الذكر الطيب للشهيد الشيخ يوسف الراشد، صاحب دعوة القتال ضد داعش في العراق

محمد رضا عباس
لقد اندحر تنظيم داعش و اندحرت معه مشاريعه التدميرية في الموصل الحدباء , ولكن اندحاره هذا لم يكن لو لا وقوف المرجعيات الدينية السنية والشيعية ضد هذا المولود المسخ الذي شوه الإسلام و شريعته السمحاء وحالة مخزية لا تتماشى روح الإنسانية والتحضر. قبل أيام استذكر العراقيون الشرفاء ذكرى انطلاق فتوى الجهاد الكفائي لأية الله العظمى السيد على السيستاني , والتي كملتها دعوة جماعة علماء العراق بشخص العلامة الشيخ خالد الملا بفتواه الشهيرة والتي تدعو العراقيون الى حمل السلاح ضد داعش والمرتزقة الماجورين. ان دعوة الشيخ الصالح ,خالد الملا , جاءت في ظروف استثنائية مرت على المكون السني الكريم , بعد ان بدأت شلة من العملاء والماجورين والطائفين والحاقدين على العراق التحدث باسمه و من يدعون انفسهم رجال دين أمثال عبد الملك السعدي , و رافع الرافعي والقرضاوي وهيئة علماء المسلمين بشخصها المتوفي حارث الضاري .لقد كانت فتوى او دعوة الشيخ خالد الملا الى حمل السلاح ضد داعش بعد ان احتل هذا التنظيم أجزاء مهمة من ارض الرافدين , دعوة جريئة وشجاعة وتستحق كل التقدير والاحترام لأنها جاءت في الوقت الذي اعتبرت هيئة علماء المسلمين دخول داعش الموصل ” ثورة شعبية” ,و اعتبره الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ” ثورة عارمة لأهل السنة”, واعتبر رافع الرفاعي ” ان ما جرى في الموصل و تكريت وغيرها من المناطق هو ثورة العشائر السنية”, و اعتبار عبد الملك السعدي ان ما يجري في العراق هو “ثورة للمظلومين”, بينما اعتبر المصري يوسف القرضاوي ” ان ما يحدث من انهيار شامل لقوى العسكر والامن والشرطة في العراق لم يأت من فراغ ولا يمكن ان يفسر الا على انه جاء بسبب ثورة شعبية”, و رأى بان فتوى الجهاد الكفائي للأمام السيستاني سوف ” تؤدي لحرب طائفية”. في وسط هذه الأجواء الملبدة بغيوم الطائفية والحقد الأسود على كل ما هو عراقي و التي غاب عنها العقل والخوف من غضب الله , هيبة دين الله العزيز، حفظ دماء الأبرياء , حب وحدة العراق , حفظ الاخوة بين المسلمين , جاءت دعوة جماعة علماء العراق لحمل السلاح ضد داعش, او كما يحب أعداء العراق تسميتهم “ثوار “. وهكذا , أصبح أعضاء هذه الجماعة هدفا ومشروعا للقتل يتقربون بهم أعداء العراق الموحد الى شياطينهم من الانس والجن واعداء الإنسانية , وكان لهم ذلك.
ففي يوم الخميس الثاني من كانون الثاني من عام 2015 مساءا , قام مجهولون بفتح النار على سيارة كانت تقل خمسة من أئمة المساجد عند ساحة سعد , في مدينة البصرة , عقب انتهائهم من اجتماع في مديرية الوقف السني في البصرة. المصدر الأمني ذكر ان الهجوم المسلح نتج عنه استشهاد الشيخ يوسف الراشد امام و خطيب جامع الصحابي الزبير والشيخ حسن علي امام جامع المزروع والشيخ إبراهيم الخبير والشيخ احمد موسى , بينما كان الشيخ مصطفى امام جامع الذكير يرقد في المستشفى في حالة حرجة , ليعلن عن وفاته فيما بعد.
الشيخ يوسف الراشد والذي ظهر من على شاشة العراقية الفضائية وهو يحث العراقيين على حمل السلاح ومواجهة تنظيم داعش الإرهابي قد دفع فاتورة الولاء لدينه ومذهبه ووطنه بروحه الطاهرة , وبذلك استحق الالتحاق مع الشهداء والصديقين عند مليك مقتدر . ان دماء الشيخ ورفاقه ودماء قواتنا المسلحة بكل اسماءها هي التي عبدت طريق الخلاص من الوحش المسخ داعش . ان دماء الشهداء هي التي صنعت النصر الكبير على داعش , فهنيا لشهدائنا الابرار و الشفاء العاجل لجرحنا . التحية والتقدير والاحترام لأمهات واخوات وزوجات الشهداء واطفالهم , لان بدماء الشهداء والجرحى حافظنا على الوحدة العراقية , بدمائهم انقذنا مدنا كانت ستكون تحت عبث تنظيم داعش , وبدماء المحاربين ومن وقف معهم حافظنا على شرف العراقيات وعلى مستقبل أولادنا , وبلدنا العراق والمنطقة العربية.
العراق سيكون اجمل و ابهى بدون تنظيم داعش . دماء الشهداء والجرحى سوف لن تذهب سدى. ثمن الحرية باهض , ولكن ثمار هذه التضحيات سوف تبقى ما بقى العراق , لان دماء الضحايا هي التي تقوي عود الديمقراطية والحرية والاستقلال والتقدم الاقتصادي. هؤلاء المجاهدون والذين سقطوا بين شهيد وجريح ستبقى أسماءهم نجوم وشموس تضيئ سماء وطننا العزيز , و حراسا يقظين لحماية وطننا العراق من كل الغادرين والطائفيين والعملاء والانفصاليين. عاش العراق والمجد والخلود لشهداء العراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here