خلفيات شكوى صلاح عبد الرزاق

خلفيات شكوى صلاح عبد الرزاق
سليم الحسني

وصلتني بعض المعلومات قبل أيام عن ظروف الدعوى القضائية التي قدمها ضدي صلاح عبد الرزاق، وكان مصدرها عدة اشخاص.
خلاصة ما اشتركت به معظم المعلومات، ان المجموعة المقربة والمحيطة من المالكي، تداولت في رفع شكوى قضائية ضدي للتخلص من كتاباتي ومقالاتي، وقد حدث ذلك بعد ان بدأت بنشر سلسلة (هؤلاء في حياتي) وهي مقالات تكشف الجوانب المشرقة والشريفة والمتألقة لأشخاص عشت معهم وتعرفت عليهم في سنوات الحياة.

حاولت التأكد أكثر حول هذه المعلومة ـ وعادة ما أفعل ذلك قبل كتابة مقال فيه معلومات حساسة ـ فأرسلت رسالة مفصلة الى أحد المقربين جداً من المالكي، وهو صديق قديم أعرفه من سنوات الهجرة في إيران، وقد انقطع التواصل بيننا بحكم ظروف السياسة وطبيعة كتاباتي النقدية. كان طيباً مؤدباً متواضعاً مثلما هي عليه أخلاق وطيبة أهل الكريعات حفظهم الله، لكنه امتنع عن الجواب على الرسالة الأخيرة، علماً بانه اجابني على عدة رسائل أرسلتها له قبل يوم من الرسالة الأخيرة.

قبل هذه الدعوى القضائية بعدة شهور، أرسلت عدة رسائل الى مقربين من المالكي، بعضها نهاية العام ٢٠١٦، وبعضها في الشهر الرابع من هذا العام ٢٠١٧، وكان محورها يتمثل بنقطة واحدة وهي أن من الضروري أن يُبعد المالكي الفاسدين من حوله، وان يقوم بمراجعة مع نفسه، فالتطورات متسارعة والتهديدات كبيرة ضد العراق، ولا بد من إعادة النظر، خصوصاً وان الفاسدين من حوله يخدعونه ويتسببون في شرخ كبير في جسم الدعوة. لكني لم أتلق جواباً من الوسطاء.

في الشهر الخامس من هذا العام ٢٠١٧ كتبت عدة مقالات عن بعض الفاسدين المحيطين بالمالكي، ومنهم عدنان الأسدي وصلاح عبد الرزاق، وقد هدد الأول برفع دعوى قضائية ضدي، لكنه تراجع بعد ذلك. ونشرت مقالاً بعنوان (صلاح عبد الرزاق في ملف فساد مفتوح) أدرجت في قائمة طويلة من ملفات الفساد المتراكمة عليه والتي لا تزال مفتوحة لم تبت بها هيئة النزاهة كعادتها المعروفة لكل العراقيين.

ثم كتبت مقالاً بعنوان: (حول المالكي يتجمع الفاسدون)، وكنت أود أن يلتفت المالكي الى وضعه ويجري مراجعة لما وصل اليه هو وما وصل اليه العراق.

وبعد أسابيع من بدأت بنشر سلسلة (هؤلاء في حياتي) والتي أتحدث فيها عن النماذج المشرقة ذات المواقف النزيهة والشريفة. فكانت المفاجأة أن قدّم المتهم بالفساد صلاح عبد الرزاق بنشر دعواه القضائية ضدي، وقد كان محور الشكوى، مقطعاً كتبته ضده في مقال (حول المالكي يتجمع الفاسدون).

المفاجأة كانت أنه اختاراً فقرة تمسه بالاسم باعتباره احد الفاسدين حول المالكي، ولم يختر المقال الطويل الذي أدرجت فيه القائمة المفصلة لملفات الفساد المفتوحة عليه. وهذه الملاحظة لوحدها تكفي لإيضاح الصورة للقارئ الكريم.

ربما حاول عبد الرزاق ان يستعين بالمالكي، بالاستناد الى المقال الأول، لكي يحصل منه على المساندة والدعم، كما يحصل بذلك على تعاطف المحيطين بالمالكي من الفاسدين، ضمن المخطط الذي أعدوه لتقديم شكاوى متلاحقة ضدي.

في مقالي السابق، تحديتهم بإصدار بيان أو تصريح يدافعون فيه عن صلاح عبد الرزاق، لعلمي أنهم لن يفعلوا ذلك، وأنهم أضعف من ذلك، فالفاسد يعيش الخوف، خصوصاً وان الملفات متجمعة، وهم يعرفون ما لدي من معلومات.
إنني انتظر بفارغ الصبر يوم المحاكمة، انتظر متى تحدد الجهة القضائية هذا الموعد، لكي تنكشف الأمور أمام المواطن العراقي.

في مقالي هذا أقول إنني أتحداهم أن يدافعوا عن صلاح عبد الرزاق، وأتحداهم أن يجرؤ أحدهم على الشهادة بأنه نزيه وغير فاسد.

لن أتوقف عن الكتابة عن الفاسدين، وفي نفس الوقت لن اتوقف عن الكتابة في سلسلة (هؤلاء في حياتي) فتاريخ الشرف والنزاهة والبطولة والتضحية والإخلاص لأشخاص معروفين، لا بد أن يكون متداولاً، وعند ذاك سيعرف التاريخ والمواطن الفارق الكبير بين نموذج شامخ، وبين نموذج ساقط سرق جهود الشرفاء.
لإستلام مقالاتي على قناة تليغرام اضغط على الرابط التالي:
https://telegram.me/saleemalhasani

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here