحية، والاقتصادية، والرياضية.

الإعلام الإسلامي اليوم مطالب بتوحيد الرؤى والمنهج، لأن مشروع الإسلام مشروع سماوي، وهو ختام الديانات السماوية كلها، ويتطلب من العاملين فيه، مواجهة المعسكر الآخر، الذي يحاول تشويه صورة الإسلام، وإظهاره وفقاً لمفاهيم السيف والدم، والتكفير، والتطرف، والإرهاب، وهذا بعيد كل البعد عن إسلامنا الحقيقي، فنحن بحاجة الى وقفة جادة، للجم الأبواق الداعشية النشاز التي تزمر للعنف والخراب، خاصة وأن الأحداث في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، والبحرين، قضاياها تصب بوضوح في هذا الجانب.

يتطلب منا نحن كإعلاميين، بتفويت الفرصة عليهم، من أجل أن لا تضيع إنتصاراتنا ومنجزاتنا وبالمجمل، فان كل ذلك يحتاج الى جرأة الطرح، ووحدة الخطاب، ووضوح المنهج، بشكل يدفع الجمهور للإنسجام مع المشروع، أو الخبر، أو الحدث، والأخير يحتاج الى قيادة وإدارة متمكنة قادرة على التأثير.

ختاماً: كنت بليغاً يا حكيم، في اختصارك لبيان سمات الإعلام الرسالي الهادف، وما طرحته على المسامع، إنه نصر إعلامي عراقي إستولى على القلوب والعقول، لأنك تفننت في إرسال الكلمات والعبارات، وتركت بها جميل الأثر عليهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here