مؤتمر القيادات السنية . . لمصلحة من ؟

ادهم ابراهيم

علمنا من وكالات الانباء ان مؤتمرا لقيادات السنة سيعقد في بغداد واربيل ، يحضره بعض القادة السياسيين الحاليين والقدامى من اتحاد القوى السنية . . ويبدو انهم بانتظار موافقة التحالف الوطني الشيعي حيث ان هذا التحالف يطالب باستمرار بان تكون لدى السنة مرجعية وقيادة سنية موحدة في مقابل المرجعية الشيعية والقيادات الشيعية . ان السعي لعقد مثل هذا المؤتمر يعتبر ترسيخا للمفاهيم الطائفية السياسية التي اتسمت بها العملية السياسية منذ البداية . . وقد كنا على حق عندما طالبنا التحالف الوطني بان يكون تحالفا وطنيا لكل العراقيين وان يكون اسما على مسمى ليضم الشيعة والسنة والكورد ممن يتلاقون على برنامج عمل موحد لكل العراقيين . ونحن نركز على التحالف الوطني لكونه القائد الفعلي للعملية السياسية منذ نشوئها بعد الاحتلال الامريكي والى يومنا الحاضر . وكنا نتسائل ولازلنا ، اذا كان التحالف الوطني يمثل الاغلبية فلماذا التمترس والتحزب والتكتل .

اما اتحاد القوى السنية فقد كان اعضاءه يشكون جهارا نهارا من التهميش والاقصاء . . واذا بهم بين عشية وضحاها قد اصبحوا اكثر حرصا على التكتل الطائفي . لابل انهم يتباكون الآن على العملية السياسية التي كانوا ينتقدونها ويعتبرونها اساس التهميش والاقصاء . وبدلا من ان يقدموا مشروعا وطنيا شاملا ، اخذوا يتكتلون يوما بعد يوم ، وتزداد عندهم النزعة الطائفية الضيقة . . وقد كنا نعتقد بانهم سقطوا في فخ التخندقات الطائفية ، ولكن الحقيقة انهم منتفعين من هذه التخندقات . وانهم على اختلاف مصادر تمويلهم من دول الجوار ، فانهم مختلفون حول حصصهم من الوزارات . فاخذوا يبيعون ويشترون المناصب الحكومية من وزارات ومحافظين ومدراء عامين ، وربما فراشين ايضا .

ان تحالف القوى السنية عبارة عن تجمعات مناطقية وعلاقات شخصية بما فيها الحزب الاسلامي . وعلى هذا الاساس فان المجتمع الشعبي السني لايعترف بمثل هؤلاء القادة الذين فرضوا عليه فرضا

ان فشل العملية السياسية في العراق وفشل الاحزاب المحسوبة على الشيعة في انصاف من يدعون تمثيلهم وخصوصا في المناطق الجنوبية قد ادى الى معاناة لانظير لها من الفقر والجهل والحرمان من ابسط الحقوق الانسانية . وقد اصبحوا مهمشين بحق ، مثلهم مثل ابناء الشعب السنة في اهلمناطق الغربية والشمالية ، الذين هدمت بيوتهم وشردوا من مدنهم ظلما وعدوانا . . وبذلك يستوي ابن الشعب الشيعي مع ابن الشعب السني في المظلومية والتهميش والاقصاء . ولا نستثني ابن الشعب الكوردي والتركماني والاشوري وغيرهم من ابناء الشعب المحرومين

ان المظلومية قد شملت كل اطياف الشعب العراقي وتساوت كل الطوائف والقوميات والمكونات في الفقر والحرمان والتهجير . . فلماذا هذا التكتل الشيعي والتكتل السني والكوردي . . اما آن الاوان للانفتاح على الشعب كل الشعب ، بدلا من هذه التحالفات المشبوهة بشبهة الفساد والمحسوبية

ان قادة التحالفات الشيعية والسنية والكوردية الجالسين في المنطقة الخضراء لا زالوا يطمعون في الحصول على مقاعد في برلمان جديد وحكومة جديدة لاعادة انتاج نفس العملية السياسية الفاسدة والجائرة بحق الشعب . وليستولوا من جديد على ماتبقى من ميزانية الشعب المنهوبة اصلا . فهذا يدعو الى حكومة اغلبية ليتبوء مقعده في توزيع الكعكة على من يشاء كما كان يفعل سابقا ويقسم العراق على وفق اهوائه وافكاره المتخلفة . . وذاك ينفخ في التحالف الوطني عسى ان يعيد اليه الحياة وهو في الرمق الاخير . وثالث جالس في اقليم كردستان يهدد بالانفصال . واخيرا وليس اخرا اتحاد القوى السنية الذي لم يشبع لحد الان من ابتزاز الحكومة بأسم احقيته بالمحاصصة. ، وكذلك نهب اموال النازحين من النساء والاطفال. . ويتنازعون من الان على اموال اعادة بناء المناطق المحررة . . والاكثر من هذا يسعون الى شرعنة السرقة ونهب المال العام والخاص من خلال مؤتمرهم الجديد ليشكلوا قيادة جديدة للنهب والسلب وشراء وبيع المناصب. . وهناك اطراف في التحالف الوطني تعمل على اسقاط التهم الموجهة الى بعضهم امام القضاء لتسهيل عقد المؤتمر في بغداد

اننا اذ نشجب مثل هذه المؤتمرات الطائفية فأننا لا زلنا نوجه اللوم الى التحالف الوطني لكونه القائد الفعلي للعملية السياسية وندعوه للانفتاح على الشعب ،. كل الشعب ،. وان يقلب الطاولة ليؤسس تحالفا وطنيا حقيقيا . ويكف عن مطالبة المكونات الاخرى بعقد مؤتمرات جديدة برعايته وتحت مسمى المصالحة الوهمية

ونطالب الجميع بأن يكفوا عن التحالفات والمؤتمرات الطائفية والعنصرية لانها تمثل غدد سرطانية في جسد العراق . وان الشعب قد عانى بما فيه الكفاية من الالام والحروب وضياع الحقوق والاوطان نتيجة هذه التحالفات. . وان يكفوا عن دعوات المصالحة لان المصالحة الوطنية الحقيقية يجب ان تتم بين القابعين في المنطقة الخضراء وبين الشعب بكل مكوناته . وبعكسه فأن الشعب سوف لن يسكت لمدة اطول وانه ربما سيحول المنطقة الخضراء الى ركام من الحجارة والدم لتكون عبرة لكل من لم يحترم شعبه ووطنه

ادهم ابراهيم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here