افترشت الارض عند مدخل احد الاسواق

عباس الادريسي
المزدحمة بالمتبضعين ،وقد مدت لها قطعة من القماش ،ووضعت عليها موادا مختلفه،ألعاب أطفال ،ومنافض للسكائر ،وأقداح شاي،وملاعق ،وأقداح للماء،وهي تصيح بأعلى صوتها (الحاجه بربع،الحاجه بربع)وقد بُح صوتها وكان الكثير من المتبضعين يتفرجون على حاجياتها بدون شراء ،الا القليل منهم ،وقد كان بجانب هذه المرأة الكادحة طفل صغير قد احرقت وجهه وشعره الشمس حتى بدا كأنه اصفر اللون،وكان يستظل من أشعة الشمس الحارقة التي بدأت تنساب اليه مع ارتفاع الشمس شيئا فشيئا،أثارني مشهد الطفل الصغير ،قبل المرأة العجوز،اقتربت منها وسلمت عليها ،فردت علي السلام وكان كل ضنها ان سوف اشتري البعض من أغراضها المعروضة للبيع،بادرتها بالسؤال لم تجلبين هذا الطفل معك ،في هذا الجو الحار.

تلجلجت عيناها بالدموع ورمقتني بنظرة عتاب وكأنها تقول في سرها انت لاتعلم بماذا أعاني ؟.

انه ابن ابني اتي به معي لكي يساعدني في عملي البسيط هذا ،فهو يعينني كثيرا وكذلك لكي اطمئن عليه وهو بجانبي،فهو وحيدي في هذه الدنيا.

اقتربت منها كثيرا بعد ان رأيت الحزن باديا عليها،وسألتها وأين والديه،لماذا لايبقى معهم؟

فأجابت وقد نزلت دموعها على خديها والاسى يملأ عينيها اما والده فقد استشهد وهو يقاتل الارهابيين ولحقته أمه بعد أشهر كمدا وحزنا عليه،وبَقى هذا الطفل وانا أتكفل به بهذا العمل الذي لايسد الرمق ،فالمشتكى لله .

وأين تسكنين يا تاج الرأس ،اسكن في احد دور التجاوز بعد ان فقدنا معلينا الوحيد الذي ذهب شهيدا من اجل الوطن الذي لا نملك شبرًا واحدا فيه.

كم امرأة وعائلة يحويها هذا الوطن وهم غرباء فيه.

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here