الرئيس (ينضح ) ما فيه ..!

أسقط الرئيس الامريكي ادعاءات حكام السعودية باهمية اختياره (الرياض) أول عاصمة يزورها بعد (مائة يوم) من تسلمه مهام منصبه رئيساً لامريكا، حين اكد ترامب في مقابلة تلفزيونية مع شبكة (سي بي أن) الامريكية، أن الزيارة تمت بشروط ، أولها وأهمها توقيع صفقات سلاح (مليارية) هي الأكبرعلى مدى تاريخ البشرية !.
ترامب هو (التاجر السياسي) في قائمة الرؤساء الامريكيين منذ تأسيس الولايات المتحدة الامريكية، والتي كانت اداراتها ومازالت (الاناء) السياسي للشركات الاحتكارية المهيمنه على الاقتصاد العالمي باساليب الاستغلال والنهب المبرمج لثروات الشعوب، قبل أن تتحول الى (كارتلات) عابرة للقارات، تتحكم في سياسات البلدان الخاضعة للقرارالامريكي، وتخطط وتمول وتنفذ المؤامرات لاسقاط حكومات البلدان المقاومة لمخططاتها، وتشعل الحروب في المناطق التي تختارها، خدمة لمصالحها السياسية والاقتصادية.
جاءت تصريحات ترامب خلال مقابلته التلفزيونية الاخيرة اعلى بكثير من سقف اتهام ادارته بـ (اللعب) بورقة خلاف قطرمع (جماعة الاربعة)، فقد ترك ابواب الاتهام مفتوحة بوجه اطراف اخرى في الخليج، تمهيداً لدفعها اتاوات مليارية جديدة، بعد توقيع قطرمع ادارته معاهدة (تجفيف منابع الارهاب )، وكأننا امام عروض لافلام عربية تجارية منتجة في واشنطن ..!.
لقد اختارالحكام العرب الطريق الخطأ في خضوعهم للقرارالخارجي في ادارة بلدانهم طوال العقود الماضية، مفضلين مصالحهم الخاصة على حساب مصالح شعوبهم، وكانت النتائج ومازالت خراباً عاماً وفق جداول وتوقيتات رسمها الامريكيون، وجاري تنفيذها تباعاً ودون الاستثناءات التي كان يحلم بها الحكام، وخاصة حكام الخليج، فقد دارت عليهم الدوائر الآن، ولن تنفعهم الاتاوات المدفوعة للامريكيين بصفقات الاسلحة واستضافة القواعد العسكرية على اراضي بلدانهم، وسيكون مصيرهم كمصير(اشقائهم الطغاة) الذين اسقطتهم الشعوب على مدى التاريخ .
الرئيس (التاجر) ترامب لديه بنك كبير من الملفات، سيختارمنها مايشاء وفق توقيتات مدروسة، ويفتحه بتصريح ناري يرعب حاكماً (قرقوزياً) ليسارع الى عقد صفقة مع ادارته املاً باغلاقه، ليحقق الرئيس موارداً جديدة للخزانة الامريكية، يدير رؤوس الناخبين نحو تجديد انتخابه، طالما أن ذلك يصب في مصلحة الاقتصادالامريكي، حتى لو كان نصيب المواطن منها لايقارن بنصيب الشركات .
تاسيساً على ذلك، من حق ترامب (الاناء)، لابل من واجبه أن (ينضح بمافيه)، ليحقق المليارات لخزائن امريكا وكارتلات الاحتكار، من ثروات شعوب دول الخليج والمنطقة، طالما ان هذه الشعوب خانعة لحكامها، وغير مباليه بنتائج تصريحاته المدفوعة اثمانها من ثرواتهم وثروات اجيالهم، اتاوات علنية ومفضوحة لحماية كراسي الملوك وبطاناتهم الفاسدة .
علي فهد ياسين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here