الجامعات العراقية وكليات الإعلام

ابتسام ابراهيم
كثيرة هي المتغيرات التي طرأت على الواقع الإعلامي في العراق بعد عام 2003 حيث كان قبل هذا التأريخ حكرا على فئة معينة ( إلا ما رحم ربي )أصبح اليوم مهنة متاحة للجميع أو كما يقال (مهنة لمن لا مهنة له)بالإضافة إلى بعض ايجابيات المهنة , كحرية التعبير عن الأفكار والمعتقدات وكثرة القنوات الفضائية وكذلك انتشار الصحف والمجلات المطبوعة والالكترونية وسهولة الحصول على المعلومة, ناهيك عن سلبياتها التي عصفت بجميع مفاصل حياتنا دون رادع.
العمل في مجال الإعلام اختلط بكم هائل من اللغو والمغالطات التي كان لها الأثر السلبي على هذه الصناعة ولسنا هنا بصدد الحديث عنها فهي غير خافية على الأعمى والبصير لكن كلامنا سيكون عن تهيئة الكوادر الإعلامية عبر الدراسة الاكاديمية .
الكثير من الجامعات العراقية أولت كلية الإعلام اهتماما بالغا وأهمية خاصة وذلك بافتتاح أقسام جديدة واستوديوهات او صحف الكترونية تابعة للكلية نفسها كذلك تهيئة الكوادر التدريسية المتخصصة إسهاما منها برفع المستوى التعليمي للطالب ألإعلامي فبعض هذه الكوادر يساهم بشكل كبير في بلورة المواهب والإمكانيات الفكرية والجسدية للطالب الذي من المتوقع أن يكون إعلاميا ناجحا وعنصرا فاعلا في المجتمع ولتطوير هذه الإمكانات ينتهج الكادر التدريسي المؤهل كل السبل للخروج بنتائج اقل ما يقال عنها ممتازة .
أو بالعكس فبعض الكوادر التدريسية لا تتمتع بتلك الامكانيات التي قد تسيء من غير قصد إلى العملية التربوية بإعطاء معلومات غير مهمة أو خاطئة تعود بالضرر الكبير على الطلبة الذين يتأملون أن ينجح مشروع إعدادهم كإعلاميين , مما يضطرهم للبحث عن بدائل كدورات تدريبية او حتى متابعة المعلومات المتوفرة في محرك البحث ,طبعا ان كان هذا الاعلامي يسعى لتطوير نفسه.
المشكلة لا تتوقف عند هذا الحد بل الأمر هو اكبر من ذلك بكثير وملاحظة التراجع في المستوى الثقافي لبعض خريجي كليات الإعلام خير دليل على ذلك والسبب يعود إلى تفشي ظاهرة الغش في الجامعات بصورة عامة وبمختلف الاختصاصات و الأخطر من ذلك هو التغاضي عن هذه الظاهرة – احياناً – لأسباب تكاد تكون غير مقنعة مما شجع الكثير ممن لا يحبذون التعلم إلى اختصار طريق النجاح ويسهل عليهم الأمر إذا علمنا إن بعض التدريسيين للأسف يقدسون درجة الورقة الامتحانية وكأنها هي المعيار الوحيد لكفاءة أو فشل الطالب حتى حسبناهم يختبرون ذاكرة الطالب وليس ذكاءه !
بعض الطلاب يجدون لذة في التعلم وإحراز النجاح يكونون احيانا عرضة لظروف الحياة القاسية خصوصا إثناء الامتحانات مما يمنعهم من الإجابة بشكلٍ وافٍ ليجدوا أنفسهم في حيرة ازاء الدرجات العجيبة التي ينالها اقرانهم ممن لم يتعب ويشقى وكفاه البرشام ضرر الامتحان ولو كان على حساب من يسهرون الليالي ليحصدوا ثمرة نجاحهم ولو بعد حين .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here