كما يريد الاخرون مصلحتهم ، الشعب الكوردي يعمل لتحقيق مصالحه

جواد ملكشاهي
كلما اقتربنا من موعد اجراء عملية الاستفتاء في اقليم كوردستان ، تتعالى بعض الاصوات النشاز مطالبة بالتراجع او تأجيلها الى وقت آخر او التخلي عنها ، متوسلة بذرائع واهية .
هناك من يرى ان الحرب ضد الارهاب لم تحسم بعد وينبغي ان تصب كل الجهود لحسمها والآخر يرى ان الاوضاع السياسية في الاقليم والخلافات بين القوى السياسية في الوقت الحالي ليست مساعدة لاجراء العملية وهناك من يطالب بتفعيل البرلمان قبل الاستفتاء او اجرائه بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة الآخر يطالب بالتأجيل او التخلي عن المشروع من دون سبب ، مجرد لخوفه من نتائجه على دول المنطقة المتعددة القوميات والاديان والاثنيات مؤكدة ان تداعيات الاستفتاء ستجر المنطقة الى حروب وكوارث جديدة .
بتصوري كل تلك المسوغات مجرد ذرائع للوقوف بوجه تحقيق الحلم الكوردي الذي طال انتظاره اكثر من قرن من الزمان.
مسوغات بعض الاطراف الكوردية هي تهرب من تحقيق هدف ستراتيجي ومشروع قومي كبير طالما نادت به ودونته في ادبياتها السياسية لكنها لا تريد ان تشارك في المشروع القومي والمساهمة فيه في الوقت الحاضر لتعارضها مع مصالحها الحزبية الضيقة.
اما الاطراف العراقية والاقليمية والدولية الاخرى فلها مسوغاتها التي ترتبط بشكل او باخر باوضاعها الداخلية او بمصالحها السياسية والاقتصادية او الصراع على مناطق النفوذ.
في مقابل كل تلك الاطراف التي تسعى لتحقيق مصالحها على حساب مستقبل الشعب الكوردي الذي تعرض الى عمليات القتل والابادة الجماعية لنيل حقوقه وتشكيل كيانه المستقل ، يحق للشعب الكوردي ايضا ان يقول كلمته لتقرير مصيره وانشاء دولته المستقلة بعد ان ساهم مساهمة فاعلة وقام بمساع حثيثة لبناء العراق الديمقراطي الجديد الذي انهارت جميع مؤسساته العسكرية والادارية في 2003 .
ينبغي لجميع الاصوات المطالبة بتأجيل الاستفتاء ان تدرك جيدا ، انه كما تسعى هي لضمان بقائها والحفاظ على مصالحها ، من حق الشعب الكوردي ايضا ان يعمل على وفق مصالحه و ضمان وجوده ومستقبل اجياله في بناء دولته المستقلة التي قدم انهاراً من الدماء من اجلها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here