الشرطة في خدمة الشعب

محمد حسين النجفي
كالعاة اتوجه يومياً من بيتنا في الكرادة الشرقية الى سوق الشورجة حيث نمارس العمل ومن بعد ذلك في الساعة الرابعة اتوجه الى كلية الأدارة والأقتصاد في الوزيرية حيث اكملت دراستي في القسم المسائي. وكنت استعمل التكسي المشترك (النفرات) من الكرادة الى الباب الشرقي، ومن الباب الشرقي عن طريق شارع الجمهورية الى الشورجة. وحدث في احد الأيام من العام الدراسي 1968/1969 ان تصادم التكسي الذي نحن به مع سيارة شيفروليت ستيشن واكن عسكرية تعود لضابط برتبة لواء. وكان واضحاً ان الخطأ كان من العريف سائق سيارة اللواء علماً ان اللواء لم يكن في السيارة. نزل العريف من سيارته مكيلاً ابشع الشتائم على ساثق التكسي مطالباً اياه بالذهاب الى مركز شرطة النهضة. وافق سائق التكسي مرغماً. بعدها توسل السائق من جميع الركاب كي نذهب معه كشهود كي يثبت حقه وينقذ نفسه. اعتذر الجميع وانحرجت جداً وقررت الذهاب معه. وصلنا الى مركز الشرطة وكان العريف قد سبقنا للحديث مع مأمور المركز، وانا والسائق في خارج الغرفة بالأنتظار. امرنا شرطي كي ندخل على المفوض. دخلنا وبادر المأمور بسؤالي بطريقة سلطوية من انت وماذا تعمل هنا. قلت انا راكب في السيارة وجئت كشاهد. ومن طلب شهادتك؟ قالها بعصبية شديدة اللهجة. قلت لا احد، تطوعت لأعتقادي ستحتاجون الى شاهد محايد. اجابني إطلع (اخرج) لا نريد شاهدتك. طبعاً كل هذا وهو يرى اني احمل معي كتب جامعية ويستطيع التدليل منها عن امور اخرى. المهم اجبته انك امام شخصين كل واحد سيروي قصته، الأ تريد ان تسمع رأي شاهد محايد؟ قال لا اريد إطلع قبل ان يخرجك ابو اسماعيل (الشرطي) بالجلاليق (بالركل بالأرجل). وقبل ان اجيبه، سحبني سائق التكسي من يدي وطلب من الخروج وقال لي: الله وياك عمي، روح لا احتاج الى شهادتك ودفعني صوب الباب كي اخرج، واستمر يؤشر لي بيديه روح روح (اذهب). خرجت من مركز الشرطة مكسور الجناح لا حول لي ولا قوة عارفاً ما سيحدث بعد ذلك لسائق التكسي المسكين، ولا ادري كم سيغرم؟ او هل سيبات في بيته ذلك المساء ام لا؟ ان سائق التكسي الذي لا ادري ان كان يملك السيارة ام يعمل بالأجرة بها تغير همه بلحظة من ان ينقذ نفسه قانونياً ومالياً الى ان يحافظ على كرامة شاب وطالب جامعي من الأهانة والأعتداء من قبل كامل القوات المسلحة العراقية. الجيش الذي هو سور للوطن ومن الشرطة التي هي في خدمة الشعب. شكراً وتحية خالصة لشهامة سائق التكسي لحسن اخلاقه ولحمايتي من الحماة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here