البحث عن فندق ( قمة الجبل ) ..!

للوهلة الاولى يأخذك الاسم(حالماً) الى ربوع كردستان، قبل أن تصدمك هيئة النزاهة بعدم وجود هذا الفندق في العراق، وتعيدك الى الواقع الذي تعيث به المافيات فساداً واجراماً في العاصمة وكل مدن العراق .
اسم فندق ( قمة الجبل ) جاء في محضر الضبط الاصولي الذي نظمه فريق المفتشين في مديرية تحقيق هيئة النزاهة بمحافظة البصرة، بعد عملية تدقيق سجلات الايفادات الخاصة بمنتسبي الشركة العامة لانتاج الطاقة الكهربائية في المحافظة، وعثورهم على عدد( 103) وصولات مزورة بمبالغ طائلة، منها وصل صادر من الفندق بسعر المبيت لليلة الواحدة (75000) دينار عراقي، وتبين عدم وجود فندق بهذا الاسم أصلاً ..!.
ايفادات المسؤولين الكبار وشرائح الموظفين من باقي الدرجات تمثل واحدة من اكبر قنوات الفساد المالي والاداري الضاربة في المؤسسات العراقية، من الرئاسات وصولاً الى ادنى المستويات.
ان القراءة المفصلة لجداول الايفادات على المواقع الالكترونية لهذه المؤسسات تكشف عن الكثير من العبث واللامسؤلية في اختيار الموفدين واغراض الايفادات والمواقع والدول الموفدين لها، والنتائج المتحققة منها .
لقد تحولت الايفادات الخارجية الى جولات سياحية وتجارية، وخاصة كبار المسؤولين، ونتائجها طوال السنوات الماضية تؤكد ذلك، فقد تدهور اداء الوزارات والمؤسسات العراقية باستمرار منذ سقوط النظام السابق، ولم تنفعها الايفادات العبثية للداخل والخارج، لان اساس الخراب هو نقص الكفاءات وترهل الجهاز الاداري ومحاصصة الفساد الذي انتج الفوضى العامة، الفضاء المثالي للارهاب .
الوصولات المزورة لفندق ( قمة الجبل) الوهمي لاتمثل جديداً للعراقيين، مثلما لايمثل جديداً لهم بيان هيئة النزاهة حول كشفها، لان تزوير الوصولات يكاد يكون اسلوباً (رسمياً) في جميع المؤسسات العراقية، وقد تكون مخالفته من قبل بعض الشرفاء من الموظفين سبباً لفقدانهم وظائفهم ..!.
ان الجديد الذي طال انتظار العراقيين له من هيئة النزاهة هو( الاعلان عن الرؤوس الكبيرة لمافيات الفساد في العراق بالوثائق وبالصوت والصورة، في جميع الملفات المركونة منذ سنوات بسبب التوافقات السياسية ، بغض النظر عن مواقعهم في سلطة القرار)، ومن دونه يكون بيان الهيئة حول فندق ( قمة الجبل)، هو اضافة (ورقة) الى اكداس من بياناتها السابقة حول الفساد، من دون التعرض الى قياداته المحمية بمظلة المحاصصة الطائفية .
علي فهد ياسين
رابط بيان الهيئة
http://www.akhbaar.org/home/2017/7/230481.html

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here