عندما تتوافر المهنية وألإرادة الوطنية لبناء البلد … كازاخستان إنموذج!

د . عبد علي عوض
إستوقفني أللقاء التلفزيوني على شاشة ألفضائية الروسية ( روسيا 24) مع رئيس جمهورية كازاخسـتان (نور ألدين سلطان نزار بايف)، إذ تكلّم بإيجاز عن ألإنجازات وألصعوبات ألتي واجهته في عملية بناء بلده.
نبذة عن تلك الشخصية:
– كان يشغل منصب سكرتير الحزب الشيوعي ألكازاخي خلال الحقبة السوفيتية، وبعد إنهيار ألإتحاد السوفيتي، إنُتخِبَ رئيساً لجمهورية كازاخستان.
– حاصل على شهادة دكتور علوم بألإقتصاد.
– عملَ جاهداً ضد تفكيك ألإتحاد ألسوفيتي منادياً بإحلال ألإدارة أللامركزية لجميع جمهوريات ألإتحاد ألسوفيتي ألخمسة عشر حينذاك، لكن لم يستطع تحقيق ذلك، لأنّ أذرع ألإخطبوط ألصهيوني الماسوني ومن ورائها أجهزة ألإستخبارات ألأمريكية وألغربية كانت أطول لتنفيذ المخطط المرسوم.
لقد وضّحَ الرئيس – نزار بايف – ألأولويات لبناء دولة حديثة، وكانت هي الحفاظ على البناء ألإجتماعي المتنوع المتمثل بتعدد القوميات المتعايشة: الكازاخ، ألروس، ألأوكراينيين وغيرها، بعيداً عن ألنعرات ألعرقية الشوفينية. ومن ثمّ ألتوجه إلى ألتنمية ألشاملة وفي مقدمتها ألنهوض بألإقتصاد ألوطني…ففي القطاع الزراعي، بيّنَ أنّ محصول الحنطة يُعتبَر ألإنتاج ألتقليدي لكازاخستان، ولكن ذلك لا يكفي،
مما دفعه لزيادة ألرقعة ألزراعية لتوفير مختلف ألمحاصيل ألزراعية وتحقيق ألأمن ألغذائي.
لقد تمَّ بناء عاصمة جديدة لكازاخستان (أسـتانا) بدلاً من ألعاصمة القديمة (ألماآتا)، وتحدثَ عن فكرة بناء العاصمة الجديدة، وكيف لاقت فكرته إعتراضاً من قِبل حكومته وإعتبرته ضرباً من ألخيال بسبب ألطبيعة ألمناخية القاسية لكازاخستان، إذ أنّ درجات الحرارة تنخفض إلى معدلات كبيرة تحت الصفر شتاءً، وترتفع صيفاً إلى خمسين درجة مئوية(صحراء كاراكوم).
وكان يعتقد ألجميع بأنّ تحقيق مشروع بناء ألعاصمة ألجديدة يستغرق 40 عاماً، لكن إصرار نزار بايف حوّلَ ألحلم إلى حقيقة، فقد بيّن أن ألجميع حزموا إمتعتهم وتوجهوا إلى وسط الصحراء متحدّين قساوة الشتاء لبناء ألعاصمة ألجديدة، وبوشِرَ العمل في عام 1997 وإنجِزَ ذلك الصرح الحضاري الجميل بفترة قياسية – ثلاث سنوات ونصف. وبما أنّ (أستانا) تقع في قلب ألصحراء، كان يجري العمل على إحاطة ألعاصمة ألجديدة بألغابات الصنوبرية المقاومة للتصحر لتلطيف المناخ، وتتلخص الخطة لزيادة البساط ألأخضر حول العاصمة ألجديدة بزراعة ( 100 مئة هكتار- 400 دونم) سنوياً من ألأشجار، وتلك العملية لاتزال مستمرة.
وعلى ألصعيد ألصناعي، فقد قام( نزار بايف) وبنظرته ألإقتصادية ألثاقبة بتحديث مصانع ألقطاع ألعام وتنشيط إنتاجها، ولم يطرحها للإستثمار أو بيعها برخص ألتراب، كما حصل مع مصانع ألقطاع العام في روسيا، وتجري تلك ألإجراءات بألتزامن مع فتح أبواب ألإستثمار للقطاع ألخاص… وقد أوجَدَ حالة جديدة في الميدان ألصناعي، وهي حالة ألتعشيق وألمنفعة ألمتبادلة بين ألقطاعين العام وألخاص مع تنمية ألقطاع ألتعاوني. وتتحقق تلك ألإنجازات بفضل إعتماد نظام ألتخطيط ألجزئي وألعام ألذي يضع ألأسس ألصحيحة لإقتصاد متعدد ألأوجه وألأنماط.
حينما ننظر إلى سيرة هكذا شخصية حريصة على بناء وتطوير بلدها، ونجري مقارنة مع الماسكين بإدارة العراق، الغارقين بألفساد والجريمة المنظمة وهيمنة الثقافة ألإسلاموية ألظلامية، كيف سيكون شعورنا!؟.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here