من لاهاي: صرخة حادة ضد التهجير! في حفل توقيع كتاب “بلا رحمة”

مجيد إبراهيم خليل
ضمن سلسلة فعاليات الاحتفال بثورة تموز الخالدة، أقام البلاتفورم العراقي في هولندا حفل توقيع كتاب “بلا رحمة”لمؤلفته د.هناء سلمان، وبحضور واسع من أبناء الجالية العراقية، وذلك يوم السبت 1/7/2017 بلاهاي وقد قام الروائي كريم كطافة بإدارة الأمسية.
وقف الحضور الكريم دقيقة صمت إجلالا لشهداء العراق ،وبعد التعريف بسيرة الكاتبة، قدم كريم قراءة نقدية للكتاب، معتبرا إياه شهادة من نوع خاص، وهو مكتوب بطريقة السيرة الذاتية لها وللمحيطين بها وللمحطات التي اجتازتها ،وكتابة السيرة ليست عملا سهلا، وهي تعتمد على الذاكرة المعرضة للعطب ،ولأن هناء ليست كاتبة محترفة، وهذا أمر إيجابي لصالحها، تعاملت مع سيرتها بتلقائية إنسانية، ألقت ظلالا من الصدق، وتعاملت مع بؤر الألم ،بعضها وليس كلها، ورجعت إلى الطفولة، لسيرة ما قبل التهجير وبعده. إن ماحصل من تهجير إلى ايران في ثمانينات القرن الماضي هو جريمة بشعة، وهو اعتداء على حق الإنسان في الغذاء والسكن والأمن، وهناك ظلال من التعتيم على قضية التهجير.
وعن دوافع الكتابة أوضحت هناء أن ما كتبته هو وثيقة، واعتبرت التهجير اعتداء على حق المواطنة، وقد شكل لها هذا الحدث صدمة ووضعا نفسيا صعبا دفعها إلى التساؤل عن الهوية والبحث عنها، كما بقي حلم العودة إلى الوطن يراودها. إن الوطن للجميع دون تمييز لمختلف القوميات والأديان والمذاهب، لهذا ركزت على المواطنة. حملت السلطة مسؤولية التهجير ورأت أن هناك صمتا ومحاولة لتغييب الحقائق عنه، فالنظام انتهك حقوق الإنسان، وما بعد التهجير بدأت معاناة جيل الغربة، فهم يحسون بعدم الاستقرار، كما أن كثيرا ممن عادوا لم يحصلوا على حقوقهم.
وقد شهدت الأمسية نقاشا ديمقراطيا واسعا، وتفاعلا مع قضية التهجير ومضمون الكتاب،فأضاف الحضور الكريم تعقيباتهم وملاحظاتهم، ورأى الدكتور خزعل الماجدي أن الكتاب ليس سياسيا، وهو وثيقة تاريخية، حقيقية وصادقة جدا جدا، وليس كتاب سيرة أو مذكرات ، فالكاتبة هجرت ووجدت نفسها في الظلام.
وكان المشترك في التعقيبات أن قضية التهجير جرى عليها التعتيم والعالم صمت عن هذه الجريمة،وارتباطا بما حصل من تهجيرات فيما بعد، فإنه من المهم أن يتوقف مسلسل جرائم التهجير. ورغم أن الكاتبة ليست سياسية،وكتبته بعيدا عن السياسة، فإن الأنظمة هي من تقوم بالتهجير ولأسباب سياسية.
وبعد التوقيع على الكتاب، اختتم الحفل بتقديم باقات الورد للكاتبة وللأستاذ كريم من البلاتفورم العراقي، والتيار الديمقراطي العراقي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here