رد على مازن الشيخ والحاقدين على ثورة تموز عام 1958

تعودنا كل عام وفي هذا الشهر(تموز) ان يخرج علينا البعض بمقالات تسيء الى ثورة 14 تموز وتلفق التهم لقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم وبعضهم يكرر مقالته كل عام باتهام هذه الثوره بانها السبب وراء كل ما يحدث في العراق منذ عام 1958 حتى هذا اليوم ولولاها لكان العراق كذا وكذا من الرقي والتطور..الخ من الترهات لأنها فتحت باب الانقلابات في العراق والمنطقه حسب ادعأتهم متناسين الانقلابات التي سبقتها كانقلاب بكر صدقي عام 1936 وحركة مايس 1941 رشيد عالي الكيلاني والعقداء الأربعه. كذلك الانقلابات والثورات التي حدثت في المنطقة والثوره لا تأتي من فراغ فهي نتيجة رد على فعل. فما قامت به ثورة تموز من منجزات في خلال اربع سنوات ونصف، وأموال شحيحة (200 الى 300) مليون دولار سنويا هي واردات العراق من النفط، فاقت به ما قدمه النظام السابق منذ تأسيس الدول العراقيه 1921-1958. وهذا ما لا يذكره احد من هؤلاء المتحاملين على الثوره.
ان ما كتبه السيد الكاتب بعيد عن الوقع. فالكاتب وغيره ممن كتبوا ويكتبون ينطلقون من دواعي مذهبية او طائفيه او قومية عروبيه بعثيه او مصلحيه ويبدوا لي أن السيد مازن من سكنة المنطقه الغربيه او من الموصل وهذه المناطق المذكوره هم من اشد المعادين لعبد الكريم قاسم واليسار العراقي واغلبهم متشبعون بالفكر الديني الإسلامي الأصولي والعروبي ،فاغلبهم وقف مع الحكومات القوميه منذ عام 1963 حتى 2003 ومن ثم مع الدولة الإسلامية عام 2014(ولاننسى سياسة المالكي الكارثية تجاه هذه المناطق وهذا لايبرر فعلتهم) فهؤلاء الكتاب لم يعيشوا تلك المرحله المأساويه التي عاشها سكان بغداد لقد عشنا تلك الكذبه التي يسموها الديمقراطيه والاستقرار فلم يكن هناك اي ديمقراطيه واي استقرار حيث المظاهرات والانتفاضات مستمره وسقوط الحكومات وتأليفها. مستمر..فنوري سعيد الحاكم الفعلي للعراق ترأس 14 وزاره خلال 28 عاما وجميع الوزارات كانت تحت سلطته. فكانت ديمقراطية صورية لايسمح للمعارضة للوصول الى البرلمان وإذا وصلت المعارضة الى البرلمان يحل البرلمان من قبل نوري السعيد. كان هناك فقر مدقع منتشر وبطاله سائده في جميع مدن العراق وهجرة الفلاحين الى المدن لاحدود لها وخاصة الى العاصمه بغداد المطوقه من النازحين الفقراء من المناطق الجنوبيه بسبب الفقر وظلم الاقطاع للفلاحين فأشهر مناطق سكن هؤلاء النازحين هي منطقة العاصمه قرب ملعب الشعب شمالا وجنوبا قبل بنائه ومنطقة الشاكريه في كرادة مريم وخلف السده في راغب خاتون ( مدينة القاهره اليوم) فلا ماء ولا كهرباء ولا صرف صحي ولا خدمات ويعيشون مع ماشيتهم ، كذلك مطاردة المعارضين للحكومه وسجنهم وتعذيبهم وحتى اعدامهم فكنا نرتعب ونحن صغارا من الشرطه السريه عندما تقتحم بيوتنا في الليالي للبحث عن معارض اوشيوعي!!!. ولولا قمع نوري سعيد الحاكم الفعلي للعراق لما حدثت ثورة تموز فكانت الثوره حتميه ان لم تكن بقيادة الزعيم عبد الكريم ستكون بقيادة عسكري اخر. فالشعب العراقي وشعوب دول كثيره في تلك المرحله الثوريه كانت في غليان من اجل تغيير هذه الانظمه الفاسده التي نصبها وحماها البريطانيين في فترة الاستعمار..كذلك تأثرت شعوب المنطقة بعبد الناصر وثثورته في مصر وكانت هذه الشعوب ترحب بأي شخص عسكري يقوم بالتغيير، والجدير بالذكر ان تلك الفتره من الزمن كانت ثوريه بكل معنى الكلمة ومن الغباء مقارنة تلك المرحلة باليوم مطلقا. وهذا ما حدث في مصر اولا ثم العراق ثم اليمن وليبيا والسودان وغيرها. وثبت ان معظم الحكام الثوريين العسكريين او الانقلابيين بالرغم من فرديتهم في الحكم اكثر وطنيه من اقرانهم الذين حكموا باسم الديمقراطيه والدين والطائفه والمذهب الذين سرقوا بلدانهم واتوا بالكوارث عليها والعراق اليوم مثالا واضحا. اما الحديث عن الاردن وتطورها…الخ فكان النظام الملكي الاردني على وشك السقوط بعد ثورة تموز بالرغم من عدم وجود سياسيين مستبدين ومجرمين في السلطه مثل عبد الاله ونوري السعيد المكروهين من الشعب. حيث عمدت بريطانيا الى حماية النظام عسكريا ومن ثم ماليا واقتصاديا ولحد هذا اليوم يعيش الاردن على المساعدات الخارجيه.
اما الحديث عن ثورة تموز بكونها دموية فهذا غير صحيح مطلقا واذا قارناها بثورة 14 تموز الفرنسية التي راح ضحيتها عشرات الالاف والكثير منهم قطعت رؤوسهم وحتى الملك لويس 16 والملكة ماري أنطوانيت، والتي يحتفل بها الفرنسيين والعالم كل عام لأنها فتحت آافاقا جديدة لشعوب العالم للتخلص من الظلم والاستبداد ولا احد يتحدث عن دمويتها ومقتل العائله المالكه. فلا توجد ثوره بلا دماء فكيف يستطيع شعب اعزل إسقاط حاكم جائر ومستبد ..بالدعاء ؟؟. لماذا لم يستطيع شعب العراق إسقاط نظام صدام في انتفاضة آذار عام 1991!!!. هناك مقوله لدكتاتور البارغواي قبل اكثر من 40 عاما عندما سُؤل كيف تحكم البلاد و 90% من الشعب يكرهك..أجابهم صحيح تسع من عشره يكرهونني وما أهمية ذلك اذا كان العاشر وحده مسلحا..!! فالثوره يجب ان تكون مسلحه ودمويه لإسقاط اي نظام جائر لسبب بسيط وهو ان الحاكم المستبد لايتنازل عن سلطته الا بالقوه فاذا لم تقتله قتلك. وهذا ما حدث بعد فشل حركه مآيس 1941 حيث تم إعدام من قام بهذه الحركة.. فثورة 14 تموز بدأت بانتفاضة عسكريه ساندتها الجماهير على الفور وخرجت الى الشوارع لتايدها بشكل عفوي وغير معقول ورفعوا صور جمال عبد الناصر لعدم معرفتهم قادة الثوره… تحولت على الفور الى ثوره وتعمقت بعد الإنجازات التي حققتها، فجميع الذين اعدموا من رؤوس النظام تمت محاكمتهم محاكمه عادله وعلنية امام عدسات التلفزيون وباستثناء العائلة المالكة لايتجاوزعدد الذين اعدموا العشرين شخصيا فقط مقارنة بانقلاب 8 شباط الأسود حيث تم قتل اكثر من 5 آلاف مواطن وبدون محاكمه خلال فترة ستة اشهر عدى حالات التعذيب والاغتصاب والانتهاكات التي قام بها قطعان الحرس القومي. يتباكا البعض من هؤلاء الكتاب على العائلة المالكه التي قتلت تهورا وخطا من قبل ضباط صغار العمر والرتبه ولم يكن مخططا لها من قبل قادة الثوره لاحبا بهذه العائلة البريئه باستثناء الوصي عبد الاله وانما لتشويه الثورة وقادتها ولتبرير جرائم من حكَم بعد عام 1963.

مؤيد راعي البله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here