زوبعة الفتنة

زوبعة الفتنة
في البداية نقول ان الحديث عن معاناة انسان أو شريحة معينة في أي مجتمع لاتعني أبدا الغاء معاناة الآخرين في الجانب الآخر.
ان الشعب العراقي وعلى مدى خمسة وثلاثين عاما عانى الظلم والاضطهاد والحرمان من طغمة بعثية حاقدة فاجرة على الانسان وعلى الحياة بكل أشكالها.
لم تسلم شريحة من شرائح المجتمع العراقي بكل عناوينها داخل وخارج العراق من ذلك الظلم التعسفي والهمجي والبربري.رغم وجود التفاوت في حجم الظلم والأذى الذي وقع على الشيعة خصوصا والذي كان اشد قسوة وعنصرية وظلما. لان النظام حينها قد مارس ضدهم كل أنواع القتل والتعذيب والحرمان والاعتقالات والتشريد. بل هو تمييزٌ عنصريٌ تكفيريٌ بامتياز.
كل الشعب العراقي كان تحت سياط الجلادين وتحت دخان الحروب والغازات السامة التي استخدمها النظام الصدامي ضد شعبه وحتى على جنوده في الحروب العقيمة التي اشعلها في المنطقة.
حتى جائت ساعة الصفر والتي وصل فيها الظلم الصدامي على الشعب العراقي حدا لايطاق وذلك عام 1991م فانطلقت الجماهير لتعلن رفضها لذلك الظلم والتجبر والاستفراد بالقرارات الهمجية التي احرقت الاخضر واليابس ولم يبقى امام الشعب الا ان يعلن صرخته المدوية بوجه الطاغوت.
وفعلا كانت الانتفاضة وهبت الجماهير بصرخات الله اكبر وكانت المرجعية قد اعلنت دعمها اللامحدود للجماهير بل ونزلت للشارع مع الجماهير من خلال ممثليها و وكلائها فاهتز حينها عرش الطاغية المقبور وبدا الارتباك في اجهزته الامنية والقمعية و كانت نتيجة الانتفاضة مبهرة وسريعة بعد أن قدمت تضحيات كبيرة شهداء وجرحى واستطاعت ان تحرر تسعة محافظات جنوبية من سلطة النظام.
لولا خذلان التحالف الدولي وتآمره آنذاك وحتى بعض الدول الاقليمية ضد الانتفاضة والمنتفضين لكان العراق قد تحرر من العبودية والاستبداد على ايدي ابنائه الغيارى منذ ذلك العام ولم نرى كل تلك الويلات التي حدثت بعد عام 2003م..
فالعراقيون جميعهم عانوا وكابدوا الويلات وجميعهم يستحقون كل التقدير والاحترام وجميع الامتيازات في حياة حرة كريمة يسودها الأمن والسلام.
طبعا بقيت كل حسب تضحياته وماقدمه لشعبه وامته وأكيد الأولوية تكون للشهداء والجرحى والمشردين والفقراء والمحرومين .فالحرب والمواجهة مع الاشرار لازالت مستمرة ومتواصة فلكل مرحلة رجالها وما هذه الحرب الشرسة ضد الدواعش الا نتيجة ذلك الحكم الصدامي البغيض الذي زرع فكر التكفير والتمييز العنصري بين طوائف وقوميات الشعب العراقي..
اما زوبعة الفتنة القائمة هذا اليوم والتي نرى من خلالها التراشقات والتهم بين فئات الشعب المضطهدة سابقا ولاحقا ماهي الا لزرع الفتنة في المجتمع الواحد من قبل اجندات لاتخدم الا اعداء الشعب العراقي شئنا أم أبينا.
من كان خارج بلاده والذي اضطرته الظروف لمغادرة بلده لم يتخلى يوما عن دعم اهله وأحبته وأبناء شعبه طوال فترة الهجرة وكان دعما بلا حدود على كافة المستويات المادية والمعنوية.و الجميع كانوا يتالمون ويحترقون لما يصيب أهلهم وشعبهم من بطش وحصار وتعذيب على أيدي الجلادين..
تحية لشهداء العراق السابقون واللاحقون من جند الحشد والجيش ورجال الأمن وتحية لثوار العراق الذين واجهوا البعثيين وتحية لكل من يقف اليوم ثائرا بوجه الدواعش الأشرار و المغتصبين .

سليم الرميثي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here