النصر نصرك ياسيد علي

ساهر عريبي
[email protected]

فلولا مداد قلمك الزاكي الذي خطّ تلك الفتوى التاريخية بأحرف من نور لما ارتسمت الفرحة على شفاه ملايين العراقيين , ولولا تلك الكلمات الخالدة التي خطتها أناملك الطاهرة, لأعاد أحفاد وأتباع ابن عبدالوهاب الكرّة وأحالوا تلك القباب الذهبية التي تناطح عنان السماء الى ركام, ولولاك ياسيد علي لما عرف العراقيون حقيقة هؤلاء الساسة الذين خانوا الامانة وفشلوا طوال سنوات حكمهم الثمانية في إعداد قوات عسكرية تصد حفنة من الأوباش الذين وصلوا الى مشارف بغداد خلال ثلاثة أيام, بالرغم من تصرفهم بمئات المليارت من الدولارات التي أهدروها على ملذاتهم وتعطشهم للسلطه وفجور أبناءهم وأصهارهم.

النصر نصرك ياسيد علي وكيف لا وقد أحبطت ببضع كلمات مخطّطا تآمريا جرت حياكته خارج الحدود من قبل دول لديها من المال والسلاح ما تنوء بمفاتحه العصبة أولي القوة, لكنك رددت كيدهم الى نحورهم وتركتهم يجرون أذيال الخيبة والخسران ويتجرعون السم الزعاف بعد ان راهنوا مع أسيادهم على إعادة العراق الى القرون الوسطى. فتلك الفتوى العظيمة أثبتت بأنها أمضى سلاحا من قوات ستين دولة شكلت ما يعرف بالتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة امريكا التي أعلن مخططوها العسكريون بان هزيمة داعش ستستغرق عشر سنين عجاف! لكن طويت الزمن لثلاث سنوات!

ولولا فتواك ياسيدي لما عادت القوات العراقية ووقفت على قدميها من جديد بعد أن أزحت بإرادتك الصلبة رمز الهزيمة والعار الذي لحق بالعراقيين, الذي وضع على رأسها قادة جبناء ولّوا الدبر عند اول مواجهة فيما تبخر جنوده الفضائيون وذابوا بين أكداس الأموال التي يتقاضاه قادتهم وهم جالسون في بيوتهم. ولولا وقفتكم التاريخية تلك لمّا لبّى عراقي واحد نداء أي سياسي كانت ترتعد فرائصه داخل المنطقة الخضراء, ولما تطوع لخوض معركة تطهير العراق من قوى الظلام, وهل تستجيب الجماهير الا لتقي ورع زاهد في الدنيا وحكيم غيرك؟ وهل كان سيولد حشد شعبي مضحي لولا فتواك التي أضفت الشرعية حتى على اولئك الذين سمح لهم بطل صولة الفرسان بحمل السلاح بالرغم من إدعائه محاربة الخارجين على القانون؟ فحولت فتواك مسار بنادقهم نحو العدو بدلا من توجيهها نحو الأخوة من أصحاب المصير المشترك فوأدت الفتنة في مهدها. إن عراق ما بعد الفتوى هو غير عراق ما قبلها, فالعراق اليوم بدأ يستعيد عافيته وعاد تدريجيا لممارسة دوره الطبيعي في المنطقة , حتى عادت دول المنطقة تحسب له حسابا مغايرا لحسابها في مرحلة ماقبل فتواك.

وبعد كل ذلك هل يجرؤ دعيّ على القول بان النصر نصره وبانه أسّس الحشد وبأنه وضع أسس النصر؟ كلا وألف كلا فهذا النصر المعفّر بالدماء الطاهرة لآلاف الشهداء العراقيين, ماكان للعراقيين أن تتكحل أعينهم برؤيته بل وحتى بالحلم به لولاك أنت, ولولا الإدارة الحكيمة لقائد القوات المسلحة الدكتور حيدر العبادي للمعركة, ولولا شجاعة وإبداع القادة العسكريين العراقيين الذين أبلوا بلاءا حسنا, فبك وبهم كان النصر عراقيا بإمتياز, وإن لك اليوم دين في رقبة العراقيين لن يستطيعوا الوفاء به الى يوم الدين!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here