وقفة مع البعثي وفيق السامرائي

ناظم امين

وفيق السامرائي, بعثي يعيش في لندن منذ سنين . يظهر على الملأ بين فترة وأخرى كمحلل سياسي وعسكري تارةً ومتخصص في الشؤون الأمنية والمخابراتية تارةً أخرى. ألقابه لا تُعد ولا تحصى .
هذا الشخص لمن لايعرفه أو مخدوع به, كان مسؤولاً على مديرية المخابرات في زمن النظام السابق. ومثل هذا المنصب, كان لايشغله إلا من كان بعثياً وخادماً مطيعاً لصدام حسين وقاسياً مع شعبه, بل عديم الأخلاق. لذلك وقع اختيار صدام حسين على وفيق السامرائي الذي استجاب للمنصب سمعاً وطاعهً. لكن عندما أُقيل من منصبه بسبب فشله في اداء مهامه, رغم عمالته الكامله لسيده المقبور, أحس بالخوف على حياته, فهرب من العراق , واذا به صار معارضاً للنظام البعثي بين ليلة وضحاها!
المعارضة العراقية وخاصة الشيعية والكوردية منها, كانت لاتثق به, رغم محاولاته اليائسة للتقرب منها. لكن وبعد سقوط نظام صدام عام 2003, دخل العراق, فعينه جلال الطالباني مستشاراً له بعدما أصبح رئيساً للجمهورية, وسط احتجاجات القوى الشيعية والكوردية, وبالتحديد الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الدعوة, لما أقترفه من جرائم بحق الشعب العراقي. ثم مالبث أن هرب من العراق بعد تقديم دعاوى ضده بسبب الجرائم الموثوقة التي اقترفها عندما كان في خدمة سيده صدام حسين. فأستقر في لندن.
ولكي يُغطي على جرائمه الماضية, بدأ يلعب لعبته الشيطانية القذرة, فتقرب من المالكي الذي كان على خلاف مع الأكراد, وذلك ليوفر لنفسه الحماية أمام القانون ويكسب في نفس الوقت ود نوري المالكي وغيره. فبدأ رويداً رويداً يتظاهر بمظهر السني الذي لايهمه سوى مصلحة العراق, فكسب بذلك عطف بعض الشيعة بلعبته الجديدة, إذ بدأ يهاجم قادة السنة والسيد مسعود البارزاني خاصةً ويتملق لا لنوري المالكي فقط, بل لقادة الحشد الشعبي ويغازل ايران بعدما كان يصفها بالدولة المجوسية والصفوية, فرأى فيه المالكي وأعوانه الدمية التي يستطيعون تحريكها ضد هذا وذاك ومتى ما شاؤوا بالظبط كما فعلوا مع مشعان الجبوري وآخرين.
ولأن وفيق تخرج من مدرسة البعث, فانه عنصري بامتياز, يكره الاكراد كرهاً شديداً ويعاديهم من خلال هجومه المستمر على السيد مسعود البارزاني, خاصة في السنين الأخيرة عندما بدأ الحديث عن الاستفتاء الذي بدأ يؤرقه وأمثاله من العنصريين.
يُعيب على الأكراد انتكاسة عام 1975 على يد النظامين الايراني والعراقي, ولكن بماذا يُفسر لنا هروبه من العراق بعد سنين من سقوط صدام حسين, وأختياره لندن مقراً دائماً له؟ فاذا كان كما يدعي رجلاً وطنياً وشجاعاً وحريصاً على العراق, فلماذا اذن لايتجرأ القدوم الى العراق الذي يتغنى به من على صفحات التواصل الاجتماعي؟
يهدد الأكراد بالحشد الشعبي وبالدول المجاورة ويزرع بذور الفتنة ويدق طبول الحرب بين الأكراد والحكومة العراقية, ويفتخر بان مُعجبيه يزدادون يوماً بعد آخر! المعجبون به هم على شاكلته: بعثيون وعنصريون ومعادون للأكراد والكثير منهم جهلة بكل معنى الكلمة. المصيبة انه يعتبر نفسه رقماً مهماً في العراق, متناسياً عن عمد أو غير عمد انه غير مرغوب به في العراق لا الآن ولا في المستقبل, فهو صفر على اليسار في أية معادلة سياسية أو أي تقييم سياسي أو عسكري. من كان على شاكلته, لشكر الله على وجوده في لندن وبعيداً عن يد القانون.
أما قضية الاستفتاء التي تشغله كثيراً ويتوقع فشلها حسب تنبوءاته البائسة, فانها ستجري بدون شك في وقتها المرسوم لها وستنجح رغم أنفه ومن هم على شاكلته.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here