ندوة في ذكرى ثورة 14 تموز

لاغ صحفي
بمناسبة الذكرى الـ 59 لثورة الرابع عشر من تموز 1958، إستضافت لجنة التيار الديمقراطي العراقي في المملكة المتحدة الباحث الدكتور عقيل الناصري في ندوة عنوانها “هل فتحت ثورة الرابع عشر من تموز أبواب السلطة أمام العسكر؟”. وبعد عزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت واحدة تذكراً لأرواح شهداء الحركة الوطنية العراقية، قرأ الكاتب فيصل عبد الله تصريح هيئة متابعة قوى تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج حول الانتصار على عصابات داعش الإرهابية في الموصل. وبعدها قدم لهذه الأمسية قائلاً؛ إننا نلتقي اليوم للإحتفال بمناسبتين عزيزتين، إذ تتزامن ندوتنا لإحياء ذكرى ثورة تموز مع غمرة الإحتفالات بإنتصار قواتنا المسلحة، بمختلف صنوفها ومسمياتها، وبمساندة قوات الحشد الشعبي الباسلة وقوات البيشمركة الشجاعة على عصابات داعش الإرهابية وطرد عناصرها من مدينة الموصل، عاصمة محافظة نينوى، وتحريرها من شرورهم. وقال، تدور اليوم على صفحات التواصل الإجتماعي معارك حامية الوطيس حول ثورة تموز، ذلك الحدث التاريخي المهم بين إعتباره ثورة أم إنقلاباً. وأشار الى ان حدثاً ضخماً بمثل وزن ثورة الرابع عشر من تموز لا بد ان يقبل تعدد التأويلات والإسقاطات ونقيضها.
وعبر مقدمة قصيرة، عَرف بالضيف د. الناصري باعتباره أحد المشتغلين بشكل جاد على تفاصيل تلك الثورة، وعبر بحوث ودراسات غطت لربما أغلب مفرداتها، شخوصاً وظروفاً وعلاقات إجتماعية. وصدر له في هذا الميدان 11 كتاباً وأكثر من 200 بحثاً ودراسة ومقالة، واخر إًصداراته كتاب “من رسائل عطشان الأزيرجاوي….” و “من أوجه الصراع السياسي في الجمهورية الأولى”.
ثم تناول الضيف الكريم الدكتور عقيل الناصري موضوعته الموسومة أعلاه، متتبعا جذور بروز العسكر في الحياة السياسية في العراق منذ نهاية القرن التاسع عشر مروراً بالحرب العالمية الأولى، وما ترتب عليها من نتائج، خصوصاً ما تمخضت عنه قرارات “مؤتمر القاهرة” في عام 1921 والتي تمحورت أساساً بوضع سياسة بريطانية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط آنذاك. وكانت تلك النقاشات تدور حول الحكم المباشر او عبر الإستعانة بالضباط العراقيين الأتراك، وأستقر الرأي وقتها بإستعارة خدمات العسكريين العراقيين في التأسيس الجديد للدولة العراقية في بداية عشرينيات القرن الماضي. وتوقف عند تشكيل الجيش العراقي وما ترتب على ذلك التشكيل من ثلاث نتائج وعبر، إدامة الهيمنة الطائفية وما لعبه على الصعيد السياسي خلال فترة الثلاثينيات، وما شهدته المؤسسة العسكرية من “إنكفاء” بعد حركة مايس 1941، أو ما عرفت بحركة رشيد عالي الكيلاني، وأعدام العقداء الأربعة. في حين أطلق على النتيجة الثالثة “التكتل الإلغائي للضباط العسكريين” في العام 1948، ولعب فيه عبد الكريم قاسم ورفعت الحاج سري دوراً محورياً فيه.
وخلص الباحث الى ان النظام الملكي، أو بالأحرى الجنرال نوري السعيد، عطل الدستور وحل البرلمان لأكثر من مرة. ولم يستوعب حتى أصوات المعارضة التي فازت بالانتخابات البرلمانية، فضلاُ عن فقدان صلاحيته ما مهد لاندلاع الثورة وتولي العسكر الحكم بشكل مباشر. عزز الباحث ورقته بجداول وبيانات عن عدد المرات التي تولى فيها العساكر او خلفيات عسكرية قبل ثورة 14 تموز 1958 للوزارات السيادية وغيرها مثل متصرفي الألوية (المحافظات في الوقت الحاضر). وشهدت الندوة نقاشات منوعة وبحضور طيف واسع من أبناء الجالية العراقية المقيمة في لندن.

Demoاللجنة التنسيقية للتيار الديمقراطي في المملكة المتحدة[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here