كلمة حق يُراد بها البيشمركة …

يوسف عبدالباقي
البيشمركة من المصطلحات المهمة عند الشعب الكوردي وتطلق على إنسان يعمل بنكران الذات مضحياً بحياته من اجل حرية وحقوق شعبه العادلة ، وتعد البيشمركة من أقدم القوات المسلحة في العراق إلى جانب الجيش العراقي حيث تعود بداية ذروته وصعوده إلى عشرينات القرن العشرين ، حتى أصبح جزء من المنظومة الدفاعية للعراق بعد عام 2003 وفق دستور عام 2005 .
يتطلع الكورد إلى تحقيق الحلم الكبير في أقامة دولة كوردستان يكون مصيرها بيد أبناءها ولأجل ذلك قدمت الكثير من التضحيات ولا زالت تقدم إلى اليوم ، حيث كان لقوات البيشمركة منذ بداء الحركة التحررية الكوردية دور كبير في فرض حقيقة لا يمكن إنكارها وهي وجود شعب مناضل يطالب بأبسط حقوقه ، كان للبيشمركة في حربها الأخيرة مع تنظيم داعش الإرهابي أكثر من (1500) شهيد والعديد من الجرحى الذين سالت دمائهم الزكية على ارض الوطن مسطرين بذلك أروع الملاحم والبطولات في كسرت شوكت الإرهاب الداعشي ، وتعتبر أول قوة تصد داعش وتوقف تمددها بعد سيطرتها على الموصل وثلث العراق ومحاولتها التوسع والتمدد إلى الإقليم وكامل العراق وصولاً للخليج وحتى أوربا كما كانت تدعي بخلافتها المزعومة ، ناهيك عن كونها أول قوة كوردية تقاتل خارج حدود كوردستان في كوباني وبمباركة ودعم تركيا التي سمحت بمرور البيشمركة بأراضيها للوصول إلى كوباني في ظل ظروف أشبه ما يكون بالعصيب جداً وموقف تركيا المعادي للكورد منذ عام 2003.
يعد الاتفاق الاستراتيجي بين الحزبين الكورديين الديمقراطي الكوردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود البارزاني والاتحادي الوطني الكوردستاني بزعامة جلال الطالباني هي السبب في عودة إلى سابق عهدها وبذلك توقفت الحرب الأهلية التي أنهكتالجانبين واسست لنواة جديدة للبيشمركة ساهمت فيما بعد بالأمن في العراق وأصبحت هي القوة الوحيدة المحلية إلى جانب قوات التحالف بداية سقوط نظام صدام ، مهمتها الحفاظ على أمن العراق خاصة بعد قرار الحاكم المدني بول بريمر بحل الجيش العراقي السابق .
هذا التعاون المشترك بين البيشمركة وقوات التحالف و مساهمتها الأخيرة الفعالة في الحرب ضد الإرهاب جعل نجم البيشمركة يعلو في جميع المحافل الدولية خاصة تلك التي كانت هدفها محاربة داعش الإرهابي في العراق وسوريا في السنوات القليلة الماضية ، كل ذلك جاء نتيجة التضحيات التي قدمتها البيشمركة في سبيل حماية أمن الإقليم والعراق والسلم والأمن الدوليين لكونها حاربت داعش الإرهابي نيابة عن العالم اجمع ، كان ذلك واضحاً من خلال التعاون الوثيق والكبير وعلى أعلى المستويات بين البيشمركة والتحالف الدولي وأصبحت حليف قوي للولايات المتحدة الأمريكية ، بدليل عند حدوث خطر على إقليم كوردستان وأقترب داعش من حدود بعد حرب الكر والفر التي تحدث في كل المعارك والحروب قامت أمريكية وبتوجيه من قبل الرئيس السابق بارك اوباما بقصف داعش وتقديم الدعم الجوي والاستخباراتي و اللوجستي إضافة إلى تدريب قوات البيشمركة وتقديم السلاح ناهيك عن الدول الأوربية التي دعمت البيشمركة و أثنت على أنتصارته وهو ما جعل المعارضة السورية تطالب اوباما بدعم مماثل انذك .
كما لا يمكن غض الطرف عن الجهود الكبيرة التي قامت بها حكومة الإقليم برئاسة نيجيرفان البارزاني حيث أعطت الحكومة الأولوية والامتياز لقوات البيشمركة بجميع مجالات ، كعدم شمول قوات البيشمركة بقرار تخفيض الرواتب بعد الأزمة المالية التي حلت بالإقليم ، إضافة إلى إعفاء من تسلم السلف الحكومية من أداءها ، والشروع في توزيع قطع أراضي لكل منتسب في البيشمركة ، وتقديم كل المساعدات الإنسانية والطبية العلمية والمادية لذوي الشهداء بإعطائهم حق الامتياز في الدخول في الكليات الحكومية وغير الحكومية والتكفل بدفع تكليف الدراسة عن طريق وزارة الشهداء والمؤنفالين، وحث الموطنين و أصحاب رؤوس الأموال في الإقليم إلى جمع الأموال لدعم البيشمركة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل إن ينعم الإقليم بالأمن والأمان ، كما قامت الحكومة وبالتنسيق مع التحالف الدولي بإرسال الجنود إلى أوربا وأمريكا من اجل التدريب على الأسلحة الحديثة التي تسلمها من دول التحالف والصديقة ، ناهيك عن قيام الحكومة بإرسال الجرحى من أفراد قوات البيشمركة إلى خارج الإقليم .
كل هذه الخطوات الجهود الجبارة التي تذكر للحكومة إلا انه هناك المزيد للقيام به في سبيل الوصول إلى الطموح المطلوب خاصة فيما يتعلق بالتجهيز و إعادة التدريب والتأهيل وتنظيم الهيكلة ، و تكثيف الدورات المهنية للتعلم على الأساليب القتالية الحديثة ، حيث أثبتت الحرب الأخيرة أن قوات الأمن في كوردستان بجميع الصنوف والبيشمركة خاصة أنهم درع الوطن ضد أي خطر يهدد الإقليم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here