معركة الأمتار الأخيرة في الموصل القديمة قد تستغرق أسبوعاً آخر

بغداد / وائل نعمة

تتنافس القطعات العسكرية المتواجدة في الموصل لإعلان النصر في الساحل الايمن، الذي توشك معاركه على الانتهاء. وتسببت التصريحات المتسرعة لبعض القادة، بحسب مسؤولين، بإعلان مواعيد متضاربة لحسم المعارك.
وسجلت عملية تحرير الساحل الايمن، التي بدأت منذ 5 أشهر، نحو 5 توقيتات مختلفة لإعلان النصر، كان آخرها يوم أمس.
في غضون ذلك، تتوقع أطراف قريبة من مسرح العمليات ان تستمر معارك المدينة القديمة أسبوعا آخر.
ويقدر عدد مقاتلي داعش، المحاصرين في مساحة صغيرة في المدينة القديمة، بنحو 300 مقاتل معظمهم من جنسيات أوروبية وعرب من جنسيات أخرى أو من أصول آسيوية.
وتقول مصادر مطلعة لـ(المدى) أمس، إن العمليات العسكرية في المدينة “قضت على 26 قيادياً من التنظيم”، مؤكدة ان من تبقى من المسلحين يرتدون أحزمة ناسفة وستراً مفخخة.
وفي نهاية حزيران الماضي، قال قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي إن قواته قتلت أكثر من 600 مسلح في منطقة جامع النورى ومنارة الحدباء.
وكانت القوات المشتركة قد أعلنت، يوم الخميس الماضي، أنها استعادت جامع النوري الذي شهد الظهور العلني الاول والوحيد لزعيم تنظيم داعش.
وأقدم التنظيم في 21 حزيران الماضي، على تفجير منارة الحدباء وجامع النوري الكبير بعد اقتراب القوات المشتركة منه.

مواعيد متناقضة
وكان يتوقع أن تعلن الحكومة “بيان النصر” بمجرد وصول القطعات العسكرية الى الجامع. واعتبر رئيس الوزراء حيدر العبادي ان استعادة جامع النوري “إعلان بانتهاء دويلة الباطل الداعشية”.
ومؤخرا، أشار التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، إلى أن نهاية التنظيم أصبحت وشيكة. وقال الكولونيل راين ديلون، المتحدث باسم التحالف الدولي من بغداد، إن الإعلان الرسمي عن استعادة الموصل “ستقوم به الحكومة العراقية. لا أستطيع تحديد الموعد مكانها، إلا أنني أرى ذلك خلال أيام وليس أسابيع”.
وتُجري الحكومة العراقية، منذ عدة اسابيع، استعدادات سريّة لإعلان النصر تزامناً مع الذكرى الثالثة لسقوط الموصل. لكن شراسة المعارك في بعض الاحياء حالت دون ذلك.
ويعزو النائب أحمد الجربا، الذي يقود فصيلا مسلحاً ضمن الحشد الشعبي في الساحل الايمن، إعطاء مواعيد متفاوتة الى “تسابق قادة التشكيلات العسكرية لإعلان النصر قبل غيره”.
وتشترك وزارة الداخلية، بالاضافة الى جهاز مكافحة الارهاب، وقطعات من الجيش في العمليات العسكرية الجارية في مدينة الموصل القديمة.
وأعلنت قيادة الشرطة الاتحادية، يوم السبت، انتهاء مهمتها في المدينة القديمة بتحرير حي الشفاء والجسر الحديدي، ورفع العلم العراقي فوقهما. وبعد يوم، اجرت قوات الشرطة الاتحادية، استعراضا كبيرا لقطعاتها إيذانا بانتهاء مهامها العسكرية.
وقال الفريق رائد شاكر جودت، قائد الشرطة الاتحادية، إن قواته “حررت 190 منطقة و128 هدفاً حيوياً واستعادت السيطرة على 2604 كم2 منذ انطلاق معركة الموصل في تشرين الاول من العام الماضي”.
ويقول المصدر المطلع، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لعدم تخويله بالتصريح، ان “الشرطة الاتحادية توقفت مؤقتا لتحصين المناطق المحررة خوفاً من خروق متوقعة”.
وكان مسلحو داعش قد هاجموا مناطق محررة في جنوب الساحل الايمن ضمن قاطع مسؤولية الشرطة الاتحادية، بواسطة 10 سيارات مفخخة، و20 انتحاريا. وتسلل المسلحون مساء من البلدة القديمة عبر ممرين، الاول عبر ضفة النهر، والثاني عبر استخدام السيارات المفخخة.
قوات مكافحة الارهاب أعلنت النصر بطريقتها. إذ رفع قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي العلم العراقي على أطلال منارة الحدباء. وهتف جنوده بشعارات النصر.
ويوم الإثنين، زار رئيس أركان الجيش الفريق الركن عثمان الغانمي موقع جامع النوري، برفقة ضباط آخرين من الجيش ومكافحة الإرهاب.
وعلى الرغم من ان ما تبقى من المدينة القديمة لايتجاوز 1 كيلو متر مربع، إلا ان النائب أحمد الجربا قال لـ(المدى) امس، ان “المعركة بحاجة الى أسبوع آخر”، مشيرا الى وجود مدنيين يستخدمهم التنظيم كدروع بشرية.
وكان اول المواعيد، التي تسربت لإعلان حسم معركة الموصل، هو نهاية أيار الماضي، الذي تزامن مع بداية شهر رمضان. ثم اعقبة موعد آخر في بداية رمضان، وثالث قبل العيد.
وبدا الموعد الاخير، الموافق 4 تموز، الاكثر ترجيحاً، لاسيما وانه يتزامن مع الظهور الاول والعلني لزعيم تنظيم داعش وإعلان قيام “دولة الخلافة”.

الاقتراب من دجلة
وتشير التقديرات الى وجود 15 ألف مدني يحتجزهم التنظيم في الاحياء القريبة من ضفة نهر دجلة.
ويؤكد المصدر المحلي القريب من العمليات العسكرية ان “اقل من 250 متراً تفصل مكافحة الارهاب عن ضفة النهر، وقد يتم حسم هذه المساحة في غضون 3 أيام”.
وتضغط قوات مكافحة الارهاب على منطقة (الشهدان) القريبة من النهر، اذ يتقدم الجيش ايضاً من الجانب الشمالي الى تلك النقطة. وتجري المعارك باستخدام (الرمانات اليدوية) كأكثر سلاح فعال في قتال الازقة الضيقة. ويقول المصدر المحلي ان “نساء داعش بتن يرتدين الاحزمة الناسفة”.
من جهته يقلل النائب عن نينوى محمد نوري من اهمية توقيت انتهاء عملية التحرير، مقابل الحفاظ على ارواح المدنيين.
ويتفق النائب في تصريح لـ(المدى) امس، مع الآراء التي تقدّر حسم المعركة الاسبوع المقبل، مؤكدا ان “العملية تسير وفقا للخطة المرسومة ولاتوجد مفاجآت، ولكن هناك حذر من اصابة المدنيين”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here