عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي شميران مروكل:نسعى إلى تشكيل أوسع تحالف مدني ديمقراطي

أجرت صحيفة الزمان البغدادية، أخيراً، حواراً مع الرفيقة شميران مروكل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، بشأن الاوضاع السياسية في البلد و سعي الحزب إلى تشكيل أوسع تحالف مدني ديمقراطي عابر للطائفية خلال الانتخابات المقبلة.

وفي ما يلي نص المقابلة:

ما هي استعداداتكم للانتخابات المقبلة ؟

تتميز الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات ومجلس النواب بأهمية كبيرة لأنها تأتي في أجواء متغيرات جادة تعيشها البلاد حيث هناك خيبة أمل جماهيرية واسعة من القوى الحاكمة وميل يتسع نحو المطالبة بالدولة المدنية، إلى جانب حالة الخلاف والتشظي داخل الكتلة الواحدة للكتل المتنفذة قاد الى ظهور تنظيمات جديدة، كما ادى صدور قانون الأحزاب إلى زيادة واضحة وكبيرة في عدد الأحزاب التي قدمت طلبات الاجازة للسماح لها بالعمل. وكما في الانتخابات السابقة ، نتوجه إلى تشكيل أوسع اصطفاف تحالف مدني ديمقراطي عابر للطائفية قادر على ان يستقطب من حوله القوى والشخصيات الوطنية المدنية والديمقراطية من يساريين وليبراليين وقوميين تقدميين ومؤمنين متنورين من جميع الديانات الداعين إلى الإصلاح والتغيير والخلاص من المحاصصة الطائفية والفساد.

هل ثمة تحالفات مع القوى الوطنية لتشكيل جبهة عريضة ضد قوى الإسلام السياسي ؟

لسنا في صدد إقامة جبهات ضد قوى الإسلام السياسي، ومن الخطأ التعامل مع الأحزاب الإسلامية بوصفها (بلوك) واحد. ما أريد أن أقوله هنا أن المواطن العراقي ينتظر منا جميعا بوصفنا قوى وطنية ديمقراطية مدنية ومستقلين وإسلاميين متنورين رافضين للواقع الراهن وللسياسات التي قادت البلد الى ما نحن فيه ، ينتظر منا ان نقدم له الحلول لتخرجه من هذا النفق المظلم وان نكون جادين في المرحلة القادمة للعمل في مواجهة الفساد و نهج المحاصصة والعمل على تجاوز مرحلة اللا جدوى وخيبة الأمل التي توصل اليها العراقيون من الانتخابات السابقة، ولهذا نواصل المشاورات واللقاءات والاجتماعات مع الأحزاب والقوى والتجمعات والشخصيات الراغبة في الإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد والفاسدين بما فيها قوى ومجاميع إسلامية معتدلة لتحقيق المشروع البديل لنظام المحاصصة وكسر احتكار السلطة وفتح الطريق نحو إقامة الدولة المدنية الديمقراطية ، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، لنحقق مشروعًا مدنيًا وطنيًا ديمقراطيًا يستقطب كل قوى الاعتدال والاصلاح والتغيير في المجتمع .

بعد المؤتمر الوطني العاشر للحزب الشيوعي العراقي، كيف تجري الأمور في الحزب وهل هناك مؤشرات ودلالات على تغير في منهجيته ؟

بالتأكيد المؤشرات والدلالات بدأت منذ المؤتمر الخامس للحزب عام 1993 ونواصل تطويرها على الدوام، من خلال طرح جميع وثائق المؤتمر في الصحافة من اجل اطلاع اكبر عدد ممكن من العراقيين عليها كما انطلق الرفاق والأصدقاء والمثقفون لدراستها وإبداء الملاحظات وقد تلقينا آلاف الرسائل التي تحمل مقترحات وأفكارًا وآراء ووجهات نظر وجميعها درست واخذ ما هو مناسب منها طريقه الى برنامجنا ونظامنا الداخلي والتقرير السياسي وجميع وثائق المؤتمر الأخرى. وقد انتخب المؤتمر لجنة مركزية جديدة للحزب، ثلثها من الشباب وأربع نساء وجرى انتخاب سكرتير لها وأيضا انتخاب رفيقة للمرة الأولى في تاريخ الحزب في المكتب السياسي للحزب. وقد وجهت نداءات إلى الشيوعيين خارج التنظيم وأصدقاء الحزب والى المثقفين ليأخذوا دورهم في التنوير والى جميع القوى والأحزاب والشخصيات اليسارية والديمقراطية من اجل خلق كتلة واسعة تقدمية قادرة على إيصال البلاد إلى بر الأمان.

أعلنت قوى محددة أنها ستقاطع الانتخابات إذا لم تتغير مفوضية الانتخابات، فهل انتم ماضون في هذا الاتجاه ؟

نحن في الحزب الشيوعي العراقي نعتقد أن المقاطعة تشكل حالة سلبية تخدم القوى المهيمنة وتقود إلى استمرارها على سدة الحكم في البلاد، ونحن لسنا كذلك، لا نفكر حاليا في مقاطعة الانتخابات بل ندعو الى المشاركة الجادة والفاعلة، ليس فقط في الانتخابات وإنما في إصلاح آليات ومستلزمات الانتخابات النزيهة. وندعو الى تبني قانون انتخابي عادل ومنصف وتغيير مفوضية الانتخابات، والعدالة في توزيع المراكز الانتخابية وإلغاء التصويت الخاص وتفعيل قانون الأحزاب والرقابة الدولية، ومعالجة كل ما من شأنه أن يعوق إجراء الانتخابات في موعدها المحدد وفي أجواء نظيفة ونزيهة لا يشوبها الفساد والتزوير، نحن مع الدائرة الانتخابية الواحدة لكل العراق ومع القائمة النسبية، وهذا ينسجم مع إعلاء الشعور بالمواطنة العراقية على حساب الهويات الفرعية والمنطقية، لذلك نحن لسنا مع الدعوات الجديدة إلى تفتيت المحافظة الواحدة إلى دوائر انتخابية متعددة.

تحالفكم مع التيار الصدري هل هو استراتيجي أم مرحلي والى إي مرحلة وصل التنسيق في ما بينكم ؟

ليس لدينا تحالف سياسي مع التيار الصدري، نحن نلتقي مع التيار الصدري من خلال الحراك الجماهيري في محاولة لمعالجة الأوضاع الصعبة التي تعاني منها جماهير شعبنا وظروف المعيشة القاسية لملايين المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر والحاجة الماسة لتضافر جهود المخلصين في مواجهة المخاطر التي تهدد الشعب والوطن بسبب هيمنة المحاصصة الطائفية والفساد على كل مفاصل الحياة. وكانت هذه المشاركة على أسس واضحة من التنسيق والتعاون والاحترام المتبادل لخصوصية كل طرف. وان التنسيق بين التيار الصدري والحزب الشيوعي والتيار المدني في تطور مستمر في تنسيقيات الحراك في عدد من المحافظات إضافة إلى بغداد ونحرص على استمراره وتطويره لإكساب الحراك بعدا جماهيريا أوسع لممارسة الضغط على مؤسسات الدولة والقوى الحاكمة ومحاسبة الفاسدين وتوفير شروط التغيير لتحقيق دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية .

هناك من هو غاضب على سياسة الحزب في نزوعه الى الإسلاميين ويؤكد ان هؤلاء لا يؤتمنون ؟

لا يمكن في كل الأحوال أن تلقى الأحزاب والقوى السياسية التأييد الكامل من الجميع وعلى طول الخط. ولرفاقنا وأصدقائنا ومناصرينا رأي في كل موقف وهذا دليل صحي يبيّن حرصهم، قد يقتربون من هذا ويبتعدون قليلا عن ذاك. ولكن في الغالب هم الحلقات القريبة من الحزب ولولا حرصهم الشديد ومصداقيتهم في حبهم لحزبهم وتمسكهم به ما كانوا قد أدلوا بدلوهم في كل موقف ومنعطف، وليس من الصحيح وضع جميع الأحزاب الإسلامية أو غيرها من الأحزاب في سلة واحدة والتعامل معها على هذا الأساس. كما انه من الخطأ إغفال أن عموم جمهرة هذه الأحزاب والملتفين حولها هم من المتضررين أيضا من سياسات قادتهم، فاين هي المصلحة في اتخاذ موقف سلبي من جميع هؤلاء والابتعاد عنهم ؟. واعتقد ما تقصده من سؤالك هو موضوع التنسيق الميداني للحراك الجماهيري مع التيار الصدري وأنصاره في ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات والذي نراه ايجابيا، ولقاؤنا في ساحات التظاهر كمواطنين عراقيين سعياً الى الاصلاح ومحاربة بؤر الفساد ونطالب بالخدمات.

فيما لو نجحتم في تشكيل حكومة ائتلافية ما هو برنامجكم للإصلاح ؟

برنامجنا الانتخابي سيتناول مفاصل مهمة أساســــــــــية تمس حياة واحتياجـــــــــات المواطنين أولا، (الاقتصادي، والسياسي، والأمني، والاجتماعي والثقافي … الخ) والذي سينطلق من احتياجات المواطنين، واغلبها أشار إليها برنامجنا وتقريرنا السياسي المقران في المؤتمر العاشر. أما الحديث عن برنامج حكومي فهذا أمر سابق لأوانه، وفي كل الأحوال تعتمد الكتل والائتلافات الفائزة في الانتخابات على برامجها الانتخابية في صياغة برامجها الحكومية .

هل هناك ضمانات بعدم تزوير الانتخابات كما حدث في السابق وهل ستستعينون انتم وحلفاؤكم بمراقبين أجانب ؟

ليس هناك ضمانات بعدم التزوير، خصوصا وان كل الانتخابات السابقة شابها التزوير وبأشكال متنوعة وواسعة، وهذا باعتراف الفائزين جميعهم. مع ذلك نواصل الضغط والمطالبة والفضح أيضا من اجل توفير الضمانات لانتخابات نزيهة، ومشاركة جماهيرية فعالة وواسعة، والضغط على مجلس النواب لإصدار تشريع قانون انتخابات عادل ومنصف وتأمين عدم سرقة أصوات الناخبين وإعادة تشكيل المفوضية العليا للانتخابات بما يضمن حياديتها ومهنيتها واستقلال قرارها بعيدا عن تأثيرات المحاصصة وكذلك اعتماد آليات وتقنيات حديثة في إتمام عملية العد والفرز في أسرع وقت وإعلان النتائج من مراكز الاقتراع . وتأمين أشراف دولي فاعل على سير عملية الانتخابات ومراقبتها من قبل منظمات مختصة دولية ومحلية وأفراد .

التيار المدني واسع وكبير على مستوى القوائم لماذا لا تتأقلموا معه وتشكلون قوة انتخابية كبيرة ؟

اعتقد اننا تحدثنا في مكان ما من هذا اللقاء عن التحالف المدني الواسع القائم حاليا والذي نأمل أن يتوسع أكثر ليشمل كل القوى والأحزاب الجديدة ذات التوجه المدني والوطني. وكل توجه عقلاني مدني او ديني، وفق مشتركات حب العراق والسعي ليكون عراقًا معافى صحيًا ويأخذ من جديد مكانته في مصاف الدول المتقدمة لا ان يكون في أسفل القائمة. وتجري حاليا الكثير من اللقاءات والمشاورات والاتفاقات الأولية من خلال هذا الإطار الصحي للحالة السياسية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة “طريق الشعب” ص2
الخميس 6/ 7/ 2017

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here