في بلاد العجائب و الغرائب : الفاسدون يقاضون أصحاب الأيدي النظيفة*

مهدي قاسم

في بلاد العجائب و الغرائب :

الفاسدون يقاضون أصحاب الأيدي النظيفة*

أوصلتنا الطغمة السياسية الفاسدة في المنطقة الخضراء ، من جراء لصوصيتهم و مظاهر فسادهم و انعدام قيمهم المبدئية والوطنية و الأخلاقية بالمرة ، لقد أوصلونا إلى حالة هزيلة ومتدنية من لا معقول وعبث ، بحيث لم يُعد المرء يستغرب حدوث أي شيء يتسم بالغرابة والعجب و الشواذ في العراق ..
حتى وصل الأمر إلى حد أن يقوم سياسي فاسد ، بملاحقة ومقاضاة أصحاب أيد نظيفة ـــ ممن يقومون ــ مدفوعين بضمائرهم الوطنية ــ بفضح هذا النوع من ساسة فاسدين وفاشلين الذين خربوا و دمروا حياة اليلاد و ملايين من العباد في العراق في غضون السنوات العشر الماضية ..
فالعراق هو البلد الوحيد الذي لا يخشى فيه السياسي الفاسد لا من نقمة الشارع ولا من عقوبة القانون ، و ذلك بحكم علاقاته الحزبية و السياسية التي توفر له الحماية المطلقة والمضمونة من كل محاسبة ومساءلة أو عقوبة قضائية، بحيث هو الذي يلاحق من ينتقده على فساده ، أي بالعكس ، و يهدده بعقوبة قضائية ، طبعا بهدف كتم أفواه المنتقدين و ترهيب المطالبين بمحاسبتهم ومقاضاتهم على فسادهم ذاك .!!..
حتى يكون الأمر عبرة لغيرهم .
لقد وصلت مظاهر الفساد في العراق من ضخامة حجم رهيبين و سعة انتشار كسرطان جبار، إلى أن يضطر هؤلاء الساسة الفاسدون أنفسهم إلى الإقرار و الاعتراف بوجود مثل هذه المظاهر القوية للفساد في العراق ، ولكن دون تشخيص الفاعلين الفاسدين أو تحريك قضية جنائية ضدهم لكونهم هم المعنيين بالأمر …
و كأن هؤلاء الفاسدين ما هم سوى أشباح أو من سكنة الفضاء الخارجي !!.
وهو أمر واضح و مفهوم : فالفاسد لايحرك قضية جنائية ضد نفسه ، كما أن الفاسدين يتضامنون فيما بينهم لحماية أنفسهم من أية عواقب قضائية قد تطالهم مستخدمين من خلال ذلك كل العلاقات السياسية و الأجهزة والسلطات القضائية لضمان ذلك في كل الأحوال.
فمن هنا ضرورة التضامن مع كل كاتب وطني شريف يحاول هؤلاء الساسة الفاسدون ترهيبه بهدف كتم صوته النقد البنّاء. وعلى رأسهم الكاتب سليم الحسني .
هامش ذات صلة أدناه :
( ئر، فمن معك يا محافظ؟

سليم الحسني

أعلم أن سلسلة (هؤلاء في حياتي) قد أزعجت صلاح عبد الرزاق، فسارع الى رفع دعوى قضائية ضدي، وأعرف أنه رتب الأمر ودبّره، فتاريخ الدعوى لم يحن بعد فقد وضع لها تاريخ (١٧ أيلول ٢٠١٧) وقد نشرها بنفسه اليوم أي (١٧ تموز ٢٠١٧) اليوم الأكثر شؤوما في تاريخ العراق. وليس في هذا خطأ في الكتابة، فأبسط محام، وأبسط انسان لا يقع في خطأ كهذا، إنما ذلك يعني أن الحكم القضائي قد صدر مسبقاً أيضاَ، وما أسهل ذلك في العراق.

سأكون حاضراً في اليوم المعلوم، لكنني لن أكون وحدي، ستكون معي الضمائر الحية والفقراء والأيتام والذين سُرقت لقمة العيش من أفواههم.

سآتيك مع الحقائق، مع الجائعين، مع أطفال الشوارع. وستكون أنت وحدك.

لا تخيفني محكمتك، لا تزعجني شكاواك، وسأواصل الكتابة عن الشرفاء وأهل التضحيات من الشهداء والأحياء، وأعرف أنهم السبب الذي أثار ثائرتك فرتبت قضية الدعوى، لكني سأذكرهم واحداً واحداً بمواقفهم وبطولاتهم وتضحياتهم ونزاهتهم وخطواتهم المشرفة. ومثل هذه النماذج الرفيعة تثير نقمة النقيض منهم.

إعلم يا صلاح، إني لن اتوقف عن الكتابة ضد الفاسدين، ولن أتوقف عن ذكر الطيبين والصالحين والشهداء والنماذج الراقية، لن تخيفني محكمتك وقاضيك، فأنا أبن الطين، وتلميذ الشهيد موحان، وصديق الشرفاء.

أنا ابن هذه الجموع الجائعة، وشقيق شهداء سبايكر، وابن التاريخ المضيء، فكيف أتراجع عن كشف الفاسدين؟

سيكون معي الضمير العراقي النقي، وستكون أنت وحدك.
….
شكري الجزيل لكل الذين ساندوني في التعليقات والمشاركات والاتصالات والرسائل على الواتساب، من الأخوة والأصدقاء والقانونيين والمتابعين والقرّاء الذين لا انسى مواقفهم الناصعة في الدفاع عن كلمة الحق ضد الفاسدين، والشكر الأكبر، لطفل رأيت صورته نائماً على الرصيف، رث الثياب، وعلى وجهه قرأت أنه سيكون معي.

أعدكم لن اتوقف عن الكتابة عن تاريخ الابطال والنماذج الراقية وسأواصل (هؤلاء في حياتي) فهم أيضاً مرّوا في حياتكم.

سليم الحسني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here