محللون: خسارة داعش للموصل لا تعني القضاء عليه بالكامل


بعد إعلان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، أمس الأحد، تحقيق “النصر الكبير” على تنظيم داعش، وإخراجه من آخر معاقله في الجانب الأيمن لمدينة الموصل، يرى محللون أن هذا الانهيار يمثل ضربة قاسية جداً، لهذا التنظيم لكنه لا يعني بالضرورة نهايته.

وبحسب تقرير لوكالة “فرانس برس” فقد كانت الموصل تعتبر إحدى “عاصمتي الخلافة” إلى جانب مدينة الرقة السورية، التي أطلق منها زعيم داعش “أبو بكر البغدادي “الخلافة” من جامع النوري، حيث كانت المركز الرئيسي لإدارة شؤون المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم، وقد دافع عنها مسلحو التنظيم بشراسة نحو تسعة أشهر في حرب شوارع ضارية بمواجهة عشرات آلاف الجنود من القوات العراقية، الذين يقاتلون بمساندة طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وأفاد المحلل والكولونيل المتقاعد من القوات الخاصة الأميركية، ديفيد ويتي، أن سقوط الموصل يعتبر “ضربة قوية جداً” للتنظيم، لأنها جاءت بعد ضربات سابقة متلاحقة أفقدت التنظيم السيطرة على مناطق واسعة من العراق وسوريا، حيث كانت مساحة مناطق سيطرة التنظيم توازي مساحة بلاد مثل كوريا الجنوبية، ويعيش فيها نحو عشرة ملايين نسمة، تقلصت هذه المساحة إلى النصف، كما فقد تنظيم داعش آلاف المقاتلين بينهم الكثير من المقاتلين الأجانب.

مخاطر عدم الاستقرار

وأشار التقرير إلى أن استعادة الموصل إذا كانت ضربة ستضعف التنظيم بالتأكيد فمن السابق لأوانه الكلام عن نصر “نهائي”، حيث قال محلل الشؤون العراقية في معهد دراسات الحرب، باتريك مارتن، إنه “لا يجب أن نعتبر استعادة الموصل المسمار الأخير في نعش تنظيم داعش”، مشيرا إلى أن التنظيم لا يزال يسيطر على مناطق مهمة، خصوصا في سوريا، كما ان التنظيم لم يعد يسيطر سوى على حوالي 7% من الأراضي العراقية التي كانت في قبضته في أوج توسعه صيف 2015.

وشدد مارتن على أنه “في حال لم تتخذ القوات الأمنية العراقية إجراءات لحماية الإنجازات التي حققتها، فإن التنظيم يمكن أن يعود إلى الظهور في مناطق جديدة”، وأمام هذه التحولات بدأ التنظيم بتغيير استراتيجيته مركزاً على تكتيك حرب العصابات والتفجيرات.

وأوضح أنه يعتقد بأن يقوم التنظيم بنشاطات “إرهابية” على المدى القصير في العراق، بدلا من السعي للسيطرة مجددا على مناطق أخرى، في إشارة لهجمات عنيفة سابقة كان تنظيم داعش يقوم بها رداً على الهزائم التي يتعرض لها، وأبرزها التفجير الأكثر دموية، الذي وقع في شهر تموز 2016 في بغداد، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 320 شخصاً، والذي جاء بعد خسارة التنظيم لمدينة الفلوجة التي كانت أحد أهم معاقله.

إضافة إلى هجوم آخر استهدف في تشرين الأول الماضي، مدينة كركوك حيث قتل 36 شخصا وأصيب 133 آخرين أغلبهم من عناصر الأمن، حيث وقع هذا الهجوم بعد خمسة أيام من انطلاق عملية استعادة الموصل، وهنا يرى المحلل، ديفيد ويتي، أنه “من المرجح أن يعاني العراق حالة من انعدام الأمن لعدة سنوات رغم الهزائم التي يتكبدها تنظيم داعش”، لافتا إلى أنه “حتى لو فقد الجهاديون سيطرتهم على مناطق في العراق وسوريا، فأنهم لا يزالون يمثلون تهديداً لمناطق مختلفة في العالم”.

وختم التقرير بأنه وبعد ثلاث سنوات من سيطرة تنظيم داعش على مناطق واسعة، عاد الآلاف من عناصره إلى بلدانهم بعد أن شاركوا في معارك خاضها التنظيم في سوريا والعراق، ومع انتشار الأيديولوجية “الجهادية” عبر الإنترنت ظهرت خلايا لا علاقة تنظيمية لها بالتنظيم، لكنها “تُبايعه”، وتعمد إلى شنّ هجمات “إرهابية” في مناطق عدة من العالم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here