داعش استغلّ تحرير الموصل واحتلّ قرية جنوب القيّارة منذ أسبوع


بغداد / وائل نعمة

خلال ساعات فقط، هجر مئات الاهالي قريتهم الواقعة جنوب قضاء القيارة، إثر هجوم مباغت شنه داعش في وقت متأخر من الاسبوع الماضي، فيما كان الجميع منشغلاً بمتابعة أخبار تحرير الموصل.
واضطر قائد الدبابة الوحيدة، المواجهة للجزء المحتل من الشرقاط، ان يترك موقعه، فيما أعطب التنظيم الدبابة بعد ذلك، وانتشر في القرية التي باتت في وقت قصير تحت سيطرته بالكامل. وحتى اللحظة تعجز القوات العراقية عن إعادة السيطرة على قرية إمام غربي، التي تحررت قبل عام، بسبب تحصن المسلحين بالاهالي. وتشير مصادر الى ان “داعش” نفّذ إعدامات ميدانية وخطف العشرات من الاهالي ونقلهم الى الحويجة.

ويُعدّ الهجوم الاخير، هو الاول من نوعه منذ انطلاق عملية تحرير الموصل، في تشرين الاول الماضي، حيث لم يسبق ان تمكن التنظيم من السيطرة على منطقة لعدة ايام. وأعلن قائد عمليات صلاح الدين الفريق الركن جمعة عناد، يوم الثلاثاء الماضي، بدء صولة الثأر لشهداء الإعلام وتحرير قرية إمام غربي، جنوب ناحية القيارة، غرب مدينة الموصل.
وقتل صحفيان اثنان وأصيب ثالث بنيران تنظيم “داعش”، اثناء مرافقتهما قائد العمليات لتغطية أحداث الهجوم بعد يوم واحد من ظهور المسلحين في القرية. وقال عناد، في بيان صحفي، إنه بالتنسيق مع قيادات عمليات نينوى، ومشاركة مديرية شرطة صلاح الدين، شرعت قواتنا في عملية صولة الثأر لاستعادة قرية إمام غربي، جنوب القيارة من سيطرة داعش. ولفت إلى أنه سيتم تحرير القرية في القريب العاجل وأخذ الثأر لشهيدي الإعلام اللذين نالا شرف الشهادة في هذه القرية.
واستغل “داعش”، بحسب مصادر محلية، صعود الحشود العشائرية والشرطة الى شمال القرية للمشاركة بتحرير الموصل. وترك في القرية، مجموعة من المقاتلين المحليين الذين يئسوا من إلحقاهم بالحشد الشعبي، حيث يمسكون الارض منذ أشهر بدون رواتب او أوامر تعيين رسمية.
ويقول المصدر المحلي، الذي تحدث لـ(المدى)، و طلب عدم نشر اسمه لحساسية المعلومات، ان “عجلات الهمرالتي تدخل القرية تخرج معطوبة. هناك مقاومة شديدة في داخل القرية”.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي النصر على التنظيم في الموصل، يوم الإثنين الماضي، فيما يمثل أكبر هزيمة لـ”داعش” منذ إعلان قيام دولة الخرافة قبل ثلاث سنوات. واستخدم التنظيم نهر دجلة للعبور، في ليلة الاربعاء على الخميس الماضي، من ساحل الشرقاط الايسر الذي مازال تحت سيطرة التنظيم الى قرية إمام غربي.

التهريب يتحوّل إلى كابوس
ويؤكد المصدر ذاته ان “داعش دخل القرية بصحبة بعض السكان المعروفين بتهريب المواد والاغذية الى الجزء المحتل من الشرقاط”.
وكانت القوات المشتركة قد حررت نصف الشرقاط في حزيران 2016، أثناء مسيرها لتحرير القيارة، فيما تركت الجزء الاخطر بيد التنظيم الذي يرتبط مع الحويجة.
ويضيف المصدر “كانت هناك عمليات تهريب بين الشرقاط والقرية، والسكان اعتقدوا ان الداخلين اصدقاء المهربين وليسوا غرباء”.
وكان عدد المسلحين اثناء الهجوم لا يتجاوز الـ20 شخصا، قبل ان يرتفع بعد ذلك بساعات، وبعد ان اقتادوا المهربين كرهائن ووسيلة للدخول الى قرية إمام غربي.
وشهدت القيارة والقرى المحيطة بها، معارك عديدة بين المقاتلين المحليين وتنظيم “داعش”، وذلك قبل عدة اشهر من انطلاق عملية تحرير نينوى. ويتميز سكان القيارة، بان اكثرهم من ضباط ومنتسبي القوات الامنية، وهذا ما عرضهم لأعمال انتقام من التنظيم المتطرف.
ويقول عضو مجلس محافظة نينوى حسن سبعاوي، الذي تقطن عشيرته جنوب الموصل، “كل القوات والحشود العشائرية ذهبت الى الموصل، ولم يبق غير عدد قليل من المقاتلين في القرية”.
ويشير سبعاوي، في تصريح لـ(المدى) امس، ان “المقاتلين المتبقين كانوا غير مبالين ،لأنهم بقوا طيلة أشهر يمسكون الارض دون اوامر رسمية بضمهم الى الحشد الشعبي او إعطائهم سلاحاً وراتب”.
وخلال ساعات فقط، بعد دخول “داعش” القرية، زاد عدد المتسللين الى الـ50 مسلحا. ويقول المصدر المحلي ان “هناك دبابة وحيدة كانت على ضفة النهر، تركها قائدها بعد ان وجد أعداد داعش في ارتفاع”.
ويرجح المصدر ان تكون “خلايا نائمة مازالت مختبئة في القرية كانت في انتظار وصول المسلحين لتنضم اليهم”.

إحراق الدبابة الوحيدة
وأحرق عناصر التنظيم الدبابة بعد ذلك كما قتلوا 6 من المقاتلين المحليين، وخطفوا نحو 80 مدنيا ونقلوهم الى الحويجة، وبحسب المصدر المطلع فان “هناك معلومات عن قتل الاسرى من الرجال”.
ويعيش في القرية، التي تقع جنوب القيارة بـ10 كم، نحو 15 الف نسمة. ويقول المصدر ان “داعش أعدم عددا منهم، كما انتشر في المنازل وتحصن بباقي المدنيين”.
ويقول عضو مجلس المحافظة حسن السبعاوي، الذي تضم عشيرته واحداً من أبرز الفصائل المقاومة لداعش في جنوب الموصل، ان “كل سكان القرية هجروا منازلهم، باتجاه القرى المجاورة”.
واستقبلت قرية “التينة”، القريبة من قاعدة القيارة، اكبر عدد من نازحي”إمام غربي”. ويحاول التنظيم بعد بسط سيطرته على القرية، توسيع رقعة وجوده الى قرية “إمام شرقي”. ويقول السبعاوي ان “مقاتلي إمام شرقي يضعون الآن خط صد ويقاتلون بشراسة”. ويؤكد ان القوات الأمنية تريثت في محاربة المسلحين قليلاً لإيجاد خطة لانتزاع هؤلاء المدنيين من بين أيديهم.
كما يقول السبعاوي ان “الطيران يتجنب ضرب أهداف في الداخل، لكن قوات من شرطة نينوى الاتحادية وصلت الى أطراف القرية للمشاركة في تحريرها”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here