أسباب قسوة القلوب في غيبة الإمام المهدي عليه السلام

فريد الفاضلي
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
أحببت أن أتطرق إلى موضوع مهم جدا وهو قسوة القلب بسبب طول غيبة الإمام المهدي عج ومن كلام الشهيد السعيد السيد محمد الصدر قدس سرة
جاء في موسوعة الإمام المهدي / تاريخ الغيبة الصغرى للسيد الشهيد في القسم الثاني من الكتاب في الحقل السابع ( إعلانه انتهاء السفارة وبدأ الغيبة الكبرى ) حول قسوةالقلوب :-
قسوة القلوب : والمراد به ( والكلام للسيد الشهيد ) : ضعف الدافع الإيماني والشعور بالمسؤولية والمشارفة على الانحراف بل سقوط أغلب أفراد المجتمع المسلم به وذلك لأن الفرد يواجه امتحانا إلهيا صعبا خلال الغيبة الكبرى من جهات ثلاث عليه أن يخرج منه ناجحا ظافرا والخروج منه بنجاح يحتاج إلى عمق في الإيمان والإخلاص والإرادة لا يتوفر إلا في القليل من الأفراد :
الجهة الأولى : موقف الفرد تجاه شهوات نفسه ونوازعه الغريزية التي تتطلب الإشباع بأي شكل وحال . وكما قالوا إن الغرائز لا عقل لها . فعلى الفرد أن يلاحظ ذلك فيكفكف من غلواء شهواته ويزغها بعقله وإيمانه عن الحرام إلى الحلال .
الجهة الثانية : موقف الفرد تجاه الضغط الخارجي الذي يعيشه وما يتطلبه من تضحيات في سبيل دينه وإيمانه ، ضد الفقر والمرض والسلاح والحرج الاجتماعي ونحو ذلك من المصاعب التي تصادف الفرد في طريقه الإيماني الطويل .
فإن كان الفرد شاعرا بالمسؤولية قوي الإرادة استطاع تذليل هذه الصعوبة والتضحية في سبيل الإيمان . وأما إذا لم يكن قوي الإرادة وكان غير شاعرا بالمسؤولية فإنه سوف يعطي الدنية من نفسه بقليل أو بكثير ويتعرض للانحراف في كثير من مناطق طريقه الطويل .
الجهة الثالثة : موقف الفرد تجاه الاعتقاد بجود إمامه الغائب وقائده المحتجب فإنه بعد أن عرفه بالدليل القطعي لا ينبغي أن تثبطه الشكوك ولا أن تزعزعه الأوهام ولا أن يؤثر في زحزحة اعتقاده طول الأمد
فإذا كان الفرد ناجحا من سائرا الجهات كان من الأقلين عدداً المرتفعين شأناً الواعين لدينهم وسوف لن يبتلى بقسوة القلب ) انتهى كلام السيد الشهيد قدس
إذا علينا أن نتعامل بالشكل الصحيح مع الجهات الثلاث لكي لا نُبتلى بقسوة القلوبواتضح لكم أن محور النجاح هو قوة الإرادة والشعور بالمسؤولية
وأسأل الله سبحانه أن يوفقكم وإياي للنجاح وأن لا نُبتلى بقسوة القلوب
والحمد لله ربّ العالمين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here